الحرية ليست هوية

مواضيع مفضلة

الخميس، 28 مارس 2019

الحرية ليست هوية

الحرية ليست هوية

مرحبا عزيزي المتنور 

الهوية و الشخصية تحتم علينا لعب أدوار معينة في المجتمع، أو في الواقع ككل و تجعلنا نحد أنفسنا بنمط عيش محدد، وبمجرد
إعتقادننا أننا شخص من الأشخاص، فإن هذا يؤثر على سير الأحداث في حياتنا و يؤثر على روحانيتنا، فنحن لسنا أشخاصا.
و أنت لست شخصا و لست من تعتقد أنه أنت، ولست هوية.

فإذا كان إسمك أحمد فلست أحمد يا أحمد ، و إذا كنت عمر فلست أنت عمر و إدا كنت مصطفى فلست مصطفى.
  و إدا كنت سارة فلست سارة و إذا كنت فاطمة فلست فاطمة،  و إن كنت لمياء فلست لمياء
وأياً كنت فلست هو و كل ما تعتقد أنه أنت فلست هو

إنما فقط تلعب تلك الأدوار أو تلعب تلك الشخصية في مسرحية الواقع، و إذا أردت أن تلعب أي دور آخر فيمكنك لعبه
و يمكنك إتقان دوره جيدا إنما أنت لست الدور الذي تلعبه الأن ولن تكون الدور الذي ستلعبه فيما بعد، بل أنت أكبر
من كل تلك الأدوار، أنت و أنا و نحن جميعا جئنا من الفراغ، من المصدر و نحن واحد و الإنسان واحد ولايحدنا أي شيء،  
و مجيئنا لهذا الكوكب ربما هو لغرض ما أو لرسالة ما أو هو لتصحيح و تذكير أنفسا بمن نكون
و تحرير أنفسنا من الهويات الزائفة و العقل الآلي
مجيئنا هو من أجل الحرية، و حريتنا هي حرية للإنسانية أجمع وحريتنا هي إتصال بذلك المصدر أو إتصال بطبيعتنا الأولى
و إعادة الإتصال بطبيعتنا الحقيقية وتذكر من نكون.

لأنه برجوعنا لطبيعتنا نسمح للآ خرين أيضا بشكل غير واعي  بالرجوع لطبيعتهم  و يصحح مسار الوعي الإنساني.
و لهذا الغرض نحن لسنا الهوية التي نلعبها لأنه إذا إعتقدنا أننا هوية معينة أو شخص معين فإنه بشكل أوتوماتيكي نفضل أنفسنا على الآخر،
و نسعى لتوسيع سيطرتنا  و نسعى للنفوذ و نحمي أنفسنا و ندافع عنها و نضيع طاقتنا في ذلك و نحاول تبرير كل هذا بالدفاع عن هويتنا بإسم الكرامة،
بإسم العزة و بإسم الشهامة و الشجاعة.

بينما الشجاعة الحقيقية هي الوعي بأن هويتنا و شخصيتنا ليست نحن، هي مجرد دور نلعبه في الواقع و نحن كلنا نلعب أدوارا معينة في الواقع
و هذه الأدوار نختبئ ورائها، و هذه الأدوار تخفي حقيقتنا، حقيقة أننا فراغ و أننا صمت و أننا سراب و أننا محبة و أننا حرية داخلية مطلقة.

حقيقة أننا لاشيئ و كل شيئ، حقيقة أن معرفتنا تنتهي في الصمت و حقيقة أن فضولنا لإكتشاف ذواتنا ينتهي في المحبة،
و حقيقة أن السلام هو الأساس، و حقيقة أننا أحرار، أحرار من سلطة العقل و أحرار من الهويات التي نلعبها،
و أحرار من المجتمع و أحرار من الوعي الجمعي و من المعتقدات و أحرار من المشاعر و من الزمن النفسي، و أحرار من المعرفةو القوالب المسبقة.
و حقيقة أن أجسادنا ليست إلا  لباسا خفيفا نرتديه و أنه لا إطار يحددنا، و لا شكل و لا لون يحددنا 
و حقيقة أننا محيط مطلق من الصمت، من السلام من الحرية، محيط نابض بالحياة يصحح وعي الإنسانية.

عزيزي المتنور  دمت في سلام.



هناك تعليق واحد:

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف