الكون كله يستسلم لذهن ساكن:
سلاماً و
محبة
قلنا سابقا ان السلام الداخلي و السكون
و الهدوء يطرد ذلك الضجيج و تلك المعركة الموجودة في اذهان الناس و يطرد الأصوات و
الصخب الموجود في الدماغ
فمن خلال السلام الداخلي نسمح لعقولنا
بالإسترخاء و بإعادة نشاطها و حيويتها، و نسمح لطاقتنا الداخليه بالإرتقاء و النمو
و نصبح متصلين و منسجمين مع الوعي الكوني
فكما قال احد الفلسفه الكون كله
يستلسلم لذهن ساكن، و قلنا سابقا اننا يمكننا الدخول في حالة السلام الداخلي الان
و بدون شروط فقط يكفي ان نتظاهر بأن كل شيء سيكون بخير
و ان احلامنا و أهدافنا سنصل إليها
مهما كان مستوانا الحالي واينما كنا و كيفما كنا،
و نؤمن ان الكون الذي نعيش فيه الآن تحكمه
قوانين كونيه لا مجال للخطئ فيها، فقانون الجذب و التجلي و السريان و التوازن و كل
القوانين الأخرى عندما نطبقها سنصل لما نريده دون أدنى شك
و سنحقق احلامنا و رغباتنا لأن حالتنا
الاصليه هي اننا نمتلك كل شيء
و أيضا عندما نتخلى عن شعورنا بالذنب و
نسامح أنفسنا مهما كانت اخطاؤنا لأن المهم هو أن لا نكرر أخطأنا و ليس ان لا
نرتكبها بل كل إنسان يجب أن يدرك انه خطاء
و الا فإنه ضد قانون الإنسانيه و سيسعى
لتدمير نفسه و غيره
و عندما ننسحب من ذلك الشعور المصطنع بأننا
متبوعين بالأحداث و الفرص الكثيره و انه يجب أن نظل مستعجلين طيلة الوقت
عندما نتخلى عن كل هذا سنشعر بكياننا و
سنشعر بوجودنا نحن فقط لا شيء آخر اهم من الشعور بذواتنا نحن فقط هنا و الأن في
هذه اللحضه الحاليه التي تمتد و تتوسع
و نجعلها الأساس الحقيقي الذي نبني
عليه حياتنا و هذه هي الحالة النفسيه الاصليه التي يجب أن نكون عليها الآن و إلى
الأبد،
الإنسان المستنفر و المستعجل و الحائر
و المرتبك و المتردد الذي يشتكي طيلة الوقت هو شخص يبحث عن سلامه الداخلي في الناس
و في الأشياء و في الأحداث
بينما السلام الداخلي لا يوجد في
الخارج بل السلام الداخلي يجب أن نستشعره داخلنا اولا و نعيشه و نستسلم له
هو احساس نستشعره و نحدثه بداخلنا
وقتها فقط ستنخفض حيرتنا وارتباكنا و
عجلتنا و لن ننتظر و لن نترقب اي شيء يأتينا من الخارج،
حينها سينتقل عقلنا إلى حالة من السلام
و سنكتشف وقتها ان هذا ما كنا نبحث عنه طول العمر في المجتمع و لكننا لم نجده الا
بداخلنا سنفهم ان كل ما نبحث عنه موجود بداخلنا
و لن نبحث عن أي شيء في الخارج لأن كل
شيء موجود بداخلنا يكفي فقط أن نفهم كيف نصل اليه و لكي نعرف كيفية الوصول إلى
الأشياء و القيم الموجوده بداخلنا يجب ان نسقطها على سلامنا الداخلي
بمعنى اي شيء أو شخص او حدث نشعر معه
بسلامنا الداخلي هو الأنسب لنا و هو الطريق الصحيح يقول الرومي ايا كان ما يشعرك
بالنقاء فهو الطريق الصحيح و هذه الجملة الرائعة التي قالها الرومي تختصر ما قلناه
يعني انه يجب أن نجعل السلام الداخلي
اساس حياتنا
السلام الداخلي هو تيرمومتر الحياة
هوالذي يوصلنا للبهجة و السعادة الدائمة في الحياه و هو الذي سيجعلنا نصل الي الحب
الدائم الحقيقي وايضا لن يسمح لنا بأن ندع الخوف يتسرب إلينا
لأن المخاوف تسلب السلام الداخلي لذلك
يجب أن لا ننتبه و لانعطي قيمة للأشياء و الأشخاص و الأحداث التي تستغل خوفنا لكي
نعطيها تركيزنا و انتباهنا و طاقتنا،
إنما نحن في السلام الداخلي الدائم و
الابدي لا يحق لنا الإستنفار و الإنتضار بل السلام الداخلي يسمح فقط للأشخاص و الأحداث
و البيئات التي تدعمه سواءا في الأفكار او المشاعر
لذالك اي شيء آخر سواءا كان في الأفكار
و المشاعر او اعلان او فرصه او وظيفة او شخص أو استثمار او ايا كان لا يدعم سلامنا
الداخلي نتخلى عنه و لا نعطيه اهميه كي لا يؤذي شعورنا بالسلام
صحيح انه ممكن ان تكون بداخلنا مشاعر
سلبيه التي تقاوم سلامنا الداخلي كالشعور بالغضب اتجاه شخص ما او الشعور بعدم
التسامح مع انسان ما او الشعور بالخطيئة و العار
في هذه الحالة يجب أن نعترف بهذه
المشاعر و نسامح أنفسنا بكل صدق، صحيح ان بيئتنا فيها السلبيه و لكن هذا عادي و
صحي و لا يجب أن ننزعج منه بل من البديهي و الصواب ان نعترف بهذا
و ندركه دون انزعاج بل نتسامح مع الكل
لكي ينخفض مستوى الشكوى والتذمر بداخلنا و ينخفض مستوى اصدار الأحكام على الآخرين
و يرتفع مستوى الامتنان و العطاء الذي نتمتع به
و هذا هو تعريف الايجابيه فكلما زادت
إيجابيتنا زاد سلامنا الداخلي و زاد صدقنا مع الذات و زاد تسامحنا مع ذاتنا و مع
الآخرين و بالتالي سنسعى لتطوير جوانبنا السلبية لتكون افضل و أجمل
و سنسعى لتغيير حياتنا لتكون اكثر
تطورا و دعما للسلام الداخلي و هذه هي الفائدة العظيمه لوجود الجانب السلبي و
الايجابي في الحياة،
النور و الضلام الين و اليانغ الاحتياج
و الوفره الموت و الحياه الذكر و الانثى الليل و النهار
بدون حياه لن نعرف معنى الموت و بدون
موت لن نعرف معنى الحياة و بدون ليل لن نعرف النهار و بدون نهار لن نعرف اليل هذه
الثنائيات ضروريه في الحياة و جودها يخلق التوازن
و
الحركه الدائمة و السيرورة و كذالك نحن يجب أن ندرك هذا المبادئ الكوني بداخلنا
حتى يشع نور وعينا
Post a Comment