قبول الواقع بكل تفاصيله هو قبول للجمال

مواضيع مفضلة

الجمعة، 22 فبراير 2019

قبول الواقع بكل تفاصيله هو قبول للجمال

                                              القبول نهاية للمعاناة 

سلاماً و محبة 

أيها القاريء الكريم يشرفني أن نتقاسم سويةً في هذه البيئة السليمة الصحية 

عزيزي القاريء إن الواقع بكل تفاصيله يعبر عن الحياة أو عن  حالة الجمال، فالجمال يتخلل كل حركة و كل فعل و كل كلمة 
و الجمال موجود في كل حدث و في كل بيئة بغض النظر عن طبيعتها . 

إلا أن إدراك الجمال بالفكر هو أشبه بالمستحيل بل إدراك الجمال يكون بالحرية من كل أشكال الإندفاع التي يمارسها الفكر علينا 
فالفكر يندفع لإصدار الأحكام و التوقعات بسرعة كبيرة و يسعى لخلق المشكلة من لا شيء 
لأن طبيعة الفكر مقاومة و ثورية و تسعى للتجديد و التغيير و التطور 
بينما  طبيعة الجمال عكس طبيعة الفكر، فالجمال ليس مقاومة بل هو  نوع من التدفق،
و الجمال  ذو طبيعة توافقية أو تزامنية، تحدث في التوقيت المناسب .

و لإدراك هذا الجمال أو التوافقات يجب أن ندرك أن الجمال  لا يستطيع الفكر  أن يفهمه من خلال الفكر نفسه .
فالفكر يستطيع فقط تغيير أو تجديد  أو تطوير و تركيب طبيعة الأشياء أو تحليلها  و تجزيئها لكنه لا يستطيع أن يدعها و يتركها كما هي .

فالشجرة تعبر عن جمال لا يستطيع الفكر أن يدركه أو يستوعبه، بل الفكر يسعى دائماً لتجزيء الجمال و تغييره أو تركيبه أو ربما قطعه بالمرة و تدميره 
لأنه ببساطة: الفكر لا يستطيع أن يدرك الجمال و لا يستطيع أن يستوعب الجمال، و دائماً ما يربطه بشيء مادي ملموس فيه منفعة  أو متعة نفسية 
بينما الجمال لم يكن قط منفعة أو متعة، انما الجمال حياة .

الجمال تعبير عن الحب، و تعبير عن الحياة و العطاء بدون مقابل 
الجمال هي طبيعة الكون، وهي من يحرك الكون و الواقع و الأشخاص و الأحداث ..
و كل شيء يتحرك بدافع الجمال 
و العقل المتحرر من الفكر هو عقل لا يسعى لتجزيء الجمال و تقسيم الواقع و الدعوة للإنفصال و تغيير الآخرين و تغير تركيبة المجتمع كمثال 
بل العقل المتحرر يدرك الجمال سالفاً و يتقبل كل شيء في الواقع لأنه يدرك بعقله المتحرر من الفكر أن كل شيء كامل و كل شيء في مكانه الصحيح 
و أن الواقع الذي نعيش فيه لا يحتاج تغيير بقدر ما يحتاج القبول   كيفما كان . 

و إن الجمال موجود سالفاً في واقعنا كيفما كان،  فقط تقبل كل شيء في واقعك 
تقبل كل تفاصيل واقعك، تقبل كل شيء و كل شخص و كل حدث و كل بيئة ...
لأنه في هذا القبول و التسامح تعيد إحياء الجمال في ذاتك . 

عزيزي القاريء كل المحبة و الجمال .




إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف