منطقة الراحة هذه أو COMFORT ZONE
سلاماً و محبة
أيها القاريء الكريم مرحباً بك
تغيير العقلية أو الخروج من دائرة المألوف يجعل العقل البشري يثير مجموعة من المشاعر الكابحة لهذا التغيير
أو يثير ألماً شديداً في جسدك و ذلك من أجل مقاومة التغيير
فالعقل معروف أنه يجعلنا محددين في مساحات أو محتجزين بداخل اطارات أو بداخل منطقة محدودة،و لا يسمح لنا بالخروج منها
و أبسط محاولة للخروج من هذه المنطقة تسبب في رد فعل قاسي من العقل
و منطقة الراحة هذه أو COMFORT ZONE هي منطقة في عقلك تحدد لك نوعية الأحداث التي يجب أن تشارك فيها و نوعية الكلام
الذي يجب أن تسمعه و نوعية البيئات التي يجب أن تكون فيها و نوعية الأشخاص الذين يجب أن تكون معهم و نوعية العمل الذي يجب
أن تمارسه و نوعية الكتب و البرامج و الأفلام التي تناسبك و تحدد مستواك المعيشي و مستوى قدراتك العقلية و نوعية الأشياء التي
يجب أن تشتريها ... إلخ
فمنطقة الراحة تحدد لك كل شيء يخصك، و تعمل على حصرك بداخل المألوف و المتعارف عليه و الذي اعتدت عليه، بينما أي شيء آخر
مختلف عنك يعتبره العقل تهديد و يحاول مقاومته
فالعقل الذي لا يستطيع أن يتغير يحصر نفسه داخل مساحة ضيقة، و بالتالي يقاوم التغيير
بينما الذكاء هو السرعة في التغيير و الإندماج مع الجديد و الحي، فالعقل الذي يحصر نفسه داخل منطقة راحة سلبية أو غير صحية يقتل ذاته
و يقتل تميزه الفردي و كونيته و في نفس الوقت يساهم في التلوث
بينما العقل الذي يوفر لنفسه منطقة راحة إيجابية ترتكز على السلام و المحبة و الحرية و الجمال يسمح لنفسه بأن يبدع شيء جديد
يساهم في إثراء تجربته الإنسانية و أيضا يجعله يلامس كونيته و ذاته الطبيعية من جهة أخرى
و الإنسان الطبيعي يقدر السلام و الحرية، و يعيش تجربة إنسانية فريدة تدفعه للحياة و تحركه للحياة و بالتالي منطقة راحته هي الحياة
و ليس الركود و الكسل و النوم و التخلف
على العكس الإنسان الطبيعي يتألم حين يعيش في منطقة راحة سلبية، و لا يرتاح باله في السلبية
و حين يحاول الخروج من منطقة راحته يستطيع الخروج منها بسهولة، لأن منطقة راحته حية و فيها سلام كبير و حرية كبيرة من الخمول
و بالتالي بمجرد امتلاكه لفكرة واضحة عما يريد يعرف أن كل شيء يتحرك من أجله لكي يصل لما يريده، و هو كذلك يعمل بجد و كدح كبيرين
و مستمتع تماماً بما يفعله. و يكون كل فعل أو حركة أو أبسط مجهود يقوم به في سبيل ذلك شيء عظيم جداً و يشعره بالحياة بمجرد القيام به
و يمكنه أن يعمل لساعات طوال دون أن يفقد دافعه و حيويته، كما لو أنه في أقصى درجات الإستمتاع و التدفق
و هي فعلاً تجربة مقدسة و تقود لإحياء ذاتنا الكونية، لأنه في معرفتنا لقيمة العمل في إحياء رابط ذاتنا الكونية، نستطيع حينها تقديس العمل
و نعطي أهمية كبيرة لأي عمل مهما بدا بسيطاً في البداية
أيها المتنور دمت في حرية و سلام .
إرسال تعليق