ما لم نسمح لأنفسنا بأن تغرق في المحبة لن تكتمل يقظتنا

ما لم نسمح لأنفسنا بأن تغرق في المحبة لن تكتمل يقظتنا 

سلام و محبة 

أيها المتنور مرحباً بك 

نحن لا نعرف بعضنا شخصيا لكن روحيا نحن واحد على المستوى الطاقي نحن كائن واحد أنا  وانت و الجميع واحد

كل هذه الأجساد و العقول التي نراها بشكل دائم هي نحن،

إذن من انا من انت، نحن واحد و لكن كيف عرفنا أننا واحد،

لكي نشعر بالإتحاد و ان الجميع متصل يكفي ان نراقب دون تفكير، يكفي أن نتخلى عن تفكيرنا لبعض الوقت يكفي ان نستمع لنبضات قلوبنا

يكفي ان نراقب أجسادنا بصمت و بهدوء و لأوقات ممتدة جدا، يكفي ان نصمت و ندخل في الهدوء و السلام و نتخلى عن كل ذلك الصخب الذي عشناه

و نتخلى عن تلك الكلمات التي نسمعها بشكل دائم و نتخلى عن حاجتنا لتفسير كل شيء،

اصمت و استمع للجوهر الحقيقي للحياة، للصمت لذلك الفراغ الممتليء بالمحبة و النور

نستسلم و نتخلى و ننسحب من كل شيء من أجل اللاشيء من أجل السلام و الهدوء،

من أجل أن نستمع لقلوبنا من أجل أن نكتشف من نحن، نخرج و ننسحب من أي واقع مزيف مثير

و ليس حقيقي إلى العيش بصدق و وضوح مع ارواحنا لا نخاف ابدا من الصدق مع ذواتنا،

بل نخاف من العيش في بيئة مزيفة،

عزيزي القارئ تبا لمن يتكلم عن الروحانيه و باسم الروحانية و يقسم الناس إلى أصناف

صنف واعي و آخر  غير واعي و آخرون  ضعيفو الوعي

الإنسانية واحد و كلنا واحد و ليس هناك إنسان إنساني و آخر لا، كما أن ليس هناك إنسان منطقي و آخر لا، إنما هناك إنسان يرى الواقع من زاوية و آخر من زاوية أخرى،

ليس هناك شخص يمتلك هالة مقدسة و آخر لديه هالة نورانية ضعيفة ليس هنالك إنسان لديه قدرات عالية تفوق الإدراك البشري

و آخر لا،  كل إنسان لديه قدرات عظيمة سواء أدركها ام لاو لا يجب تصنيف الناس من خلال امتلاكهم للهالات او القدرات الخارقة

بل نحن جميعنا واحد، على المستوى الروحي و العقلي و كل شخص في داخله رغبة داخلية تسعى لمعرفة الأشخاص

و هذا شيء فطري في داخلنا فكل شخص يسعى لمعرفة شخص آخر هو في الحقيقة يسعى لمعرفة نفسه

لمعرفة أصله الحقيقي،  لمعرفة تجربة الاتحاد و الإتصال لمعرفة تجربة الإنسانية.

عزيزي القارئ لو أوتيحت لي الفرصة لسعيت لمعرفتك و انا متشوق جدا لذلك، لأنك  انت هو انا وانا هو انت ليس هناك فرق بيننا في المستوى العميق الحقيقي

و اي تفكير لا تقوده ارواحنا هو تفكير احمق يقسم الإنسانيه و يخلق فوارق بشكل متعمد يجعل الشخص يلبس و يتكلم و يتصرف بشكل يشعره بأنه منفصل على الجميع،

بأنه متميز بأنه احسن و اذكى و أجمل و أروع منا

التفكير الذي تقوده ارواحنا هنا تفكير يسعى لمعرفة الآخر  بشكل بريء جدا  التي هي معرفة مهمه جدا و حساسة جدا

و هي ادراك جديد للواقع؛ ان نعرف الآخر معرفة حقيقية اي معرفة حيادية و دون وجود لأية حواجز نفسية إنما نحاول معرفته كما هو لا كما نريد نحن

حينها سنشعر بما يشعر به، حينها سنحس بشيء عظيم في داخلنا سنحس فعلا اننا واحد سنحس بهاذ المعنى العميق.

عزيزي القارئ انا لست روحانياً  اذا كانت المدرسة الروحانية تقسم الناس الى أصناف

و لست واعيا اذا كنت احكم على الناس و لست مدربا و لا معلما،  إنما أنا هو انت و انت هو أنا و عندما اتحدث إليك فإنني اتحدث إلى نفسي

و عندما انظر إليك ارى فيك ذاتي، و اي حكم تحكمه على هو حكم تحكمه على نفسك،

واي أحكام عليك هي أحكام علي،

الإنسانيه واحد و نحن جميعنا واحد و هذه ليست مجرد كلمات رنانة تطرب مسامعنا بل هذه الحقيقة العميقة، نحن كائن عظيم واحد

و عدم ادركنا لهذه الحقيقة راجع لتوهم عقلي تراكم بفعل النسيان اما أجسادنا فهي مجرد انعكاس عقلي او صورة عقلية غير مكتملة

و نستطيع جميعا أن نتذكر اننا واحد و نستطيع جميعنا الاحساس بهذا عندما نغذي فينا الصدق

و الوضوح مع ذواتنا و نتخلى عن كل ما هو مزيف و نتجرئ على التخلي عن الوهم الذي نعتقد به و نهديء عقولنا،

و ندع ارواحنا تتحرك من خلالنا و تملؤنا بالمحبة و النور، و تعلمنا الإنسانية التي تتجاوز ما يسمى بالأخلاق،

فنحن لا ندعو أنفسنا لتقول كلاما هادئا و لطيفا و انتهى؛ بل نتكلم ايضا بطريقه غير جميلة و غير هادئة،

و لا ندعو أنفسنا لنحب الجميع و نرغم أنفسنا على محبة الجميع،

صحيح ان الإنسانية واحد إنما لا ارغم نفسي على محبة أحد، الحب يأتي بكل تلقائية فهو في بعض الأحيان يأتي حتى قبل أن أتحدث لشخص ما

و في مرات كثيرة يصعب ان تحب شخصا ما و لكن ما أن تتعرف عليه حتى تحبه و في بعض المواقف يصعب معرفة الناس و هذا عادي جدا

إنما هناك خيط رفيع بين الأخلاق و الإنسانية فنحن لاندعو للأخلاق إنما ندعو للإنسانية

و لا ندعو للإرتباط إنما ندعو للحب و لا نجبر أنفسنا على محبة الجميع و إنما ندعو لتزكية الحب الذي ندركه في علاقاتنا مع الآخرين.

أيها المتنور دمت في حرية