مرحباً أيها المتنور
فلسفة المتنور تؤمن أن كل شيء في مكانه الصحيح، و أن كل حدث تعيشه الآن هو ما تستحقه في هذه اللحظة، و أن طبيعة الحياة التي تختبرها هي شيء يجب أن تعيشه إلى النهاية بحلوه و مره
و أن تتقبل كل أشكال المشاعر التي تنتابك حيال حياتك و أن تستقبل حياتك و قراراتك التي اخترتها بكل رحابة صدر، دون خوف، دون هروب و دون مقاومة
تعيش كل يوم بشره و خيره و تعيش كل علاقة إجتماعية بحلوها و مرها، و تعيش كل أفراحك و أحزانك و معاناتك و مسراتك بتسليم و قبول
الأحداث السيئة التي تعيشها، لا تخف منها و لا تفزع منها، يقول جلال الدين الرومي: لا تجزع من جرحك، وإلا فكيف للنور أن يتسلل إلى باطنك
و كذا الأشياء الإيجابية يعيشها المتنور بكل تسليم و بإنفتاح، دون مقاومة أو رفض
المتنور يعيش كل أشكال الحياة كما لو أنها هدية، عليه أن يكتشفها و هو مستعد نفسياً و منفتح على كل الإحتمالات الاخرى،الحياة بالنسبة للمتنور قصة و شريط سينيمائي يشارك في أحداثه
و لا يتفاعل معها إلا بوعي، الحياة هدية على حد تعبير المتنور و تجلي مباشر لفلسفتك؛ و فلسفة المتنور تؤمن أن الحظ إلى جانبك في جميع الأحوال و لا يمكن أن تتأذى لأنك تحت العناية الإلاهية
و الحماية الإلاهية تعتني بك في جميع أحوالك؛ مادمت لا تؤذي أحداً،و ما دمت لا تلوث البيئة من حولك، لا يمكن لشيء سيء أن يصيبك
المتنور يشاهد نفسه متحرراً من حالته العقلية الحالية ، و يدرك جيداً أن الحظ إلى جانبه دائماً و ما يعيشه يخدمه بشكل غريب
و أن ما تعيشه بكل تفاصيله هو إمتداد للحالة العقلية التي تعيشها، و الحالة العقلية التي تعيشها هي إمتداد مباشر لما تعيشه
و التحرر من الحالة العقلية التي تعيشها هو عملية تستدعي كل طاقاتك الذاتية و تحرير انتباهك من المشتتات الأخرى التي تجعلك متماهياً مع حالتك العقلية
إن العقل المتماهي مع الحالة العقلية التي يعيشها هو عقل تائه أيضاً في حياته الحالية و هو أيضاً أشبه بالشخص الذي إنقلب السحر عليه، و الذي يحاول التحرر من هذا السحر و الجمال عليه أن يستوعب أن الجمال يحدث بشكل مستمر و هو الحالة الطبيعية للوجود
و إعادة الإتصال بهذه الحالة الطبيعية يعني أولاً القدرة على التحرر من السحر الذي يملؤ حياتك بالصخب و اللاتوازن و كل ما يمتص طاقاتك الذاتية، و كل ما يحاول أن يشعرك بالضعف و الجهل و الخوف و الذي يحاول أن ينال منك و ينال من قدرتك على العيش في ذاتك الكونية الطبيعية و في الجمال
أيها المتنور إن الحياة لعبة و هي جمال و معجزة، التي من الممكن أن تحدث فيها ما تريده بكل حرية، و لا تستمع لكل ما يقول عكس هذا الكلام، يكفي أنك تعرف ذلك سالفاً في مكان ما في قلبك و عقلك
يكفي أنك تعرف ذلك بشكل سري؛ أرجو أن لا تعتقد أن هذه مجرد كلمات تطربك أو تحفز خيالك ، بل هذا هو الجمال الذي نتحدث مراراً و تكراراً
و هو نفسه الجمال الذي تعيشه الآن دون أن تدركه أو ربما تدركه من خلال إزار خفيف،
التحرر من كونك مجرد شخص يلعب اللعبة من وراء حجاب، إلى اللعب في وسط اللعبة و في وسط المجهول
اللعب من خلال بوابة الجمال الحقيقية المكشوفة و التي تشاهد فيها نفسك بنفسك !
و لا تسمح لأحد بأن يستهلك طاقاتك الذاتية و أن يؤثر في حياتك سلباً
بل أن تسمح لنفسك بعدم تقبل أفكار الآخرين و نياتهم كما لو أنها الحقيقة، فما يقولونه صحيح بالنسبة لهم فقط، و ما تؤمن به صحيح بالنسبة لك أنت
و هم ليسوا أنت و أنت لست هم ! و عليك تذكر هذا في كل مرة
الأفكار معدية، و عقولنا حساسة بشكل كبير لهذه الأفكار، لذلك لا يهم ما يقال خصوصاً إذا كان سلبياً و لا أهمية أو قيمة حقيقية له بالنسبة لك
أنت فراغ بالنسبة للسلبية و فراغ بالنسبة للجهل و فراغ بالنسبة للمشاكل التي يصنعونها سواء في البيئة غير المتوزانة أو في وسائل الإعلام
و غير مبالٍ بكل تلك الأشياء التي ترهق عقول الناس دون أن يدركوا ذلك
إن المتنور غير مبالٍ بالتهديدات و غير مبالٍ بالمشاكل و التعقيدات التي يصنعها العقل المنطقي الصارم
هناك نوعان من الناس:
النوع الأول
يختار أن يعيش في الجمال و يختار الوعي بطبيعة الحياة التي يعيشها و يميل إلى العيش من خلال روحه، من خلال ذاته الكونية و هو سيد قدره و يوجه نفسه بنفسه
و لا يسمح كذلك لنفسه أن تتأذى بكلام الآخرين و بأفكارهم و بنياتهم و بطريقة تفكيرهم، و بالفلسفة التي يتبناها الناس من حوله خصوصاً إذا كانت عشوائية .
النوع الثاني
ينقلب السحر عليه و لا يستطيع أن يكون سيد قدره بل يعيش غير مدركٍ لطبيعة ما يعيشه و غير مدرك لحالته الروحية و لا لفلسفته و لا لقوة أفكاره، يعيش دون وعي
و دون أن تكون لديه القدرة في التحرر من الأفكار التي تتملك عقله و لا من المشتتات الاخرى و لا من الروتين الذي يعيش فيه، و هو غير قادر على ذلك .
الجمال أن تدرك أن حياتك عبارة عن معجزة و عن لوحة جميلة جداً ترسم نفسها بنفسها
أيها المتنور دمت في جمال
سلام ومحبة لك ياصديقي محمد أنجار ، موضوع جميل جداً
ReplyDelete