مرحباً أيها المتنور
القرار الذي تتخذه هو قرار يؤثر على خط حياتك بالكامل و يؤثر في سير الأحداث في حياتك بل و يؤثر في طبيعة قدرك بالكامل و في تفاصيله أيضاً، و يجعلك أنت أيضاً كشخص تتغير بالكامل، كما لو أنك قطعة دومينو تتأثر بأجزائها، و تحريك جزء واحد يعني تحريك الكل و تغيير كل القطعة، لذلك عليك كفرد أن تكون مستوعباً لهذه المسألة، و تكون مستعد نفسياً لهذه التغييرات التي تطرأ على شخصيتك، بشكل ناضج، فالقرار الذي تتخذه في حياتك ما هو إلا إعلان على تحريك خط حياتك إلى وجهة تناسبك أكثر و تعكس توجهاتك الحقيقية، و هذا بطبيعة الحال له انعكاسات مهمة على شخصيتك و على حالتك النفسية، كما أنه يعني تغييراً كبيراً في اهتماماتك و انتباهك و كذا على حالة وعيك بالكامل
الإنسان الذي يؤمن بهذا لا يعتمد على الأفكار و الذكريات الموجودة في عقله العاطفي من أجل تغيير حياته للأفضل أو من أجل الوصول للسعادة
العقل العاطفي يميل بشكل آلي لإستذكار الماضي ، و يعمل على تكراره على عقولنا ليجد فيها شيئاً يغذيه معنوياً
نتيجة هذا يكون الإرتباط و الكسل و التراخي و التماطل و الإتكاء على الآخرين و الشعور بعدم الثقة و غيره
العقل العاطفي يستذكر كل الأحداث و العلاقات و المناقشات و الأفكار و كل ما سمعناه و أدركناه، من أجل السعادة المعنوية
إنه يستذكر فقط ما هو خارجي و الأشياء الخارجية التي أمدتنا بشيء معنوي (الأخذ) و ليس السعادة التي قدمناها للآخرين و الموجودة في الإنجاز و النجاح و التعلم و الإبداع
علينا موازنة الطاقة بداخلنا، علينا أن نقدم شيئاً للخارج أو للبيئة التي نعيش فيها، عوض الإقتيات طاقياً منها ( الأخذ فقط )
علينا إعطاء الطاقة لمن حولنا، الطاقة التي نستطيع تقديمها؛ أن نعطي و أن نقدم و ننجز من أجل العطاء
لأن العطاء هو نوع من الشكر و تعبير عن إيمانك بالخوارق و المعجزات و عن إيمانك بالقوانين الكونية، فالذي يعطي يؤمن أن لا شيء أبداً يضيع من كل ما قدمه كيفما كان و أياً كان، و طاقاتك تظهر بشكل آخر أو على هيئة أخرى، و لا يمكن لأي مجهود من مجهوداتك أن يضيع هكذا في الفراغ !
بل مجهوداتك و أعمالك و أفكارك و كل ما قدمته بشكل معنوى أو مادي يظهر بثياب أخرى و بالشكل الذي يناسب تقدمك و تطورك و مستوى وعيك
لذلك ايمانك بالقوانين الكونية لا يحتاج أي إثبات عقلي أو أية تبريرات أخرى، عليك التعبير عن ايمانك هذا بكل وضوح دون خوف أو مزايدات
ايمانك ليس إلا تعبيراً عن إتحادك بالذات الكونية أو الذات الطبيعية و لو لم تكن تراها
مارس ايمانك هذا بكامل وعيك، فقراراتك و نواياك و مجهوداتك و أفكارك و فلسفتك و كل ما عبرت عنه قولاً أو فعلاً، ينعكس مجدداً إلى عالمك و يؤثر في قدرك بالكامل و على شخصيتك سواء أدركت ذلك أم لا، لذلك لا يمكنك أن تعتمد أو ترتبط بأي شيء في قدرك أو في عالمك كيفما كان لأنه يتأثر بنياتك و مجهوداتك و قراراتك، و قد يكون ارتباطك هذا عائقاً أمام التغيير الذي يجب أن يكون،
لأنه يؤثر هو أيضاً في سير الأحداث في عالمك و يؤثر بشكل مباشر في طبيعة ما تعيشه، لذلك فك الإرتباط بالاشياء الموجودة في عالمك هو ضرورة من أجل السماح لعالمك بالتجدد و التغير وفق ما يناسب مستوى وعيك
أيها المتنور دمت في سلام
إرسال تعليق