مرحباً
كما يعتقد الانسان يرى. لذلك ، لا تسعى إلى تغيير العالم ، ولكن اختر تغيير رأيك حول العالم. الإدراك نتيجة وليس سبب.
في غالب الأمر نسعى إلى تغيير الأشياء من حولنا، كأن نغير المكان الذي نعيش فيه أو نغير من علاقاتنا الإجتماعية، و ما إلى ذلك، و هذا كله من أجل تغيير ادراكك أو تغيير شعورك الذي لا يتوافق كثيراً مع الذي تعيشه في يومك، و هذا إن كان يدل على شيء فهو يدل على أن الإنسان يولي أهمية بالغة إلى إدراكه و شعوره على حساب العالم من حوله .
و لكن ما لا يدركه المرء هو أن إدراكه ليس إلا نتيجة، نتيجة أفعالك و اقوالك و نتيجة أفكارك و معتقداتك، فمثلاً : أي شيء تحكم به على نفسك هو ما ستراه في العالم من حولك . وسترى أشياء تدعم نظرتك، و أحداث تؤيد أفكارك
تنبع كل صعوبات المرء من حقيقة أنه لا يعرف نفسه، فهو يحكم على نفسه تارة بالفشل و تارة أخرى بالنجاح، و أحيانا يصفها بأوصاف غير جميلة و أحيانا أخرى بأوصاف جيدة، و ليس لدى المرء يقين أو معرفة تابثة بمن يكون و هنا تكمن الصعوبة .
إن الإمتنان هو المفتاح الذهبي الذي يفتح أبواب السعادة، و على هذا الأساس يتعامل المرء مع نفسه كما لو أنه يعرفها بيقين تام، و لا يدع مجالاً للشك، صحيح أن المرء يتردد بشكل سريع بين الشعور بالرضا عن نفسه و الشعور بالضيق، حسب الأحداث التي يعيشها و الأخبار التي تروج في حياته
إلا أن الإمتنان هو وسيلة لا ترتبط بأي من الأشياء الدنيوية، بل هو نابع من القلب أو كما يقول روبرت إيمونز عالم نفس أمريكي بجامعة كاليفورنيا، ورئيس تحرير مجلة «علم النفس الإيجابي»، وأحد أبرز العلماء الباحثين في مجال الشكر والامتنان: الإمتنان هو عمل القلب النبيل الذي يحقق السعادة والسلام الداخلي.
"الإمتنان هو أسلوب حياة، وليس مجرد شعور مؤقت، فهو يمنحنا القوة والشجاعة لمواجهة كل شيء في الحياة و يجعلنا نتذكر أن قيمة المرء لا تستمد من طبيعة الحياة التي يعيشها، بل من مكان خارج مجال ادراكنا .
"عندما تشعر بالإمتنان، يتلاشى الحزن والغضب والخوف، وتعود الحياة إلى طبيعتها الجميلة
يكون الإمتنان موجهًا إلى الله و كذلك للآخرين و لأنفسنا ، وذلك عندما نقدر الخير الذي نعيش فيه . ويمكن أن يتم التعبير عن الإمتنان من خلال الكلمات والأفعال، ، أو بإظهار العناية والاهتمام للأشخاص المحيطين بنا.
ممارسة الإمتنان تعزز الصحة العقلية والجسدية وتحسن من العلاقات الاجتماعية.
إرسال تعليق