القبول نهاية للمعاناة
سلاماً و محبة
أيها القاريء الكريم يشرفني أن نتقاسم سويةً في هذه البيئة السليمة الصحية
عزيزي القاريء إن الواقع بكل تفاصيله يعبر عن الحياة أو عن حالة الجمال، فالجمال يتخلل كل حركة و كل فعل و كل كلمة
و الجمال موجود في كل حدث و في كل بيئة بغض النظر عن طبيعتها .
إلا أن إدراك الجمال بالفكر هو أشبه بالمستحيل بل إدراك الجمال يكون بالحرية من كل أشكال الإندفاع التي يمارسها الفكر علينا
فالفكر يندفع لإصدار الأحكام و التوقعات بسرعة كبيرة و يسعى لخلق المشكلة من لا شيء
لأن طبيعة الفكر مقاومة و ثورية و تسعى للتجديد و التغيير و التطور
بينما طبيعة الجمال عكس طبيعة الفكر، فالجمال ليس مقاومة بل هو نوع من التدفق،
و الجمال ذو طبيعة توافقية أو تزامنية، تحدث في التوقيت المناسب .
و لإدراك هذا الجمال أو التوافقات يجب أن ندرك أن الجمال لا يستطيع الفكر أن يفهمه من خلال الفكر نفسه .
فالفكر يستطيع فقط تغيير أو تجديد أو تطوير و تركيب طبيعة الأشياء أو تحليلها و تجزيئها لكنه لا يستطيع أن يدعها و يتركها كما هي .
فالشجرة تعبر عن جمال لا يستطيع الفكر أن يدركه أو يستوعبه، بل الفكر يسعى دائماً لتجزيء الجمال و تغييره أو تركيبه أو ربما قطعه بالمرة و تدميره
لأنه ببساطة: الفكر لا يستطيع أن يدرك الجمال و لا يستطيع أن يستوعب الجمال، و دائماً ما يربطه بشيء مادي ملموس فيه منفعة أو متعة نفسية
بينما الجمال لم يكن قط منفعة أو متعة، انما الجمال حياة .
الجمال تعبير عن الحب، و تعبير عن الحياة و العطاء بدون مقابل
الجمال هي طبيعة الكون، وهي من يحرك الكون و الواقع و الأشخاص و الأحداث ..
و كل شيء يتحرك بدافع الجمال
و العقل المتحرر من الفكر هو عقل لا يسعى لتجزيء الجمال و تقسيم الواقع و الدعوة للإنفصال و تغيير الآخرين و تغير تركيبة المجتمع كمثال
بل العقل المتحرر يدرك الجمال سالفاً و يتقبل كل شيء في الواقع لأنه يدرك بعقله المتحرر من الفكر أن كل شيء كامل و كل شيء في مكانه الصحيح
و أن الواقع الذي نعيش فيه لا يحتاج تغيير بقدر ما يحتاج القبول كيفما كان .
و إن الجمال موجود سالفاً في واقعنا كيفما كان، فقط تقبل كل شيء في واقعك
تقبل كل تفاصيل واقعك، تقبل كل شيء و كل شخص و كل حدث و كل بيئة ...
لأنه في هذا القبول و التسامح تعيد إحياء الجمال في ذاتك .
عزيزي القاريء كل المحبة و الجمال .
إرسال تعليق