القوة في الحضور:

مواضيع مفضلة

الثلاثاء، 5 مارس 2019

القوة في الحضور:


القوة في  الحضور:


سلاماً و محبة 

العقل لديه عادة يمارسها بإستمرار و دون توقف وهذه العادة تخفض من مستوى طاقتنا الداخلية و تؤثر فينا بشكل سلبي و تشتتنا عن اهدافنا في الحياة و لا تسمح لنا بأن نشعر بالسلام الداخلي
 و لا تسمح لنا بممارسة الإمتنان في حياتنا

هذه العادة هي التفكير المستمر، العقل يفكر في كل شيء، يفكر في الماضي يفكر في المستقبل و يفكر في الأشخاص و يصدر احكامنا عليهم و يبني توقعات و يضع افتراضات حتى و لو كنا جالسين لوحدنا فقط
لا تزالادمغتنا تفكر بإستمرار، التفكير المستمر يستنفذ طاقتنا الداخلية و يخلق مشاكل في علاقتنا مع الناس و يجعلنا نشعر بنوع من الإحباط و التذمر و الشكوى و فقدان نكهة الحياة و أيضا يمنع اتصالنا بذاتنا الحقيقية
ويفصلنا عن المصدر

عادة التفكير المستمر هي التى تبقينا في نفس الحياة ونفس الضروف و نفس المستوى لأن الذي نعيشه الآن هو نتيجة لأفكارنا في الماضي و الذي نفكر فيه اليوم بإستمرار هو ما سنعيشه في القادم من الايام،
عزيزي القارئ مالذي نفكر فيه بإستمرار؟ هل نفكر في الذي نريده ام في المشاكل و الازمات هل نفكر بوعي و يقظة ام ان عقولنا تفكر بتلقائية دون وعينا بها،
هل نمتلك عقولنا ام هي التي تمتلكنا هل نختار الكلمات التي نناقش بها ام اننا عبيد لتلك الكلمات هل نستعمل تفكيرنا ام ان تفكيرنا هو من يستعملنا
و هل نستطيع أن نبقى للحظات دون تفكير ام ان عقولنا لا تحب ذالك،

نحن نعلم ان العقل تثيره الحركة و الصور و الاشكال و لكن لا يثيره و لا يحب البقاء دون تفكير و الحضور في اللحظة الحالية و هو لا يحب ذالك و يهرب منه،
هو يخاف الصمت و يخاف من البقاء في مكان هادئ و صامت طول الوقت و يجبرنا دائما إلى العودة إلى الضجيج و المؤثرات الكثيرة و إلى المجتمع،
لكن لو استطعنا مقاومة هذه الرغبة الملحة في العودة إلى الضجيج و الى المثيرات الخارجية  و الرغبة في العودة إلى التفكير المستمر
حينما نراقب هذه الرغبة و لو للحظات حينها سنتصل بوعينا الخالص سيظهر و عينا،

و يحصل هذا من خلال الحضور و السكون و من خلال لحظات من عدم التفكير او لحظات من المراقبة فقط،
افضل مايحصل لنا يحصل عندما لا نفكر بل نبقى يقظين و مراقبين فقط دون تفكير في هذه اللحظه الحالية بل مراقبتها و ادراكها بحواسنا كلها،
مثلا نحن نقرأ  هذا الكلام  و نتركه يدخل إلى عقولنا دون أن نناقشه دون أن نقاومه و دون افكار مسبقة و دون مناقشه و دون اصدار الأحكام،
على الشخص الذي كتب نحن فقط نستمع بهدوء دون وجود أي تفكير في الخلفية و دون أي احتياج او تسرع و دون أي رغبة ملحة في فهم ما نقوله فقط نستمع بهدوء
و سكون و يقظة حينها سنفهم الرسالة التي يريد الكاتب ايصالها لنا و سنشعر بما يقوله  ولو بعد فترة معينة و هذه هي قوة الوعي و قوة الحضور،

الحضور في اللحظة الحالية و السكون هو الذي نريده و هدفنا هو أن نطور في أنفسنا هذه التقنيه و هذا لن يحصل في المستقبل لكنه يحصل الآن بينما نحن نستمع لهذا الكلام و لا نفكر في شيء
و ليست لدينا أحكام مسبقه و معرفة مسبقة و لا اي توقعات فنحن في حضور و يقظة
الحضور هو إخراج التفكير الداخلي إلى السطح بحيث نستطيع ادراكه و اذا استطعنا ادراك التفكير سنمارسه بوعي و سنستعمل حواسنا بوعي،
نفكر بوعي تعني اننا نعرف ما نفكر فيه حين نفكرو تعني اننا نعرف متى نبقى دون تفكير، الوعي بالتفكير و ممارسة التفكير بوعي سيجعلنا احرار،من الأوهام و التوقعات التي تصيب الإنسان بخيبات الأمل
و احرار من الماضي و التفكير بالماضي الذي مات و احرارا من الخوف، و احراراً من التفكير العشوائي و احرارا من الاستنتاجات العفوية التي يمارسها العقل في كل لحظة،
و احرار من المقارنات و احرارا من استعباد الآخر لنا

فالتفكير الآلي المستمر يحجب عنا ذاتنا الحقيقية، يحجب عنا القوة التي نمتلكها و يغطي ذاتنا الحقيقية بالأكاذيب و الأوهام و المخاوف، التفكير الآلي بدون وعي مصدر المشاعر السلبية،
فالذي يفكر به الإنسان بدون وعي غالبا هو شيء سلبي يؤثر على مشاعره سلبيا و بسرعة و كأن تلك المشاعر تقول له انتبه تيقظ كن واعي بالذي انت تفكر فيه،
هل تسألت يوما مالذي افكر فيه الآن، هذا السؤال يجعلنا نستيقظ و نعي تفكيرنا و نعي اللحظة الحالية، لذالك كلما شعرت بشعور غريب اسأل نفسك ما الذي أفكر فيه الان 
لأنه كلما دخلنا في حالة من الشكوى و التذمر و الإحتياج و الشعور بالذنب و كلما اصدرنا احكامنا على الآخرين،و شعرنا بالخوف من المستقبل فإن ذالك سببه هو التفكير الآلي،
فما الذي افكر به الآن هو السؤال الذي يجب أن افكر فيه حتى استطيع إخراج نفسي إلى الوعي حينها أعي نفسي و مشاعري و ما الذي افكر فيه الآن،
و أعي جسدي ووجودي في هذه البيئة واعي الناس من حولي و الأشياء التي تحيط بي وأعي الحدث الذي اعيشه بكل تفاصيله هذا الوعي ينبض بالحياة ،
هذا الوعي يجعلنا ندرك الحياة في كل شيء، يجعلنا نشعر بالإتصال بكل شيء في هذا الوجود و ننبهر بكل الأشياء و الأمكنة والأحداث، كما لو أننا نراها لأول مرة،
عزيزي القارئ ماالذي تفكر فيه الآن سؤال سيجعل عقلك يصمت وبالتالي تعيش تجربة فريده من الوعي و الحضور وبالتالي تراقب الحياة من حولك
كما لو انك ترى العالم لأول مرة،
عزيزي القارئ هذه التجربة عشها الآن و الآن لا تجعلها حبيسة العقل، لا تفكر فيها كثيرا عشها العقل لا يفهمها ولكن قلبك سيحسها


دمت في سلام 



إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف