المعجزات التي تحدث في الصمت

المعجزات التي تحدث في الصمت 

سلاماً و محبة 

في كثير من الأحيان نفكر بإستمرار دون توقف، نفكر في حياتنا اليومية نفكر في حلول لتحدياتنا اليومية و نضل نجذف في التفكير حتى نغرق به في التوقعات و الحسابات الضيقة

و بهذه الحالة العقلية نكون في حالة من الخوف و الرهاب و عدم التركيز و في ارتباك و عجلة ولا تحل الحكمة في حياتنا،

كثرة التفكير و التفصيل في المشاكل و الأزمات و الضغط المهول الذي يمارسه المرء على نفسه من أجل التخلص بسرعة من هذه المشاكل يؤدي به مباشرة إلى الارتباك و الخوف و تختنق روحه

و يمتلئ بالفوضى في عقله و قلبه و يمرض جسمه، هذه الفوضى و هذه السلبية و هذا الألم دليل على أنه يجب أن نتخلى عن تفصيل و توقع ووضع حسابات ضيقة لتحدياتنا و احلامنا و نتخلى عنها قليلا لبعض الوقت،

نتخلى عن الرغبة في عقلنة كل شيء و لا نحاول جعل كل شيء منطقي

حينما ندع القدر يتولى الأمر متى سنصل و كيف و أين و الى متى كل هذه الأسئلة لا تهم في شيء الذي يهمنا هو ما نريده اما كيف نصل اليه و متى و أين نتركها للقدر،

ما الذي نريده و ما هي احلامنا و ماهو الحلم الذي يغلي في قلوبنا حاول معرفة هذا الحلم حاول إخراجه للسطح و حاول الإقتراب اليه و حاول فهمه بشكل أوضح وفي هذا نفكر و في غير هذا لا يجب أن نفكر

و لا نعطي اية أهمية، ذالك التفكير التشاؤمي ناتج عن غياب الحكمة و هو لا يوصل لأي نتيجة إيجابية إنما يوصل للقلق و الحزن و الإكتئاب و فقدان السيطرة و تشتت الانتباه،

الحل هو أن لا نفكر كتيرا و نعطي فرصة للصمت، نصمت و نهدئ عقلنا و نحتفظ بهذا الهدوء و السلام و نجعله الأساس و القيمة الاساسية ونتذكر ان السلام الداخلي مشاعر عالية جدا

لذالك نعود مجدادا للسلام الداخلي، و ننسحب من كثرة التوقعات و الافتراضات المبالغ فيها، مهما كانت جاذبية تلك الأفكار التي نَناقشها بإستمرار دون توقف نتخلى عنها

نتخلى عن تلك الرغبة التي تسعى لحل جميع التحديات بعقلانية و منطقية و بعجلة بل نعود للصمت الداخلي و التأمل لبعض الوقت،

في هذا الصمت نحن نسمح لطاقتنا و مشاعرنا ايضا بأن تصبح إيجابية و هادئة و متزنة و نشحن أنفسنا مجدادا،

الصمت الداخلي هو محطة لشحن الطاقة، فإذا كنا في ارتباك و حالة نفسية ضعيفة و أفكارنا تميل للسلبية نصمت و نذهب لبيئة اكثر هدوء و سكون و لا ندع عقلنا يفكر،

إنما نصمت لبعض الوقت و لا نعطي أهمية للأحداث التي اشعرتنا بالسلبية إنما نتناسى حتى ظروفنا و نمتلئ بالصمت و السكون فقط كما لو انه لا يوجد شيء أهم من هذه اللحظات السرمدية

حينها سنلاحظ اشياء عجيبة تحدث، سنلاحظ ان مشاعرنا تتغير و أفكارنا تميل قليلا للإيجابية ذالك لأن الصمت الداخلي و السكون هو اتصال بالطاقة و بالتالي بذاتنا الحقيقية

و هنا ستصعد طاقتنا الداخلية إلى الأعلى،

لما لا نجرب التخلي عن تلك الرغبة الملحة في معرفة كل شيء و نتخلى عن التصرف بمنطقية، لما لا نجرب السكون و الصمت و التأمل نتأمل بعمق في حياتنا،

و نتذكر كيف كنا قبل سنوات و كيف وصلنا إلى ما وصلنا اليه و نحاول تذكر الحلقة المهمة التي كانت سببا في تغيير شيء ما سلبي ليكون إيجابي في فترة معينة من حياتنا

سيكون هذا الشيء الذي غير السلبي إلى إيجابي حدث بصدفة و بشكل عادي و ليس ابدا بسبب منطقتنا و العقلانية التي نتمتع بها، إنما هناك مرآة الكون هي التي تتولى كل هذا فمرآة الكون تتفاعل مع معتقداتنا و أفكارنا بشكل ما

و في مكان ما و زمان ما تظهر معتقداتنا على أرض الواقع لذالك لا يجب أن نزعج أنفسنا بكثرة التفكير والحسرة و الندم و الخطط الكثيرة و المنطقية المبالغ فيها و الشكوى و التذمر ،

إنما يجب أن نهتم بالنتيجة النهائية التي نريد الوصول إليها، اما متى سنصل لهذه النتيجه و أين فهذا نتركه لمرآة الكون و للعقل الكوني الذي سيجذب لنا هذا الشيء لحياتنا بطريقة ما

يكفي ان نتحرك بكل ثقة و عفوية و نبدأ مما لدينا فقط و نبدأ من الصفر و بأبسط الأشياء و نستغني عن كثرة التفكير حول الموضوع و تفاصيله التي تجعلنا غير واثقين من أنفسنا،

و التي تربكنا و تشوشنا، إنما نفكر في تطوير أعمالنا بطرق ذكية و نحاول التزام الصمت و السكون و الهدوء لأنه في الصمت تتدفق علينا حلول و أفكار توصلنا لأهدافنا بسهولة و سلاسة،

بل ايضا سيتطور مستوى و عينا و تتغير نظرتنا للحياة و قد تؤدي بنا للعيش في بيئة لم نكن نتوقعها بمنطقنا و عقلانيتنا ،

الرسالة التي تريد ذاتنا الكونية ايصالها هو أن لا نقلق كتيرا و لا نتعب روحنا و لا أجسادنا إنما نعمل بتوازن و نحافظ على صورة الهدف الذي نريد بلوغه،

هذه الصورة التي سنحتفظ بها في عقلنا هي التي ستتجسد في الواقع لا بمطقنا و لا بقوتنا و إنما بقوة الإعتقاد بداخلنا التي تتفعال مع مرآة الكون لكي تتجسد في الواقع.

عزيزي المتنور دمت في حرية