عقدة الشعور بالنقص
السلام والحب والحرية
عقدة الشعور بالنقص هي أكبر معضلة تسلب الإنسان حريته وتفقده حقه في السلام الداخلي.
فلم يشعر الفرد أو المجتمع بالنقص ؟
يحصل ذلك و بصريح العبارة حين تكون لدينا معرفة خاطئة في الذي نشعر فيه بالنقص،
ربما هناك من يستمد نقصه من حياته الاجتماعية و هناك من يستمده من حياته المادية أو من مكانته الإجتماعية أو من طريقة تعامله غير الناجحة مع أسرته و عائلته و الآخرون يستمدونه من عدم القدرة على التأقلم مع مجتمع ما، وهكذا تختلف مصادر الإحساس بالنقص.
وهذا يجعل الذي يشعر بالنقص يستعين بالآخرين أو يستعين بأشياء مادية أو بأشياء خارجية للاحساس بالكمال،وهذا يجعله يطل على الواقع من نافذة الآخر أو تلك الأشياء التي يستعين بها و هو بذلك يكون من خلالهم هم وليس من خلاله كذات، وهو ما يؤكد أنه ليس متحررا بعد،
لذلك على من يشعر بالنقص أن يدرك ما الذي يجعله يشعر بالنقص و من أين يستمد هذا الشعور لكي يضعه بين عينيه و يشكل واضح من أجل فسخ هذه العقدة بالكامل
مثلا هناك مجتمعات تشعر أفرادها بعقدة النقص،و ذلك بسبب النظرة الأحادية و الفكر الأحادي للمجتمع و لا تحبذ فكرة الاختلاف والتميز و تستبعدها لدرجة الوحشية و الاستهزاء و الاحتقار و التهجم
و هذا ما يجعل أفراد مثل هذا المجتمع يشعرون بالنقص و بالتالي يفقدون حريتهم شيئا فشيئا في مقابل تسلط المجتمع والآخر على شخصيتهم و تقزيمها و الضرب فيها لتناسب العقل الجمعي أو عقل ذلك المجتمع انها نوع من الصراع النفسي بين العقل الجمعي و الفردي صراع الانتماء والحرية فمن يفوز ؟
والحرية لها ثمنها الخاص و الغالي أيضا
الحرية إحساس داخلي بالكمال
والكمال أن تدرك انك متحرر تماما من العقل الجمعي و ما يمليه عليك المجتمع، أن تدرك انك خارج كل الأفكار و كل فكرة و كل تصور و كل معتقد و كل ثقافة و كل أيديولوجية وكل مذهب يطرحه المجتمع
الحرية إحساس و ليست أفكار،و الحرية لا تستمد أبدا من الفكرة . لذلك لا تبحث عنها و كف عن البحث بشكل نهائي
فقط الفرد الذي لا يعي ذاته من يبحث عن الحرية و الكمال و هو من يشعر بعقدة النقص و بالتالي يظل مسيطر عليه من الآخرين و من المجتمع نفسه
لذلك الإحساس بكمالك هو أولى الأوليات قبل الانخراط في المجتمع و قبل أي شيء آخر و قبل أي كلمة و قبل أي فعل و قبل اية نوايا و خطط
السلام والحب لك أيها المتنور .
إرسال تعليق