مرحباً أيها المتنور
إن الحياة عبارة عن خيارات متعددة و دائماً تظهر خيارات وفرص في التوقيت المناسب،
و وراء كل أزمة: فرص و خيارات متعددة و وراء كل تجربة قاسية معرفة جديدة،
و إنفتاح على عوالم أخرى و كل باب مسدود يعني أن هناك أبواباً أخرى مفتوحة
وكل شيء قبيح يقابله شيء آخر جميل
و كل حدث غير مطمئن تقابله أحداث كثيرة أكثر جاذبية و ليس هنالك شر مطلق بل دائماً هناك خير مقابل كل شر
و ليس هنالك أزمة مطلقة بل وراء كل أزمة تتولد فرص جديدة وتظهر خيارات متعددة
و إن ما يسمى بأزمة ما هي إلا ولادة لخيارات أكثر قرباً لذاتك وولادة لإدراك جديد أكثر شمولية من ذي قبل
فالإنسان الذي يعتقد بأن الأزمات شيء غير سار، لا ينظر إلا من خلال حواسه المادية و تكون قرائته مادية مبنية على ما يدركه بحواسه
لذلك تكون قرائته غير متفائلة أو ربما تثير في داخله الكثير من الخوف والتعقيدات الاخرى التي لا تسمح له بأن يرى الواقع الحقيقي .
انما يظل حبيس أفكاره تلك ويعيش من خلالها
إن أي فرد يرى الواقع سوداوياً، لا بد من أن أفكاره سوداوية أيضاً و إن أي شخص يحتفظ بأفكار غير مطمئنة عن واقعه سيظل الواقع متجسداً ولن يرى إلا أفكاره
لذلك من الصحي الإنتباه لطبيعة الأفكار التي تحتفظ بها لنفسك و من الصحي إعادة توجيه انتباهك لرؤية سليمة أكثر و نقية أكثر،
حتى تستطيع رؤية الفرص و تسمح لعقلك أن يوسع من خياراته و تكون له القابلية في إستيعاب المزيد من الخيارات الجديدة
إن العقل الذي يرى الأزمات فرصاً ليس عقلا خائفاً يبحث عن من ينقذه أو يبحث عن شي يتكيء عليه
بل العقل الذي يرى كل أزمة فرصة هو عقل يستوعب خيارات كثيرة ولديه صورة شاملة من الأعلى تسمح له برؤية كل شيء عن بعد ولديه مساحة تمكنه من الرؤية الصحيحة للواقع، و يجد نفسه تلقائياً غير متماهي مع الأزمة
لأنه لا يدافع عن أفكار معينة ولا يحتفظ بأفكار بداخل عقله كما أنه لا يتوقع شيئا من الأساس
إنه كان ومازال يعيش في اللحظة الحالية.
و بذلك فهو لا يعيش نفسياً في المستقبل و متحرر هو من الزمن النفسي الذي يجعل العقل يفكر كثيراً في الغذ
و قد تجده مرتبطاً بأشياء و رغبات كثيرة مستقبلية يعتمد للوصول إليها على أشياء وأحداث وربما على أشخاص في واقعه
و لذلك فهو خائف من الأزمة لأنه خائف على مستقبله النفسي الذي صنعه بداخل عقله
و كذلك يحدث بالنسبة للعقل الذي يعيش في الماضي فهو يرى ان الأزمة تجعل المستقبل مبهماً و غير معروف
و لأن العقل يخاف من المجهول فإن الفرد يبحث عن شيء يتكيء عليه
أما المتنور فهو لا يعيش من خلال الزمن النفسي بل هو متحرر منه ولا يخاف من المجهول لأنه لا يعيش في الماضي
إن الأزمة تضرب في الأمل الذي صنعه العقل الزمني و قد تجعل الكثير يفقدون آمالهم للأبد ليس لشيء إلا لأنهم اعتمدوا في آمالهم على الآخرين و على الأشياء و الأحداث الاخرى
بينما الأمل موجود في كل لحظة و في كل اللحظات و هو موجود في المجهول نفسه
أيها المتنور دمت في حرية
إرسال تعليق