تاثير العقل على الواقع
السلام و الحرية
مرحباً أيها المتنور
تشترك الإنسانية في عقل جمعي يربط عقول الإنسانية أجمع، و نحن أيضا كأفراد ننتمي نفسياً لهذا العقل،
فكل فرد فينا لديه شخصية و يحس بالإنتماء لثقافة معينة أو لبلد معين أو لإيديولوجية معينة و هو يدافع عنها بشكل قوي
كما أنه يشعر بالإستفزاز كلما تعرض انتماؤه لأية إهانة، و يشعر بأنه المعني كلما كان انتماؤه في مواجهة ما
و تحدث كل هذه القصة في لاوعينا دون إدراكنا لها، و هذا يتسبب لنا في الكثير من المشاعر و الأحاسيس السلبية و التي تدخلنا في متاهات نحن في غنى عنها،
و تملؤنا بالمشتتات و تجعل عقولنا في تفكير متواصل من أجل البحث عن حل ما ليدافع به عن إنتماءه،
فالإنسان الذي يدافع عن انتمائه؛ يدافع عن معتقدات و أفكار بداخل عقله، و كل هذه الأفكار في الحقيقة تعمل على كبح حريتنا الحقيقية، و تعمل على تشتيت هويتنا الطبيعية الحقيقية
في مقابل ارتباطنا بتلك الاشياء و الأحداث و الأشخاص و الأمكنة و الثقافات و التقاليد و غيرها .
و هذا يجعلنا مبتعدين عن ذاتنا الطبيعية و غير منسجمين مع هويتنا الطبيعية .
و الذي يدافع عن هوية ما يجد نفسه تلقائياً يسبح في محيط من الأفكار الاخرى التي تحاول لفت إنتباهه بكل الأشكال،و تحاول لفته إلى مناقشات تخص انتمائه
ذلك لأن عقلنا مجال مفتوح،و لذلك يسمح لهذه الأفكار و المعتقدات أن تدخل إلى داخله و تؤثر في مشاعرنا و أحاسيسنا، و تعمل على توجيه انتباهنا و تركيزنا
و مناقشتنا بل و مجال اهتمامنا،فالعقل الجمعي له تأثير واضح و مهم على فكرنا و بالتالي على نوعية الأحداث التي نعيشها
فقد يعيش المرء أحداثاً فيها نشاز مستمر و غير مقبولة و ممتلئة بالدراما و لا يوجد فيها أي توافق مع ذاتنا الطبيعية
و هذا ناتج على تأثير العقل الجمعي على فكرنا و تغيير طريقة ادراكنا للواقع و بالتالي نعيش بمشاعر و أحاسيس غير جيدة
كما أن العقل الجمعي يعمد بشكل مثير للإستفزاز لإستمالة انتباهنا إليه،و هذا يحدث إزعاجاً متواصلاً بداخلنا
هذا الإزعاج المتواصل و الإستفزاز الذي يمارسه العقل الجمعي علينا بشكل متكرر و بإصرار، غالباً ما ينتهي بالإنصياع له، و بالتالي الإنصياع لمصدر الدراما
و النشاز و لمصدر المشاعر السلبية و الأحاسيس غير الجيدة، لأنه يعمل على توجيه انتباهنا إلى مشكلة ما
العقل الجمعي يتعمد استفزاز شخصيتنا ليجرنا للدراما و المشاكل النفسية و المزيد من المشتتات الاخرى،
و الوعي بهذا الإستفزاز يساعدنا على إدراك الشيء الذي نرتبط به، أو الشيء الذي نحدد خلاله من نكون!
فالإنسان الذي يدافع عن شخصيته، هو يدافع عن قيم تربى عليها منذ ولادته، و الذي يدافع عن هويته هو يدافع عن إنتماءاته العرقية و الجغرافية و يدافع عن شيء خارجي
يعتقد على أنها هو، أو يستمد منها ذاته،
و الإنسان الذي يعتقد يستفزه العقل الجمعي بسهولة، و يؤدي به إلى الدفاع عن ما يعتقد به بكل طاقاته الداخلية، و هذا يبعدنا عن التوزان و الجمال و عن طبيعتنا،
فالحرية نحس بها حين نتخلى عن الإعتقاد بأننا شخص من الأشخاص أو هوية من الهويات، و لا ننتمي لأي عرق و لا لأي توجه و لا ندافع عن شيء من الأشياء ...
بل نحن متحررون من كل تلك الإنتماءات الخارجية و متحررون من الإرتباط النفسي بالاحداث و الأشخاص و الأمكنة و الظروف و الأشياء،
نحن نستمد حريتنا من دواخلنا و ليس من الخارج، نستمد حريتنا من الجوهر مباشرة دون وساطة أي شيء خارجي، نمتليء بالحرية من دواخلنا،
نكتفي و- لا نحتاج لأي شيء خارجي، و الأهم أن ندرك قيمة الحرية من العقل الجمعي و ما يمليه علينا من أفكار و معتقدات بشكل مستمر،
أن نتفادى هذه الأفكار و نؤكد على النفي و عدم الخوض فيها،
بل نكتفي بذواتنا لندرك أن عقولنا تؤثر في واقعنا حسب درجة حريتنا من إملاءت العقل الجمعي، فكلما تحررنا منه، كلما كان الواقع أكثر جمالاً
أيها المتنور الحرية و السلام
ادراك جميلل،اتفق معك.
ReplyDeleteادراك جميلل،اتفق معك.
ReplyDelete