الفكر يخلق المشكلة و الذات الكونية حياة .
سلاماً و محبة
أيها القاريء المسالم،إن الواقع الطبيعي حياة و إن الحياة الطبيعية موجودة في كل شيء من حولنا
و اننا نحيا بكل سلام و بكل ثقة في اننا نستحق هذا السلام و الإطمئنان و نستحق كل الحرية .
والحياة سلام و حرية، إلا أن الفكر يزعجه السلام و لا يرتاح لكلمة الحرية و تزعجه كلمة المحبة؛ بل هو في حقيقة الأمر يسعى دائماً إلى حل المشاكل
إنه يسعى إلى خلق المشكلة و يبدل كل طاقاته فيما بعد لحلها . ولا يهدأ له بال حتى يحل تلك المشكلة
و ما أن يحل تلك المشكلة، إلا و يصنع مشكلة أخرى و يظل على هذا الحال طوال الوقت، فطبيعة الفكر هي صنع المشكلة و البحث عن حلول لها
حتى و لو لم تكن هناك مشاكل فإن الفكر يسعى إلى اختلاقها أو إلى افتراض وجودها و العمل على إيجاد حلول مناسبة لها، الشيء الذي يستدعي
تفكير متواصل و مستمر في المشكلة و بالتالي تتغير حالتنا النفسية إلى حال غير سليم و نستبد بطاقاتنا الداخلية في التفكير المتواصل و المرهق نحن في غنى عنه .
عزيزي القاريء
إن الفكر يقحمنا في مشاكل الناس و يدخلنا في متاهاته المرهقة لذاتنا الكونية، مما يجعلنا نكون في عدم إرتياح و عدم إتزان
لأن طبيعة الفكر مرهقة و تحتاج جهد كبير جداً و طاقة مهمة .
و نحن لا نحتاج تفكير و لسنا مجبرين على هذا الإرهاق،لأن طبيعتنا الكونية الإنسانية لا تحتاج هذا الكم الهائل من الجهد و التفكير الشاق
بقدر ما نحتاج إدراك الحياة .
شخصياً أقول أن سبب كل هذا التفكير المرهق لأرواحنا هو عدم إدراكنا للحياة و عدم قدرتنا على إستيعاب عمق الحياة .
فالواقع حي و يعيش و كل شيء في الواقع حي و كل حدث هو حياة و كل شخص حياة و كل بيئة حياة و كل حوار حياة ...إلخ
و في الحقيقة ليس هنالك اي مشكل، هنالك فقط حياة .
و الحياة تحدث بكل تفاصيلها في واقعنا، فالأحداث تعبر عن الحياة و طريقة عيش الناس تعبر عن الحياة و طريقة سير الأحداث تعبر عن الحياة
و الأشياء الموجودة في الواقع تعبر عن الحياة و البيئة ككل تعبر عن الحياة .
و الشيء الذي يميز الحياة هو أنها تحدث من تلقاء نفسها، و كل شيء يعبر عن حياته و كل شخص يعبر عن حياته و كل حدث يعبر عن حياته
و كل بيئة تعبر عن حياتها .. و نحن أيضا نعبر عن حياتنا .
و حين نعبر عن حياتنا، نحن نعبر عن تميزنا الفردي و عن لمستنا الخاصة و عن جمالنا الخاص
و حين للآخرين أن يعبروا عن ذواتهم نحن نسمح لهم بالتعبير عن جمالهم و تميزهم الفردي
و حين ندرك الأحداث نحن ندرك نوع من الجمال و التميز الخاص بذلك الحدث
و حين ندرك الأشياء ندرك الجمال و التميز الخاص بذلك الشيء .
و كل شيء يخفي قصة بداخله و يخفي جماله الخاص و عندما نحاول إستيعاب هذا الجمال الخاص و التميز، نخرج من التفكير الذي يصنع مشاكل
و دراما و أحزان من الحياة .
أيها القاريء الكريم
دمت في حرية و جمال .
إرسال تعليق