الخوف من الرفض

مرحباً أيها المتنور 

إن هناك أنواعاً كثيرة من المخاوف التي تجعل المرء يعيش مرتبكاً وفي قلق مستمر و لا تسمح هذه المخاوف للشخص الذي يعاني منها أن يعيش بطمأنينة 

و راحة بل تجعل حياته أكثر إضطراباً  

و من بين هذه المخاوف يظهر ذلك الخوف المستمر الذي يجعل الفرد يخاف أن يواجه بالرفض وعدم القبول 

فتتكون لديه أحكاماً مسبقة عن كل ما يجري حوله من أحداث ومواقف و لديه رفضه داخلي للشخاس والبيئة و الظروف التي يعيشها مما يجعله يقاوم كل شيء في الواقع وينغلق على نفسه أكثر 

إن هذا الخوف يجعل الفرد يعيش دخل مساحة ضيقة  ولا يسمح له برؤية الواقع كما هو ويفقد الواقع جماله الخاص وينتزع الجمال من الأشياء والظروف الحياتية علي يعيشها 

فعوض العيش في حالة من الإندماج مع المجتمع والإنفتاح على الفرص والتحديات ينغلق على نفسه   ويفتقد كنتيجة لذلك روح المغامرة والشجاعة التي تنزع منه كل تلك التجليات والفرص و تذهب بها لمكان آخر ولأشخاص آخرين 

و هكذا فإن الخوف من الرفض يجعل الأشياء الجميلة والظروف المناسبة والتجليات الاخرى تبتعد عنك و تختفي عن ادراكك .

و عوض الإمتلاء بالجمال يمتلك عقلك بالرفض و المقاومة 

و هذه المقاومة الداخلية بدورها تجعل الأشياء الخارجية و الأشخاص و الأحداث تبدو كما لو أنها ضدك وهكذا تعيش في دوامة من الرفض لا ندري من يرفضه فيها الآخر أولاً !!

انما تدرك جيداً  أن هناك رفض، و يظهر الرفض في كل شيء حتى لا تكاد ترى شيئاً آخر غيره .

و يصبح الخوف من الرفض سائداً في كل شيء حتى في علاقاتك مع الآخرين و المجتمع و يتجلى بشكل متكرر.

فكيف نستطيع التحرر من هذه المخاوف ؟

إن أي خوف كيفما كان، سببه أفكار معينة أو فكرة معينة تحتفظ بها لنفسك 

و إن الرفض كذلك هو بسبب فكرة معينة عن شيء ما 

فمثلاً من يرفض ثقافة معينة فلأنه يحتفض بأفكار خاطئة عن تلك الثقافة ومن يرفض شخصاً ما في بيئة ما فهو يحتفظ بأفكار خاطئة عن ذلك الشخص أو تصرفاته 

و من يرفض بلداً بأكمله فلأنه كذلك يحتفض بأفكار خاطئة عن ذلك البلد أو لديه أحكام مسبقة عنه 

و من يرفض حياته بالكامل فلأنه يحتفظ بأفكار خاطئة عن معنى الحياة بالنسبة له 

و كذلك الشأن بالنسبة للذي يرفض أحداثاً معينة ويرفض عرقاً ما أو توجها ما

فالافكار الخاطئة عن هذه الأشياء هي التي تحرك خوفك من الرفض وهي نفسها التي تجعلك تشعر بالرفض 

و إذا استطعنا تغيير افكارنا المسبقة عن كل شيء سنجعل تلك الأشياء تتغير 

كما يقول واين داير : غير نظرتك للأشياء تتغير الأشياء 

إن الخوف من الرفض ليس هو إبداء رأيك؛ آراؤك سواء كانت بالإيجاب أو بالنفي ليس إلى وجهة نظرك الخاصة التي لا تتجاوزك 

أما الخوف من الرفض فهو إندفاع يجعلك تتصرف بشكل أعمى ومتجاوزاً  حدود حريتك 

أيها المتنور دمت في حرية