كلما زاد امتنانك زاد اتصالك

مواضيع مفضلة

الثلاثاء، 28 أبريل 2020

كلما زاد امتنانك زاد اتصالك


مرحباً أيها المتنور

إن الفشل الذي يعانيه المرء ليس غلطته؛  جذور هذا الفشل نقلت إليه عبر  أجيال متتالية،كما ينتقل إسم العائلة عبر أجيال و أجيال متعاقبة 
و منذ اللحظة التي أصبحت قادراً فيها على الإستيعاب اصبحوا يملؤونك بمعتقدات تلازمك طيلة الحياة؛ معتقدات لا علاقة لها  بحقيقتك 

إن الإنسان له عقل واعي و عقل آخر غير واعي و يدرك الناس وجود عقلهم الواعي لأنه المكان الذي تعالج فيه مختلف المعلومات و هو المكان الذي تفهم فيه الأشياء 
و يحللونها و ينتقدونها و هو مكان المشاعر و التجارب الحياتية و فيه نقرر الإمتناع عن شيء او بداية شيء آخر 

يشبه  العقل الواعي شخصاً مجتهداً، فهو يدور من غير إنقطاع متنقلاً من فكرة لأخرى و لا يتوقف إلى حين ننام
أما عقلنا اللاواعي فهو الجزء غير التحليلي من الدماغ و الذي يكون مكتمل التطور منذ وصولنا للأرض 
و هو المسؤول عن الغرائز و الكثير من المشاعر الاخرى و المسؤول عن تخزين كم هائل من المعلومات الخارجية، و يصدق العقل اللاواعي كل شيء لأنه لا يعرف الفرق بين الصح و الخطأ 
و بذلك نحن صدقنا الكثير من المعلومات دون أن نناقشها 

يشبه العقل  اللاواعي طفلاً صغيراً لا يعرف شيئاً، ويتم ملؤه بملايين المعلومات الخارجية التي يصدقها و التي تتحول فيما بعد لما يسمى معتقدات او عادات 
فهذه المعتقدات التي لم تخضع لأي تحليل قد تتحول لمشكلة نفسية بالغة الخطورة كما أنها قد تتحول لعادة إيجابية جداً 
و هذا راجع لطبيعة المعلومات التي تلقيناها منذ الطفولة إلى اليوم 
و يتضمن عقلنا اللاواعي تخطيطاً لحياتنا كلها، إنه يدير حياتنا كلها إعتماداً على المعلومات التي اكتسبناها منذ نعومة أظافرنا  

و هل تتوقع ماذا يحدث ؟

يصير الإنسان غير قادر على إسترجاع حريته و حياته الخاصة من عقله اللاواعي، فحتى حين يقرر الفرد أن يعمل على إكتساب عادة جديدة أو تغيير اية عادة من هذه العادات فإنه يظل محكوماً 
بالمعتقدات التي يحملها في عقله اللاواعي، 
و هذا هو السبب الذي يجعل الكثير من الأشخاص يفعلون كل ما تعرفه عقولهم الواعية لكنهم يتعثرون ويظلون حائرين و لا يصلون لم يطمحون له  

مهما يكن ذلك الإعتقاد الذي تقول أنك تريده، فإنه إذا كان لديك إعتقاد لاواعي يقر بأن ذلك الشيء سيسبب لك الألم فإنه يصعب تماماً تحقيقه 
لأن ذلك الألم سيظهر في كل مرة تريد تحقيق ذلك الشيء في حياتك 
إن المفتاح الأول لتخليص نفسك من كل ما يعرقل حياتك الواعية هو أن تدرك هذه العراقيل التي تسبب لك هذه الحواجز و التي تشل حركتك 

مثلاً : فكر في شيء تريد تحقيقه !
و توقف قليلاً، و إنتبه للمعلومات التي تبادرت إلى ذهنك !   إن هذه المعلومات التي تبادرت إلى ذهنك هي نفسها تلك المعتقدات المعرقلة. 

و من ناحية أخرى فإن ذاتك الحقيقية أي ذاتك المتحررة أو غير المتماهية مع معتقداتها اللاواعية تعمل بتوافق مع مصدر الطاقة، و هي متصلة بالمصدر 
و تعمل على خلق واقع أفضل، تعيش الذات الحقيقية في الزمن الحاضر و متحدة بالكون 

إن التحرر من هذه المعتقدات اللاواعية التي تجعلنا نتماهى في واقعنا هو أشبه بالتحرر من عادة التدخين، فالمدخن حين يقرر الإقلاع عن التدخين يعاني كثيراً 
و يرتجف و يتعرق و يظل اسابيع على حالة من الهلع و القلق المستمر 

و هذا القلق و الإرتباك يتزايد كلما كان المرء أقل إيمانا بأنه رائع و عظيم و أنه متميز و يعكس الجمال الكوني 

فغالبية الناس لا ترى أنفسها مدهشة و عظيمة و ليس لديها تقدير للذات، بل تجد صعوبة كبيرة في تقدير أنفسها و احترامها 

فكل منا كامل بطريقته الخاصة و الرائعة و العجيبة، و إذا عرفت نفسك ستضحك كثيراً و أكيد ستقع في غرامها و إذا أحببنا أنفسنا حباً حقيقياً، فكل شيء في الحياة سيبدو في مكانه الصحيح 
و لا يمكن أن يزعجنا أي كلام فارغ سواء أتى من أنفسنا أو من أشخاص آخرين،ووعيك بهذه المعتقدات يعني التخلص منها بشكل نهائي فكلما وعيت تلك المعتقدات التي تعرقلك كلما تنظفت من خلال وعيك نفسه 
و كلما إزداد اتصالك بمنبع الطاقة أو المصدر،

فنجاحك راجع بالأساس لاتصالك بما نسميه المصدر الذي ليس إلا حالتك الطبيعية الأولى قبل البرمجة اللاواعية،الحالة الاولى التي تستمد منها طاقتك و حيويتك و هي مصدر احساسك بالحرية و القوة.
و كلما اتصلت بمصدر الطاقة و كنت جيداً في ذلك كلما توافقت مع الأفكار الصحيحة و صرت أكثر إستعداداً لتحميل الأفكار،( كأنك تحملها من الإنترنيت) و تستقبل فرصاً عظيمة في حياتك 

و هذا لا يحدث و أنت متصل بالمعتقدات المعرقلة التي تشعر الفرد بالقلق المستمر و الإحباط و المقارنات المستمرة و تجعله يرى المشاكل فقط 
بل حين تكون مدركاً لهذه المعتقدات المعرقلة و ما تسببه من ألم و إرتباك نفسي، حينها يمكنك تنظيفها و إعادة الإتصال مجدداً بالمصدر 

فالتوافق أو التماهي مع الواقع ما هو إلا نتيجة تلك المعتقدات الموجودة في لاوعيك، بمعنى بقاء المرء فاشلاً أو مفلساً أو قلقاً
و مكتئباً ما هي إلا نتيجة عدم استطاعته أن يكون أكثر من مجرد معتقداته اللاواعية تلك.

فهذه المعتقدات تحصل على مصداقيتها من الخارج أو الواقع الذي يعيش فيه المرء، و من خلال علاقاته الإجتماعية، كما أنها قائمة على الخوف
و مكرسة إلى حد أقصى من أجل إبقائك محبوساً ضمن الواقع  الذي خلقته لنفسك
تخيلوا كيف يكون عالمنا إذا أحب كل إنسان نفسه كثيراً و لم يعد يشعر بأي خطر من آراء الناس و من كلامهم و من مواقفهم و غيرها .

تخيلوا كيف سيكون واقعكم !  و إذا استيقظتم على محبة أنفسكم و كنتم على ثقة بأنكم تستحقون الأفضل
فأكيد ستغمرون  أنفسكم  بكل ما تحبونه.

و أكيد ستسامح كل فشل عرفته في الماضي و تكتشف أن الإحساس بالذنب و الإنتقادات ليست أمراً صحياً و لن تصير شخصاً أحسن لأنك تشعر بالذنب أو لأنك تلوم نفسك 
إن الإحساس بالذنب و العار و إنتقاد الذات طاقة هدامة لذلك مسامحة النفس أمر مهم جداً.

لا أهمية لما يبدو عليه واقعك في اللحظة الراهنة، و لا أهمية لآراء الناس، لأن المهم موجود حيث تريد أن تكون و يبدء تغير واقعك لحظه امتلاكك الجرأة على الإعتقاد في ما لم تره بعد 

افكارنا هي أكثر الأدوات التي نمتلكها قوة، و من هنا فالجميع قادر على خلق شيء رائع أو على خلق شيء مخيف، لكن الأمر الأكثر أهمية هو اننا نخلق واقعنا من خلال افكارنا !
فيمكن للمرء أن يصنع ألماً من خلال طريقة تفكيره أو يمكنه صنع متعة من خلال أفكاره .
و إن البيئة ليست إلا إنعكاساً لطريقة تفكيرك،

و تخيل كيف ستكون عليه حياتك إذا كانت مبنية على الإمتنان و الشكر للصفات الإيجابية الموجودة فيك و من حولك، أكيد ستزداد تلك الأشياء في حياتك و تجذب مثيلاتها 
و تجذب أشخاصاً من نفس ذبذبات الإمتنان و كذا نفس الأحداث ذات نفس ذبذبة الإمتنان.

فكلما كنت في حالة إمتنان و شكر فإنه كلما بقيت مركزاً على ما هو جيد،و كلما ازددت إتصالاً بمنبع الطاقة و كلما صرت أكثر تواصلاً مع المصدر نفسه 
و يقوي هذا ايمانك بالمصدر غير المرئي، و يبدد كل أشكال الخوف و يحفز بداخلك دافعاً لتغيير حياتك للافضل بشكل طبيعي 
و ما زلت تشكر و تمتن حتى تصل لإيمان لا يتزعزع 
فيصبح المرء ممتنا لما يريده أن يتجلى في حياته حتى و لو لم يظهر بعد في واقعه 

أن تكون ممتنا و شاكراً لما لم يتجلى بعد لك، ليس إلا إخباراً للكون بأنك على يقين من أن ما تريده موجود بالفعل و هذا يجعلك تتوافق ذبذبياً معه.


أيها المتنور دمت في حرية و جمال 



إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف