مرحبا بك أيها المتنور
إن التأمل هو ممارسة يصل بواسطتها المتأمل لتحفيز قدراته اللاواعية الكامنة في عقله اللاواعي،
فكما هو معلوم، عقل الإنسان ينقسم إلى عقل واعي و آخر لاواعي
1-العقل الواعي : هو ما تستطيع إدراكه و رؤيته و تحليله و مناقشته بشكل واضح و بحضور انتباهك
2-بينما اللاوعي : هو تلك المعتقدات و ردات الفعل و العادات التي لا نناقشها بالمنطق و لا نجادل في صحتها أو زيفها
بل هي بالنسبة لنا مسلمات لا يمكن الشك فيها من الأساس
و من المفارقات العجيبة أن عقلنا اللاواعي هو الذي يتحكم في معظم تصرفاتنا و عاداتنا اليومية و هو المسؤول عن شخصياتنا و صفاتنا الأخرى
و هو بالتالي المسؤول عن نوعية الحياة التي نعيشها
و هذا يمكن ملاحظته في مجتمعاتنا الحالية: البيئات الهشة و الفقيرة تنتج مجتمعاً فقيراً يصعب عليه التأقلم في مجتمع صحي و متوازن
و كذلك الأسرة المتزمتة و المنغلقة على نفسها لا يمكنها أن تنتج أطفالاً متحررين و متوازنين، و المجتمعات المتوزانة تستطيع أن تنجب إنساناً متوازناً و متحضراً
ذلك، لأن أفراد تلك المجتمعات متصلة ببعضها البعض من خلال العقل اللاواعي؛فالمعتقدات و الأفكار تنتقل لاواعياً بين أفراد تلك المجتمعات، و لا يمكن التحرر بسهولة من هذه الأفكار و المعتقدات
و هنا يأتي دور التأمل، و الذي من خلاله يستطيع المتأمل النفاذ إلى عقله اللاواعي ليكشف كل تلك الأفكار السرية و المعتقدات المتراكمة و المعتقدات الجمعية التي تمتص طاقاته الذاتية
و التي تعرقل توازن شاكراته و هالته النورانية .
و مدارس التأمل كثيرة جداً و كل مدرسة لها طريقتها في النفاذ إلى العقل اللاواعي و كشف الأسرار و المعجزات التي تحدث هناك بشكل مستمر
المتنور هو إسم أحد هذه المدارس
المتنور يستخدم أسلوباً في التأمل يجمع بين الروحانية و العقلانية و الواقعية في لوحة جميلة جداً تتميز بكونيتها و جمال تفاصيلها
المتنور ينفذ إلى العقل اللاواعي من خلال 3 أبواب أساسية :
الباب الأول :
ينكشف العقل اللاواعي و يتحرر من مجموعة من الأفكار العشوائية ، ليصبح حقلاً خصباً و نقياً و حياً
هنا نعيد الحياة لذاتنا الكونية ( المتنور يسميها ذاتاً كونية لشموليتها و لأنها أفق مشترك يحمل صفات مشتركة توحد كافة الإنسانية رغم إختلاف ميولاتهم و أفكارهم )
و نستطيع الرؤية من خلال فضاء شاسع يوحدنا مع الإنسانية و يجعلنا نستوعب أن الفكرة لها قدرة على تحويل هذا الفضاء الشاسع الخصب لمكان ذو بعد واحد و دون حياة
خصوصاً إذا كانت هذه الفكرة، فكرة سلبيةً أو فكرة منحرفة و غير سوية فإنها قد تؤدي للفوضى و إلى التدمير الذاتي و تسبب في الكثير من المشاكل النفسية الأخرى
و في سوء تدبير علاقاتك الإجتماعية و الأسرية و غيرها
فكرة واحدة يمكنها التسبب في فوضى عارمة أو يمكنها التسبب في نجاح مذهل و في تغيير حياتك و حياة الأفراد من حولك
هذا الباب يلفت إنتباه المتنور إلى القوة التي تمتلكها الفكرة، و إلى التغيير الذي من الممكن أن يحدث من خلال هذه القوة
و على المتنور أن يتأمل في هذه القوة و يعيد النظر في طبيعة أفكاره و نوعية تفكيره
فالفكرة التي تتبناها هي المسؤولة عن حالتك النفسية الحالية و حالتك الإجتماعية و المادية و هي المسؤولة عن قرارات كثيرة تتخذها أو اتخذتها سابقاً
و هي كذلك المسؤولة عن أخطاء ارتكبتها سالفاً و كذا هي المسؤولة عن نجاحاتك و مهاراتك
لا يمكننا الإستغناء عن الفكرة في نهاية المطاف، لكن يمكننا تغيير طبيعة أفكارنا و إستغلال قوة الفكرة لتخدم تطورنا و نجاحاتنا
الباب الثاني:
فضاء ذاتنا الكونية الخصب يمكنك أن تجسد من خلاله كل ما تبحث عنه
هذا الفضاء لا شيء فيه مستحيل و ما يعتبره الناس معجزة هو شيء طبيعي يحدث بإستمرار بالنسبة لذاتنا الكونية
و ما تبحث عنه في نفسك، يبحث عنك في ذلك الفضاء
و ما تراه مستحيلاً في نفسك، قد تجلى سالفاً في فضاء ذاتك الكونية
و ما تعيشه الآن هو كل ما طلبته من فضاء ذاتك الكونية
ذاتك الكونية هي الجمال بعينه،و هي ذاتك الحقيقية التي غطتها البرمجة اللاواعية عنك
أفكارك،و معتقداتك و فلسفتك تتجلى من حولك، و ما تعيشه هو إسقاط طبق الأصل لفلسفتك في الحياة
هل يمكنك رؤية هذا ؟
هل يمكنك التأمل في هذا و إكتشافه بنفسك ؟
الذي تؤمن به هو نفسه ما يتجلى من حولك، سواء أدركت ذلك أم لا، الحياة معجزة تحدث بإستمرار من حولك
و هناك جانب حي للواقع لا يمكن التغاضي عنه، و هو الجانب الذي يتفاعل مع إيمانك و مسلماتك
و كل شيء يحدث بهذه الطريقة، فالذات الكونية تعكس الجمال إلى حياتك
و تعكس أيضاً مخاوفك و أفكارك الأخرى
هذا الباب يستطيع من خلاله المتنور مشاهدة المعجزة تتحول لشيء معتاد و طبيعي، و يستطيع أن يكون في وسط كل هذا الجمال دون مجهود نفسي مرهق
كما لو أنه يشاهد نفسه بنفسه من خلال مرآة كبيرة تعكس حياته إليه
الباب الثالث : نشوة الوجود
أن تكون دون الحاجة لمعرفة هذا و لا لإثباته، أن ترمي بنفسك في المجهول، أن ترمي بنفسك في العالم، أن تحيا من خلال ذاتك الكونية
و يا لها من نشوة!
الحياة معجزة، ما تعيشه من خلال ذاتك الكونية يتخطى مخاوف العقل و يعكس كل إيمانك، ترى ذاتك متجسدة في الواقع
لا شيء يستحق أن تستبدله بنشوة الحياة هذه، ففي الصمت يرتب العقل نفسه بنفسه، و الفراغ بوابة المعجزات و التجليات
و كل ما تعرفه هو أنك لا تعرف شيئاً
أيها المتنور دمت في جمال
إرسال تعليق