يريد العقل أن يكون من خلال نفسه

مواضيع مفضلة

السبت، 6 يونيو 2020

يريد العقل أن يكون من خلال نفسه

مرحبا ايها المتنور ان رفض الواقع و رفض المجتمع يخلق نوعا من الانفصال وعدم القدرة على الاندماج و يولد الخوف الذي يحول حياتنا لدراما و الى شكوى و تذمر وان هذا الرفض ينتج مزيدا من الاحكام و التوقعات السلبية على الواقع هذه التوقعات و -الأحكام تزيد من كمية الرفض بداخل عقولنا فنميل إلى رفض كل شيء بداخل الواقع و - نصبح في حالة من المقاومة المستمرة لعناصر الواقع من أشخاص و - أحداث و- أمكنة و- ظروف فلم يميل الإنسان للرفض ؟ إن الإنسان يعيش بداخل مجتمع يحتم عليك أن تكون مسؤولاً إتجاه أفعالك وسولوكاتك وعملك وأسرتك و دينك وأفكارك كيفما كانت وثقافتك وعاداتك هذه المسؤولية تضغط عليك لتكون إنساناً صارماً و- كذا إنساناً تنتظره مجموعة من التعليمات التي ليس عليه أن يتركها دون تنفيذ

بل عليك أن تنهي كل تلك التعليمات حتى لا تكون تحت وابل من الإنتقادات السلبية التي قد تؤثر في طبيعة حياتك عليك إنجاز كل أعمالك و حينها يمكنك التصرف بالطريقة التي لا تتجاوز حدود المجتمع المجتمع يفرض عليك أن تكون كما يناسب المجتمع لا كما يناسبك أنت و - هذا هو سب كل الرفض الذي يصدر من خلالنا فعقولنا ترفض أن تكون تحت سلطة و -ضغط المجتمع و -علاقتنا بالمجتمع تؤثر في طريقة ادراكنا للواقع

هل يرفضنا الواقع ؟

إن الواقع هو الواقع و -إن ما تراه في الواقع ليس إلا نتيجة لتلك العلاقة الموجودة بينك وبين الواقع نفسه فإن كانت علاقة رفض فالمجتمع إذن يرفضك و -أنت كذلك ترفض المجتمع إن ما تراه في الواقع ليس إلا علاقتك بالواقع

فكيف يمكنك التحرر من هذا الرفض ؟






إن هذا الرفض إن كان يدل على شيء فهو يدل على تماهيك معه تماهيك وعدم قدرتك على تمييز من تكون وما يكون الواقع لم يعد لك وجود إلا من خلال الأشياء والأحداث والأشخاص والظروف الخارجية بينما أنت تتماهى مع الواقع نفسياً أنت تتماهى مع دوامات نفسية بداخل عقلك تكون نسخة طبق الأصل لما تعيشه في بيئتك

وهذا هو الذي يعطي سلطة للخارج على الداخل وهو نفسه الذي يسلب الإنسان حريته وارادته فهو مرتبط جداً بالواقع الذي يعيش فيه ولا يمكنه التخلي عنه مهما ردد من كلمات وآراء مختلفة فالعقل لديه حساسية كبيرة ويرتبط بسهولة مع كل شيء بداخل البيئة التي يعيش فيها وهذا يعطي لتلك البيئة كل الحرية في التأثير علينا كأفراد بداخلها فإن كانت البيئة غير صحية وغير نظيفة نتأثر كذلك بتلك الصفات وإن كانت بيئة قاسية وظروف ضاغطة فإننا نتأثر بذلك أيضا وهذا الضغط ينشء داخلنا وتلك القسوة تملؤنا فتنتشر فينا نفس الصفات السائدة في ذلك المجتمع بشكل لاواعي

كلما كنا أكثر إرتباطاً بمجتمعنا كلما زادت نسبة هذه الصفات حتى تتكون هوية خاصة بذلك البلد أو تلك البيئة في عقلك أما الرفض فهو نتيجة للعقل فالعقل يرفض بشكل آلي أن يكون هوية معينة

فهو يرفض التغيير الذي تفرضه عليه الهوية التي يمارس من خلالها الحياة يريد العقل أن تكون لديه هوية خاصة به تسمح له بممارسة الحياة لا من خلال أقنعة معينة بل من خلال نفسه إن العقل يريد أن يكون من خلال نفسه يريد أن يكون مايريد لا ماتريد الهوية

يريد أن يعبر عن إختلافه وتميزه و الهوية لا تسمح له بذلك يريد العقل أن يمارس الجمال لا من خلال هوية معينة بل من خلال نفسه يريد أن يعبر عن ما بداخله من سلام و -حرية و- جمال إن العقل الممتلء بالحرية يرى تلك الحرية متجسدةً في الواقع من خلال الأشخاص و -الأحداث و -الظروف

فنحن لا نرى الواقع بل نرى ذاتنا في الواقع و -إذا استطعنا التحرر من أية هوية تسيطر على عقولنا استطعنا أن نرى جمال الواقع أيها المتنور دمت في سلام

إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف