إعادة إحياء ذاتنا الكونية .

                                                   إعادة إحياء ذاتنا الكونية .

سلاماً  و حرية 

أيها القاريء الكريم 

الذات الكونية هي تسمية للحالة العقلية الطبيعية الأولى  للإنسان، هي تسمية لحالة يكون فيها كل شيء عبارة عن سريان 

و عن تدفق و في حالة نفسية ليس فيها أية رغبات أو إندفاع أو عجلة لفعل أي شيء .

هي حالة يكون فيها الدفء و تحس فيها   بلهب نوراني مقدس يحيط بك من كل جانب، إنها حالة تتذكر فيها من تكون و تتذكر فيها طبيعتك الأولى 

التي تتجاوز الفكر و تتجاوز الحواس الخمس و تتجاوز معتقداتنا و افكارنا و مشاعرنا و أحاسيسنا 

حالة تتجاوز النفس البشرية التي ترتبط بالمكان أو البيئة التي تعيش فيها إرتباطاً رهيبا من خلال رابط متماسك قوي يربط عقلنا بالوعي الجمعي،

فعوض أن نحس بذاتنا الطبيعية، يتدخل هذا الرابط ليحول دون اتصالنا بذاتنا الكونية؛ و عوض أن نحس بذاتنا الكونية  نجد أنفسنا تلقائياً و بشكل آلي 

في مستنقع من الأصوات و الأفكار و الأحاسيس و المشاعر التي لا تمت لنا بصلة و نكون في حالة من التردد و الإرتباك و نميل بشكل تلقائي للمشاكل

و نصبح في حالة هشة نفسياً و في حالة من الخوف و الإنفصال عن طبيعتنا الإنسانية .

إن هذا الرابط بين عقولنا و البيئة التي نعيش فيها يحدث لسبب واحد هو اعتقادنا بالمكان، نحن نعتقد بشكل لا واعي أننا ننتمي لهذا المكان الذي نعيش فيه 

أو أن البيئة التي نعيش فيها تحدد من نكون، بينما هي لا تحدد أبداً من نكون؛ فإذا كنت تعيش في بيئة غير صحية و غير سليمة فهذا أبداً لا يعني أنك غير صحي 

و عدم تأقلمك لا يعني أبداً و بأي شكل من الأشكال أنك منقوص أو لديك مشكلة ما . 

بل على العكس تماماً عدم تأقلمك في بيئة غير سوية لا يعني سوى أنك بخير و طبيعي .

و إن إحياء ذاتنا الكونية ليس إلا إعادة الإتصال بمن نكون و إعادة الإتصال بعمقنا الإنساني المشترك الذي يتجاوز الزمان و المكان 

فرغم أنك تعيش في مكان لا يتناسب ووعيك أو طموحاتك فهذا لا يعني أنك منقوص أو عاجز بل قد يعني أشياء أخرى لا تستطيع ادراكها حالياً 

أيها القاريء الكريم 

البيئة التي تعيش فيها حتى و لو كانت غير صحية كأغلب البيئات  في عالمنا  العربي حالياً، فإنه لا يجب أن تسمح لها  أن تؤثر فيك و تؤثر في نفسيتك و طموحاتك 

أو غاياتك بل يجب أن تدرك أن ما يحدث في تلك البيئة لا يعنيك شخصياً بل هو يعني تلك البيئة فقط، و ردات فعل أولائك الأشخاص الذي يعيشون في تلك البيئة لا تعنيك شخصياً 

بقدر ما تعني تلك البيئة . 

و ادراكنا بأننا منفصلين نفسياً عن البيئة أو المكان الذي نعيش فيه يعني الشيء العظيم لك و للبيئة .

لأنه يجعل البيئة تعبر عن نفسها و يجعل كل شخص يعبر عن نفسه و يجعل الأحداث تعبر عن نفسها 

و يجعل كل شيء يعبر عن ذاته .

و هذا يجعلنا نحن أيضا نعيد الإتصال بمن نكون و نحيي ذاتنا الكونية فينا .

الحرية و المحبة لروحك .