كل شيء تحركه قوة واحدة

مواضيع مفضلة

السبت، 8 يونيو 2019

كل شيء تحركه قوة واحدة


كل شيء تحركه قوة واحدة 

سلام و حرية 

الشخصية مجرد نتاج للزمن النفسي أو للعقل الآلي الذي هو بدوره نتاج لتجارب و ذكريات و أفكار البيئة التي نعيش فيها،
فالتجارب التي عشناها لها إنعكاس في النفسية مستمر و مؤثر في اهتماماتنا و روتيننا اليومي،و مؤثر في طبيعة قراراتنا  
و منها و بشكل لاواعي نستمد معظم قراراتنا و ردات فعلنا
و كذا أفكار البيئة تؤثر في طبيعة قراراتنا، و منها بشكل ما نحفز لفعل ما أو لنطق شيء ما أو لسلوك ما 
و هذا راجع لتركيبتنا النفسية، فنفسيتنا حساسة بشكل كبير جداً إلى درجة يمكن أن  تعيش صدمة ممتدة 

فالصدمة ما هي إلا بسبب عدم القدرة على تحمل ظروف معينة، و عدم القدرة النفسية على مجاراة ظروف معينة 
إنها تسلبنا القدرة على مجاراة ما يحدث، لأنه بالكاد نستطيع تحمل جهد فهم ما حدث من تجاربنا البسيطة القليلة 
أما التجارب غير الإعتيادية تحتاج تدريب نفسي متواصل و إعداد نفسي قبلي، أما التجارب غير الإعتيادية و المركبة فهي تحتاج جهد أكبر 
و إعداد نفسي متواصل و ممتد،
ذلك لأن النفسية في طبيعتها تعتمد على التجارب و على ما تعيشه من أحداث كدرجة أولى في الفهم و الإستيعاب 

فالفهم ليس عملية متحررة و مستقلة إذا إعتمد على تجارب و أحداث ماضية تعود لحالة نفسية مختلفة و حالة وعي مختلفة في فهم ما يحدث حالياً  
إن الفهم  يجب أن يكون متحرراً من كل شيء سابق و من كل تجربة سابقة و من كل حالة نفسية سابقة، الذي يعني  متحرراً  من التعاطف الذي يجعلنا منتمين 
و مدافعين عن فكر ما أو توجه ما بشكل عنيف أو على الأقل مرهق، فالفهم يستلزم إنتباهاً  لهذا الإندفاع للإنتماء الذي يحدث بشكل سريع جداً لا يسمح لنا بإدراكه 

و يقظة الإنتباه تحدث توافقاً  مع إدراك هذا الإندفاع للإنتماء، أو هذا الإندفاع لتقبل الآخر أو الأحداث أو الأشياء كجزء منا أو كشيء نحدد من خلاله هويتنا 
ففي هذا التعاطف اللاواعي مع الآخر أو مع أحداث خارجية أو مجتمع و بلد معين ... إلخ، نتقبل بشكل لاواعي توسيع مجال هويتنا و الإرتباط بأشياء متخارجة عنا 
و بالتالي التيه في الخارج و الأشياء، و فقدان السيطرة على ما تعتقد أنه أنت، و فتح بوابة الدراما و المشاكل و المقاومة و الخوف و الإضطراب في الهوية 

فالإنسان الطبيعي يدرك هذا، و أيضا يؤكد على أن هويته ليست في الخارج، بل الهوية لا تستمد من ما تدركه بحواسك 
الهوية الحقيقية هي توازن داخلي بين ما تستقبله بحواسك و ما تعرفه مسبقاً، 
بمعنى أن لا يؤثر  ما تعيشه حالياً على نفسيتك، أن تكون نفسياً  منفصلاً عن الذي يدور في واقعك، أي  أن لا تتجاوب مع ما يدور في واقعك من خلال مشاعرك
أن لا تخف و أن لا تبدي اية مخاوف، بل أن تتجاوب من خلال عقلانيتك و يقظة الإنتباه من أجل أن تحول مخاوفك إلى قوة
قوة تحرك الإحترام المتبادل، و لا تسمح بأي شكل من الأشكال للآخر أو لأي كان أن يستصغرك مهما كانت قراراتك و أفعالك و ربما أخطاؤك  

هي قوة تجعل من حولك يحترمونك بل و يساعدونك لبلوغ غايتك، إنها أشبه بالخيال، و إنها تجعل كل شيء يخدمك من جميع الجوانب
و هي نفسها القوة التي تحركك لفهم الحياة من حولك، و لفهم أنك ما تفكر فيه و أن ما تعيشه  حالياً هو ما برمجت عليه نفسك سابقاً 
فهي تذكرك داءماً  ببرمجة نفسك بشكل صحيح من خلال قبول أن ما سيحدث هو شيء جميل جداً و كل ما سيحدث هو الجمال
و لن يكون هناك بعد هذه اللحظة مشاكل مستعصية أو أزمات ممتدة، بل إن كل شيء رهين بما تفكر فيه و ما تتخيله في داخلك

يجب أن تدرك أن كل تلك المشاكل و الأزمات لن تعود طالما لم تفكر فيها، و أن هذا الواقع الذي تعيشه لا يعكس إلا السيناريوهات التي توقعتها
من قبل، أو تعيش ضمن سيناريوهات احدهم.
و أنت من يتحكم في طبيعة سيناريوهاتك من خلال نوعية أفكارك و تفكيرك الحالي، أفكارك تعمل على التأثير في حقل الجمال 
فإن كانت أفكارك سلبية سيكون لها تأثير سلبي على واقعك، و إن كانت إيجابية فإنها تؤثر على واقعك بشكل إيجابي 
ذلك لأن حقل الجمال حساس للافكار بشكل مثير جداً 

أيها المتنور دمت في حرية 






إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف