مرحبا ايها المتنور
هناك اشياء تكبح الانسان او تكبح المتنور ان يتحد بطبيعته الحقيقية او بالمصدر
و اذا امعنا النظر في طبيعة هذه الاشياء فغالبا نجد انها افكار و مشاعر و مقاومة تظهر في دواخلنا بشكل ما .
فمن اين اتت هذه الافكار ؟
هذا االسؤال الذي يفاجيء عقولنا يصعب كثيرا الاجابة عليه، لانه سؤال له امتداد عميق جدا
في مسالة وجودنا و كذا انفسنا و اسباب اخرى.
لاوتسو يقول في هذا الصدد: انت لست فقط لا تفعل شيء بل يفعل بك اشياء .
ان هذه الافكار التي تدخل عقولنا ذات تردد سريع وترتبط بعقولنا بشكل لا يسمج لنا بادراكها بواسطة حواسنا الخمس، و هي اشبه بموجة بداخل جسدك الطاقي و تجذب افكارا اخرى شبيهة لها و على نفس ترددها لتصبح الما يعيش بداخلك،
و هذا يجعلك تتاقلم مع هذا الالم و لو انك غير راضي به،فيصبح عادة من عاداتنا،هذه العادة تتحول لمرض جسدي او نفسي او تظل الما بداخلنا يسبب ارتباكا متواصلا .
فيا ترى من اين اتت هذه الافكار حتى تدخل لداخل عقولنا بهذه السرعة، و كيف امكنها الدخول ؟
ايها المتنور ان الواقع ممتليء بالافكار؟ و البيئة من حولنا تحفز لافكار كثيرة جدا
و الافكار اشبه بكائنات حية تملؤ الارجاء، وعقولنا هي مجال مفتوح يمكن ان يلتقط اية فكرة بشكل شعوري او لا شعوري
و ان العقل الذي يلتقط هذه الافكار بشكل لا شعوري يحس بالارتباك مما يجعله يقاوم داخليا، وهذه المقاومة الداخلية تخلق احساسا بان هنالك مشاكل و اخطاء، و كنتيجة لهذا فان الفرد يعيش و هو منتبه للمشاكل و الاخطاء فقط، و هذا يتجلى حتى في واقعه و تجده كثير الشكوى و التذمر
و بالتالي فالفرد يعيش داخل دوامة من الارتباك و الانتباه للمشاكل والاخطاء كما لو انها هي الموجودة فقط في هذه الحياة،و هو بذلك يستهلك طاقاته و يغذي هذه الدوامة التي تكبر يوما بعد يوم .
و علينا ان نعترف بان هذه الدوامة اذا ما استولت على عقولنا يكون لها تاثير قوي على سلوكنا و كذا على ردات فعلنا ككل، و على نمط عيشنا بل و تحدد الكثير من الخيارات التي نقدم عليها
كما ان العقل يكون تحت سيطرة الفكرة و يفقد بذلك حريته في الفهم و الاستيعاب للمواقف التي نمر بها
و يستطيع العقل التحرر من هذه الفكرة التي تبقيه تحت سيطرة الدوامة من خلال الوعي، فعندما يتحرر العقل من تماهيه مع الفكرة يصبح الحضور، و يصبح متحررا من كل اشكال الالم و المعاناة.
فشدة الالم تزداد كلما كنت تحت سيطرة الفكرة وكنت داخل الدوامة، و طالما لا يستطيع الوعي الخروج من الدوامة، فان الانا هي التي تعيش بداخلك، وهي التي تفكر و تتصرف و تحس
و التحرر من الانا التي تفعل بك اشياء و تقول بك كلاما و تجعلك تفكر كما هي تريد هو تنظيف وتنقية للجسد الطاقي
و هذا التنظيف الطاقي المستمر يحدث من خلال اعادة الاتصال بمن تكون، اعادة الاتصال بذاتك الطبيعية الذي لا يحدث الا حين ىعيد الانتباه لقيمة السلام الداخلي و اهمية الانعزال عن المؤثرات الخارجية و تطهير ذاتك الطبيعية من حلال الصمت و الفراغ
فالصمت بالنسبة للانا ليس الا مضيعة للوقت و الانعزال عن المؤثرات عن المؤثرات الخارجية للحياة اليومية هو عذاب و معاناة بالنسبة للانا و الفراغ ليس شيئا ذو معنى بالنسبة للانا بينمل هذه الاشياء تحدث تمزقا في الانا و من خلال هذا التمزق او المنفذ تستطيع اعادة الاتصال بمن تكون
ايها المتنور الحرية لك
شكرآ لك
ردحذف