مرحباً أيها المتنور
الإنسان يعيش حياةً ممتلئة بالمخاوف و الأوبئة و فيها قدر من الخطر المحدق، و هو بذلك يعمد إلى الإتكاء أو الإختباء وراء شيء أكبر من تلك المخاوف و الأخطار طلباً للحماية
إن المرء يخاف من شيء ما لأن ذلك الشيء في نظره سيسبب له مشكلاً أو أذى أو قد يسبب له المرض و الموت
و بالتالي فهو يتصرف وفق هذا الإعتقاد و يحاول تفادي ذلك الشيء بكل طريقة سواء بإفتعال المشاكل أو بالإبتعاد نهائياً عنه
سواء كان ذلك الشيء شخصاً أو مجموعة من الأشخاص أو ربما إنتماءً معيناً
فالمرء الذي يحس بأن هناك خطباً أو خطراً ما لا يمكنه سوى الإنتباه للمشاكل و الأخطاء و التذمر طول الوقت و يميل للشكوى أكثر من أي وقت مضى
و بالتالي فهو يريد الإبتعاد عن مصادر الخطر و يتوجه إلى شيء آخر أكثر سلامة و أقل ضرراً، و يسعى لإيجاد حماية من هذا الخطر الذي يلاحقه
أو يحاول الإبتعاد قدر المستطاع عنه، حتى لا يستطيع التسرب إليه
و يقوم بتغيير البيئة التي يعيش فيها و قد يعمد للتخلي عن علاقاته الإجتماعية أو قد يجد نفسه مرغماً على تغيير عاداته اليومية بشكل شبه كلي، ذلك لأنه يبحث عن شيء يحميه من التدهور و الدمار .
إن الأفكار السلبية معدية بشكل كبير و تتغدى على عدم معرفتنا بالاشياء و جهلنا بالمواضيع التي تتناولها
و بالتالي يمكن لأية فكرة سلبية أن تخيف الكثير من الناس و تنتشر بسهولة
و حينها يبحث الإنسان عن الحماية و الأمان في أشياء من حوله و أشخاص من حوله أو ربما في أماكن أخرى و أحدث معينة، بينما بإمكاننا جميعاً
حماية أنفسنا من خلال محاولة معرفة و إدراك أن الحماية التي يبحث عنها الجميع هي بسبب تلك المخاوف نفسها، بسبب تلك الأفكار التي تدفع الإنسان للخوف و هي نفسها التي تدفعه للشعور بالإنفصال و للتذمر و الشكوى و كذا التصرف بلاعقلانية و تؤدي به لافتعال المشاكل و الأزمات
إن هذه المخاوف تستمد قوتها من الإشاعة و من أفكار غير صحيحة لكنها مشتقة بشكل تبدو فيه كما لو أنها صحيحة
على المرء أن يستوعب أن طبيعة المعلومات التي تستولي على إنتباهه تؤثر في حياته الحالية و المستقبلية
و إذا كانت الحماية هي كل ما يشغل بالك فأنت تؤثر على نفسك سلبياً
و إذا كنت منتبهاً للمخاطر و الأزمات التي قد تصيب العالم أو من حولك فأنت تؤثر على نفسك سلبياً
إن طبيعة ما تنتبه اليوم، تصبح جزئاً منه فيما بعد .
أيها المتنور دمت في سلام
إرسال تعليق