البلوك الطاقي
البلوكات أو الحواجز الطاقية هي أشبه بصراع في دواخلنا و هي مؤلمة كثيرا، هذه البلوكات في الحقيقة ماهي الا صراع بين الوعي و الإيكو أو بين الوعي و العقل الألي او هو صراع بين الروح و العقل أو صراع بين طبيعتنا الإنسانية الحقيقية و بين ذاتنا المزيفة.
نحن لسنا اجسادنا، لسنا مشاعرنا، لسنا أفكارنا، لسنا ذلك الألم الذي يوجد بداخلنا لسنا عقولنا و لسنا ارواحنا، نحن لانعرف من نكون لكن العقل البشري يحاول دائما ان يحددنا في إطار ما أو في صورة ما، العقل البشري لا يمكن أن يدرك أننا لسنا أجسادنا و لا عقولنا ولا يستطيع إدراك ذلك بسهولة إنما التجارب التي يعيشها تعلمه يوما بعد يوم و تجعله يفهم مع مرور التجارب و التحديات أننا لسنا أجسادنا و لاعقولنا، و لا تلك الأفكار الموجودة في عقولنا ولا مشاعرنا و لا حتى شخصيتنا ككل. فنحن لسنا تلك الهوية أو الدور الذي نلعبه في المجتمع و لسنا تلك المهنة التي نزاولها و لسنا ذلك الشخص المحدود الذي يربط حياته كلها بمفاهيم عقلية و لسنا ذلك الأب او تلك الأم او ذلك الأخ أو تلك الأخت او ذلك الزوج او تلك الأسرة او تلك التقاليد القديمة او ذلك البلد او تلك القبيلة نحن لاشيء من كل هذا و لم نكن قط شيئا من هذا.
العقل البشري هو الذي يجعلنا نعتقد اننا شيء من الأشياء او شخص من الأشخاص او بلد من البلدان او اسرة من الأسر أو صورة من الصور او حزب من الأحزاب او مجتمع من المجتمعات.
العقل يسعى دائما للإنفصال و يحمي هذا الإنفصال و يقاوم لكي يبقى منفصلا.
أيها المتنور الذي يحدث في حياتنا البشرية يحاول ان يفهمنا اننا لسنا منفصلين بل نحن واحد، الإنسانية واحد و الحياة بشكلها الطبيعي تعلمنا عن طريق الأحداث التي نعيشها او من خلال أشخاص معينين او من خلال تجارب معينة اننا لسنا منفصلين عن الانسانية و تعلمنا اننا لسنا عقولنا، لسنا عقولنا تلك التي تريد تقسيمنا و لسنا اجسادنا و لا افكارنا و لا معتقداتنا و لا مشاعرنا.
الحياة الطبيعية تعلمنا بشكل طبيعي عن طريق الأشخاص الذين نصادفهم او عن طريق أحداث معينة عن طريق معلومات نسمعها اننا واحد و ان المحبة هي التي تجمعنا و تعلمنا اننا لسنا ذلك الإنفصال و تلك الفردانية و الأنانية و لسنا ذاك العقل الذي يحاول الإنفصال عن الإنسانية و لهذا فالعقل عندما يشعر يالتهديد و يشعر أن انانيته ستموت و تنتهي يفرز مشاعر سلبية بداخلنا تشعرنا بالتعب و الحزن و الخوف و الغضب و بعض الأحيان بألم كبير في أجسادنا و تشعرنا بالتعب و الإرهاق و بعض الأحيان يمرض جسدنا.
و في أحيان أخرى، يكون هناك نوع من البلوكات و الحواجز النفسية و مقاومة داخلية كبيرة و صراع داخلي ممتد و في أحيان أخرى تكون هناك بلوكات طاقية بحيث نحس بطاقة مختلفة عن طاقة المصدر او مختلفة عن طاقة الكون و الطبيعة فنحس بنوع من الإرتباك بنوع من الإنزعاج عوض الإحساس بالمحبة و السلام و التوازن،
فالعقل الاناني او الذات الزائفة او الإيكو و العقل الذي يحمي فردانيته و إنفصالة عن الإنسانية هو الذي يحدث كل هذا الألم و كل هذه المشاعر و البلوكات الطاقية و لذلك عندما نعرف هذا يهدأ ألمنا و عندما نعرف أن هذا الألم يطورنا و يحررنا من سلطة العقل و يحررنا من أنانيتنا و فردانيتنا حينها نستريح نفسيا و نتناغم مع هذا الألم و عندما نتناغم مع الألم نسمح له بان يكون و ذلك من أجل تطورنا و من أجل الإنسانية و من اجل المحبة و حينها يفقد الالم بعضا من قوته و يهدأ قليلا قليلا.
حتى يذهب الألم، و يزول و ينسحب و نصبح مباشرة اكثر تطورا و افضل من ذي قبل.
عزيزي المتنور دمت في سلام و حرية
يعني بس لازم نتقبل فكره اننا حنتألم؟
ردحذف