تذكر ذاتنا الكونية

مواضيع مفضلة

الخميس، 28 مارس 2019

تذكر ذاتنا الكونية

تذكر ذاتنا الكونية

عزيزي المتنور 

الذات الكونية أو الذات الطبيعية هي إسم لحالتنا الطبيعية  الأولى، فنحن بشكل طبيعي نميل للسلام الداخلي
و الحرية و الإستمتاع و البهجة و نميل للإبداع و اللاحدود وهذه الذات الكونية التي هي حالتنا الطبيعية الأصلية تستطيع الرجوع اليها،
و إعادة الإتصال بها من خلال السلام الداخلي فالسلام الداخلي هو الإحتفال و الإستغناء و السكون و الصمت
و الوعي بأن مانبحث عنه في الخارج موجود في الداخل و بأن أصل كل مشكلة و أصل كل المخاوف هو بسبب عدم إتصالنا بذاتنا الكونية
الطبيعية و هو بسبب إفتقادنا لطبيعتنا الأولى.

عزيزي المتنور  كل شخص فينا لديه ذاته الطبيعية الكونية الممتلئة بالسلام و المحبة و الحرية و الإبداع،
و الشيء الوحيد الذي يقف كحاجز بيننا و بين ذاتنا الكونية هو النسيان.

فالكثير منا تناسى تماما ذاته الحقيقية الطبيعية والكثير تناسى معنى الحب و الحرية و معنى السلام ليس لأنهم لا يعرفون
معنى المحبة و السلام و الحرية بل لأنهم يبحثون عنها في الخارج، بينما هي موجودة في الداخل.

عزيزي المتنور  هذا الكلام لايحتاج للفهم بل يحتاج التذكر فقط نحن لانحتاج لأن نفهم أن صفاتنا الحقيقية الطبيعية الأولى هي السلام و المحبة و الحرية،
بل يجب أن نسمح لعقولنا بأن تتذكر ذلك وتذكرنا لذلك يتأتى من خلال صرف إنتباهنا الى الداخل، الى دواخلنا الى مشاعرنا والى أفكارنا و هويتنا، ما الذي نحس به
و فيما نفكر و لماذا نفكر في الذي يفكر فينا.
و هل هذه الهوية التي أعيش بها الآن حقيقية، هل هي حقيقية، هل هي طبيعية، هل فعلا أنا هو أنا أم انا خلف الكواليس، خلف كل هذه الحياة التي أعيشها.
عزيزي القارئ، ذاتنا الكونية الطبيعية الأولى لاتحتاج الفهم لأن محاولة الفهم هي بداية التعقيد و التخلي عن محاولة الفهم
هي الحل الأنسب في هذه المرحلة لانحاول الفهم في هذه المرحلة بل نصمت كثيرا ونصمت ونراقب في صمت و سكون
و ننسحب من كل التفسيرات  الموجودة في عقولنا و نتخلى عن تلك الإفتراضات و التوقعات الموجودة في عقولنا
و نتخلى عن الهوية أو القناع الذي نمارس به حياتنا، نتخلى عن كل هذا لبعض الوقت و نتنغم تلك المساحة الفارغة
ذلك الفراغ الموجود بداخلنا لبعض الوقت، نتناغم مع هذا الفراغ ، نتناغم مع هذا الصمت،
نتناغم مع السكون، نتناغم مع السلام. في هذا التناغم يحدث توافق مع ذاتنا الطبيعية الكونية المتجاورة للشخصية
و المتجاوزة للأفكار و المحاولات لفهم. هي فقط تناغم مع الصمت و السكون و الفراغ و في هذا التناغم نتوافق
و ننسجم و نتصل و ننذكر ذاتنا الطبيعية الحقيقية  الاولى التي اساسها السلام و الحرية و المحبة الكونية و الإبداع و التدفق

عزيزي المتنور  دمت في سلام و حرية 


إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف