وعي تام

مواضيع مفضلة

Wednesday, November 20, 2024

وعي تام

 أخذت مكانك الآن، وأنت مستعد لتخصيص هذه اللحظات لنفسك. خذ نفسًا عميقًا الآن، واسمح لنفسك بالاسترخاء. مع كل شهيق، اشعر أن الهواء يدخل جسدك ليملأه بالهدوء والطاقة. ومع كل زفير، دَعْ أي توتر أو قلق يخرج منك، تمامًا كما لو أن كل شيء ثقيل يختفي مع تنفسك.


استشعر الهدوء حولك. سواء كان ذلك في المكان الذي تجلس فيه أو في عالمك الداخلي، دع كل شيء يتناغم بسلام. لا حاجة للتفكير في أي شيء آخر الآن. دع كل فكرة تطرأ على ذهنك تذهب كما لو كانت سحابة تمر في السماء، فقط شاهدها تبتعد، وأنت تبقى ثابتًا في مكانك.


الآن، أغمض عينيك بلطف، وأنت تشعر بأنك أكثر استرخاء. خذ لحظة لتُلاحظ جسدك بالكامل، كل جزء منه، من أطراف أصابع قدميك وحتى رأسك. هل هناك أي مكان تشعر فيه بالشد؟ إذا كانت هناك أي نقاط توتر، ركز عليها لثوانٍ قليلة، ثم دَعْها تنعم بالاسترخاء مع الزفير، وكأنك تُحرر جسدك بالكامل من كل عبء.


تصبح كل فكرة الآن أكثر هدوءًا. تخيل ذهنك وكأنه بحر هادئ، حيث لا توجد أمواج صاخبة، بل كل شيء يسير بسلام تام. أبدأ بتوجيه انتباهك إلى **أنفاسك**، وانتبه لكل شهيق وزفير. مع كل نفس، تشعر بأنك تبتعد عن أي تشويش أو تشتت، وتقترب أكثر إلى حالة من الهدوء التام.


الآن، دع ذهنك يذهب إلى مكان أكثر هدوءًا وراحة، مكان حيث كل شيء آمن. تخيل أنك في مكانك المفضل، حيث تشعر براحة كاملة، حيث لا شيء يمكن أن يزعجك. لا توجد اهتمامات ولا مشاكل، فقط أنت، في هذا المكان الذي يعكس السلام الداخلي. شعورك بالسلام هنا هو ما يفتح أمامك مساحة أكبر للهدوء الداخلي، ويجعل عقلك أكثر قدرة على استقبال المعرفة بوضوح.


فكر الآن في هذه اللحظة، في هذه المساحة التي تحتلها في هذا الكون، حيث لا يوجد شيء سوى وجودك. في هذه اللحظة، ليس هناك ماضٍ أو مستقبل، فقط الآن. لا يوجد سوى "الحاضر"، وهو مفتاح الوصول إلى الحقيقة. أنت لست بحاجة إلى البحث في الماضي أو القلق بشأن المستقبل، لأنك تعرف أن كل شيء موجود في هذه اللحظة. كل شيء هنا، وكل شيء الآن.


عندما تبدأ في الاسترخاء بشكل أعمق، تشعر أن عقلك يفتح أمامك. الأفكار التي كانت تتسابق في رأسك الآن تبدأ بالهدوء، وتصبح أكثر وضوحًا. كل شيء يظهر أمامك بشكل واضح وبسيط. **أنت الآن في حالة من الوعي التام**، حيث لا توجد حدود لفهمك، ولا شيء بعيد عن إدراكك.


في هذا الوعي التام، كل الأسئلة التي قد تكون تراودك تجد إجاباتها بسهولة. الإجابات ليست بعيدة، بل هي **جزء منك**، في عمق عقلك وداخلك. لا تحتاج للبحث في الخارج، لأنك الآن تعرف أن كل شيء موجود داخل هذا الوعي اللامحدود. فكّر في أي سؤال، وستشعر بالإجابة تظهر أمامك. هي هناك بالفعل، في مكانك الهادئ هذا.


أنت تدرك الآن أن الحقيقة ليست شيئًا يجب اكتشافه في المستقبل، بل هي موجودة بالفعل في أعماقك. كل ما عليك فعله هو الاستماع إلى هذا الوعي، هذا الصوت الداخلي الذي يُرشدك بلطف عبر كل تحديات الحياة. هذا الوعي هو **الجزء الأعمق منك**، هو الذي يربطك بكل شيء في الكون، الذي ينسجم مع كل فكرة وكل شعور.


كل شيء حولك يتناغم الآن. في هذا الوعي التام، ليس هناك حاجة للتشتت. لا توجد أفكار مشوشة، لأن عقلك الآن في حالة **استقبال كاملة**. كل فكرة تظهر أمامك هي فكرة سليمة، واضحة، لا تحتاج إلى تحليل، بل تحتاج فقط إلى القبول. لأنك في هذه اللحظة **تعرف كل شيء**. لا يوجد شيء غامض، لا شيء بعيد عن إدراكك.


أنت الآن في حالة من الاتصال الكامل مع الكون ومع كل ما هو حولك. حتى لو كانت هناك تحديات أمامك، فأنت الآن تعرف كيف تواجهها. لا شيء يمكن أن يعيقك، لأنك تدرك أن لديك كل الموارد التي تحتاجها. أنت في هذه اللحظة أكثر قوة من أي وقت مضى.


أنت في حالة من الهدوء التام. الأفكار تتدفق بسلاسة، والإجابات تأتي بشكل طبيعي، كما لو أن الكون نفسه يتحدث إليك. هذا هو **الوعي التام**. هذا هو **الوعي الذي لا يحتوي على حدود**. كل شيء موجود في هذا اللحظة، وكل شيء ينسجم معك. لا داعي للبحث، لا داعي للقلق.


في هذا الوعي، أنت تعرف أنك جزء من كل شيء. كل فكرة، كل تجربة، وكل تحدي هو جزء من رحلة أكبر، وكل شيء يعمل من أجلك. أنت الآن في هذا الوعي العميق الذي يربطك بكل شيء في الكون، وكل الإجابات تأتي بسهولة.


خذ لحظة لتستشعر هذا الشعور. **أنت الآن تعرف كل شيء**، ليس لأنك تعلمه في عقلك الواعي فقط، ولكن لأنك في حالة من الوعي التام الذي يتجاوز العقل. **أنت في حالة تامة من الهدوء، من الاتصال الداخلي، ومن المعرفة المطلقة**.


ابق في هذه الحالة، واكتشف كيف تصبح كل شيء أكثر وضوحًا مع كل لحظة. كل إجابة موجودة داخل هذا الوعي، وكل فكرة تكتسب وضوحًا. أنت الآن جزء من هذا الوعي اللامحدود، وأنت تعرف كل شيء، ببساطة، في عمق قلبك وعقلك.


Post a Comment

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف