مرحباً أيها المتنور
إن الفرد الذي يعيش داخل مجتمع يمر بظروف إقتصادية و سياسية صعبة تؤثر في حياته الشخصية
يكون في حالة من اللاتوزان و اللاإستقرار مما يجعله نفسياً كذلك يمر بحالة من الإرتباك و الخوف الذي يجعله يفكر مراراً و تكراراً في حلول عملية واقعية للخروج من تلك الظروف الصعبة
و هو يريد تغيير هذه الظروف لتصبح أكثر إيجابية و أكثر إستقراراً, تسمح له بالعيش في توازن و إستقرار
إن رغبته في التغيير هذه تواجه بمشكلة نفسية اسمها الخوف من الفشل
لا يستطيع الفرد فيها التفكير بإيجابية و يميل أكثر للشكوى و التذمر
و هذا الخوف من الفشل يولد مزيداً من الضغط بداخله و لا يكاد يرى إلا الجانب المظلم من الحياة
و لا يرى سوى المشاكل و الأزمات و لا يستطيع رؤية نفسه ناجحاً
إن الخوف من الفشل أصله الخوف من المعاناة و كلما كانت المعاناة النفسية أقل كلما كان الخوف من الفشل أضعف
و الذي يسعى لتغيير ظروفه كيفما كانت فهو ليس مستعداً لبذل المجهودات اللازمة و الطاقة الكثيرة من أجل الفشل
انما يريد إنجازاً و نجاحاً مضموناً
و لأن الذي يعيش ظروفاً قاسية و حياةً صعبة يجد نفسه بشكل طبيعي في دوامة من السلبية و دوامة من الأفكار المتشائمة
فإن مشكلة الخوف من الفشل تصبح أكبر و أكثر قوة و لا تترك أياً من قراراته و لا ردات فعله و تصرفاته إلا و تسربت إليها هذه المشكلة النفسية ..
لذلك من البديهي أن يعيش في فوضى نفسية و إجتماعية و مادية كذلك.
الخوف من الفشل يتغذى على المعاناة
و المتنور عليه أن يتحمل كل أشكال المعاناة النفسية و يتقبلها برحابة صدر حتى يستطيع النضج نفسياً و تكون له القدرة في تحمل المعاناة النفسية
بكل اشكالها و حينها لا يسمح للخوف من الفشل بأن يستمر بل ينتهي شيئاً فشيئاً لأن المعاناة التي كان يتغذى عليها انتهت
و إستطاع المتنور أن يتحملها و لم يعد لها وجود
فالخوف من الفشل ينتهي كلما كان الإنسان أكثر نضجاً على المستوى النفسي و كلما تقبل ظروفه كيفما كانت
لأنه في هذا التقبل يمكن أن يفكر بالطريقة الصحيحة و يتصرف بالشكل الصحيح
أيها المتنور دمت في حرية
Post a Comment