الفكر يخلق المشكلة و الذات الكونية حياة .

مواضيع مفضلة

الجمعة، 22 فبراير 2019

الفكر يخلق المشكلة و الذات الكونية حياة .

                                     الفكر يخلق المشكلة و الذات الكونية حياة .


سلاماً و محبة 



أيها القاريء المسالم،إن الواقع الطبيعي حياة و إن الحياة الطبيعية موجودة في كل شيء من حولنا 
و اننا نحيا بكل سلام و بكل ثقة في اننا نستحق هذا السلام و الإطمئنان و نستحق كل الحرية .

والحياة سلام و حرية، إلا أن  الفكر يزعجه السلام و لا يرتاح لكلمة  الحرية و تزعجه كلمة المحبة؛ بل هو في حقيقة الأمر يسعى دائماً  إلى حل المشاكل 
إنه  يسعى إلى خلق المشكلة و يبدل  كل طاقاته فيما بعد  لحلها .  ولا يهدأ له بال حتى يحل تلك المشكلة

و ما أن يحل تلك المشكلة، إلا و يصنع مشكلة أخرى و يظل على هذا الحال طوال الوقت، فطبيعة الفكر هي صنع المشكلة و البحث عن حلول لها
حتى و لو لم تكن هناك مشاكل فإن الفكر يسعى إلى اختلاقها أو إلى افتراض وجودها و العمل على إيجاد حلول مناسبة لها، الشيء الذي يستدعي 
تفكير متواصل و مستمر في المشكلة و بالتالي تتغير حالتنا النفسية إلى حال غير سليم و نستبد بطاقاتنا الداخلية في التفكير المتواصل و المرهق  نحن في غنى عنه . 

عزيزي القاريء 

إن الفكر يقحمنا في مشاكل الناس  و يدخلنا في متاهاته المرهقة لذاتنا الكونية، مما يجعلنا نكون في عدم إرتياح و عدم إتزان 
لأن طبيعة الفكر مرهقة و تحتاج جهد كبير جداً و طاقة مهمة . 

و نحن لا نحتاج تفكير و لسنا مجبرين على هذا الإرهاق،لأن طبيعتنا الكونية الإنسانية لا تحتاج هذا الكم الهائل من الجهد و التفكير الشاق 
بقدر ما نحتاج إدراك الحياة . 

شخصياً أقول أن سبب كل هذا التفكير المرهق لأرواحنا هو عدم إدراكنا للحياة و عدم قدرتنا على إستيعاب عمق الحياة .
فالواقع حي و يعيش و كل شيء في الواقع حي و كل حدث هو حياة و كل شخص حياة و كل بيئة حياة و كل حوار حياة ...إلخ 

و في الحقيقة ليس هنالك اي مشكل، هنالك فقط حياة .
و الحياة تحدث بكل تفاصيلها في واقعنا، فالأحداث تعبر عن الحياة و طريقة عيش الناس تعبر عن الحياة و طريقة سير الأحداث تعبر عن الحياة 
و الأشياء الموجودة في الواقع تعبر عن الحياة و البيئة ككل تعبر عن الحياة . 

و الشيء الذي يميز الحياة هو أنها تحدث من تلقاء نفسها، و كل شيء يعبر عن حياته و كل شخص يعبر عن حياته و كل حدث يعبر عن حياته 
و كل بيئة تعبر عن حياتها .. و نحن أيضا نعبر عن حياتنا . 

و حين  نعبر عن حياتنا، نحن نعبر عن تميزنا الفردي و عن لمستنا الخاصة و عن جمالنا الخاص 
و حين للآخرين أن يعبروا عن ذواتهم نحن نسمح لهم بالتعبير عن جمالهم و تميزهم الفردي 
و حين ندرك الأحداث نحن ندرك نوع من الجمال و التميز الخاص بذلك الحدث 
و حين ندرك الأشياء ندرك الجمال و التميز الخاص بذلك الشيء .

و كل شيء يخفي قصة بداخله و يخفي جماله الخاص و عندما نحاول إستيعاب هذا الجمال الخاص و التميز، نخرج من التفكير الذي يصنع مشاكل 
و دراما و أحزان من الحياة .

أيها القاريء الكريم 

دمت في حرية و جمال .

إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف