الواعي مستغرق في الجمال و الجاهل مستغرق في المقاومة
سلاماً و محبة
أيها المتنور
أي فعل أو تصرف أو كلمة تنطق بها فهي تعبر عن تميزك و استقلاليتك عن الوعي الجمعي، و تعبر عن فردانيتك و جمالك
و لا يمكن بأي شكل من الأشكال قمع ذاتك من أجل الآخرين أو من أجل غايات الآخر الأنانية اللاإنسانية،وجودك هنا يعني وجود الجمال
و الإختلاف و التميز و هو إثراء لزوايا الإدراك المختلفة، و الذي يزعجه هذا الإختلاف الحاصل بين الإنسانية هو إنسان غير متحرر
و إنسان غارق في الجهل بالذات و الجهل بالجمال و الإختلاف في زوايا الإدراك، و هو يدرك من نفس زاوية الوعي الجمعي أو يعيش من خلال
التقليد الأعمى و لا يعي ما يفعله
لذلك التميز و التعبير عن تميزك و استقلاليتك هو شيء طبيعي يعكس ذاتك الطبيعية الكونية، و أنت مختلف و تعبر عن اختلافك و جمالك
و كل شخص هو إنسان متميز يعبر عن جماله في طريقة كلامه و طريقة تفكيره و نوعية أفعاله و قراراته و سلوكاته و حركاته و لباسه
و أكله و شرابه،و الذي يقاوم هذه الإستقلالية و التميز يقاوم روحه و جماله و يقاوم ذاته الكونية
و الذي يقاوم ذاته الكونية هو في نهاية المطاف يقاوم حقل الجمال المتدفق، يقاوم حركة الطبيعة و حالة التدفق النفسية، و يصنع
بداخله آلهة يتحكمون بقراراته و أفعاله و كلامه و ردات فعله، يصنع من معتقدات الآخرين آلهة و يتشارك معهم في نفس المعتقد و في نفس حقل الوعي الجمعي
و أي فعل يحاول القدوم عليه يجد نفسه و بشكل تلقائي في مقاومة مؤلمة و متعبة و مخيفة تحاول عرقلة التدفق و عرقلة حقل الجمال
و أي كلمة ينطق بها يجد نفسه تقاوم ملايين الأصوات الاخرى من أجل النطق بها و هذا يسبب له الإرتباك و التردد و الشك عوض السريان و الجمال
و هذا لسبب واحد هو مشاركته للآخرين في معتقداتهم، و مشاركته لهم في حياته الفردية الشخصية و مشاركته لهم في عقله، و في أحاسيسه
و بهذا هو يفوت على نفسه الحرية و طعمها و يفوت على نفسه الحياة و جمالها،إن الآخر هو الآخر و هو منفصل عني و انني كفرد منفصل عن الجميع
الجميع ليس أنا و أنا لست الجميع و لست أحداً، أنا هو أنا و هم هم و هناك فرق شاسع بيني و بينهم أنا لست هم و هم ليسوا أنا،
أنا من أنا و حياتي تخصني و قراراتي تخصني و تعبر عني و لست انتمي لأحد و لا أحد ينتمي إلي،
أنا اعبر عن حالة الجمال التي تخصني و اعبر عن التميز الذي أوجد فيه و أعي أن كل شخص يولد و هو مميز و مختلف و يحمل بداخله نظرة مختلفة عن الواقع
و لديه أحاسيس مختلفة ووعي مميز و هو يعبر عن هذا الإختلاف و التميز من خلال عيشه على هذه الحياة، و لا يمكن أن أكون النسخة التي تريد و لا يمكن أن أكون
الشخصية التي تريد و لا يمكن أن أكون على الطريقة التي تريد، لدي وجهة نظر مختلفة يجب أن اعبر عنها و لدي تميز يجب أن لا أعرقله من أجلك أيها الآخر
من أنت أيها الآخر ؟
الآخر لا نعرف عنه الكثير و لا يمكننا معرفة الجميع، لكن يمكننا معرفة من نكون من خلال التعبير عن أنفسنا و التعبير عن تميزنا و جمالنا
الآخر يبقى مجرد شخص لديه عقل و قد يرتكب أخطاء كثيرة في حقنا من خلال تصنيفنا أو الحكم علينا
و لكنه يبقى جاهل حين يتصرف من خلال الأحكام و التصنيفات أو الإستهزاء أو من خلال الإستهجان أو غيرها من التصرفات التي لا تليق
و يمكن للجميع التعبير عن تميزهم كيفما شاءوا، و الجهل فقط من يجرؤ على التدخل في حياة الآخرين أو الإستهزاء بحياتهم، بينما الواعي لا يستطيع ذلك
و هو يحترم الجميع على قدم الوساق.
إن الجميع متميزون و ليسوا ناقصين أبداً ، فذلك النقص الذي يراه احدهم ما هو إلا نتيجة الإختلاف؛ الإختلاف في الوعي و في طريقة العيش
و ليس في أي شيء آخر، و الواعي لا يهمه هذا الأمر كثيراً لأنه يعيش الجمال و هو ليس منتبهاً لأحد و لا يهمه أمر أحد
انما هو مستغرق في الجمال الذي يعيشه، و لايعير الإنتباه لأحد و هو بهذا يحقق قفزات مستمرة و يتطور يوماً بعد يوم و يحدث الجمال و السريان
في حياته بشكل عظيم و بدون معاناة و بدون مقاومة .
أيها المتنور دمت في حرية
إرسال تعليق