مرحباً أيها المتنور
إيمانك حرية من العقل العاطفي المرتبط بكل شيء يكدر مزاجك و أحاسيسك، الإيمان هو تحرر كامل من الإنتماء و التعاطف الآلي الذي يرهق وعينا
الإيمان لاشيء بالنسبة لفكرنا، الإيمان هو ممارسة للجمال و يعني أيضاً السماح للقدر بأن يعبر عن نفسه بخيره و شره
الإيمان أن نعي أن كل شيء في قدرنا يتأثر بما نختاره في كل لحظة أو بما نختار عيشه في هذه اللحظة بالذات، فهذه اللحظة تؤثر في جميع اللحظات الأخرى التي هي بدورها تؤثر في ما هو آت
و هكذا فإن الذي نختار عيشه في هذه اللحظة يؤثر في طبيعة ما نعيشه هذا اليوم و هذه السنة أو في هذه المرحلة من العمر، و ما نختار التفكير فيه في هذه اللحظة يؤثر في تفكيرنا في اللحظة القادمة،
ما نختاره في كل لحظة و ما نهتم به في كل لحظة يشكل وعينا و قدرنا، لذلك فهذه اللحظة ثمينة جداً.
لا يجب على المرء أن ينتبه و يتفاعل مع أية فكرة أو موضوع كيفما كان،بل علينا إختيار ما ننتبه له في كل مرة حتى نستطيع توجيه أنفسنا لما يناسب حالة وعينا و يناسب مستوى تطلعاتنا
إذا كنت تتطلع لعيش شيء رائع و سلس و بسيط و مفرح، فعليك أن تنتبه لنوعية أفكارك و لطبيعة ما تهتم به و تميل له في كل لحظة، لتستطيع توجيه قدرك بالكامل ليكون بسيطاً و سلساً و مفرحاً
ماذا يريد العقل ؟
يدفعك دون إذن منك إلى الفهم و البحث عن شيء تفتقده و يدفعك آلياً إلى التعاطف و التماهي مع الإغراءات الخارجية
فالذي يتعاطف يفقد ذاته في الذي تعاطف معه،و الذي يبحث عن المتعة فقط، يتيه في تلك المتعة
و الذي يبحث عن ذاته في الأفكار يبتعد عنها. و المفقود بالنسبة لعقلك هو روحك
روحك التي لا يمكن ملامستها من خلال الفكر،بل أنت هو روحك و روحك هي أنت
و هذا لا يحتاج إثباتاً بل إيماناً و تذكراً
أن تتذكر يعني أن تعيد الإتصال بذاتك الحقيقية المفعمة بالحيوية أو بذاتك الطبيعية الأولى البريئة التي تأثرت بأفكار و ضغوطات أرهقتها
أن تعيد إحياء ذاتك الطبيعية البريئة من خلال استدعائها مجدداً بواسطة ما كنت تستدعيه بها من قبل، من خلال ما كانت تؤمن به
ذاتك الطبيعية الأولى (روحك) و التعاطف و الإغراءات الخارجية الأخرى كلها موجودة في هذه اللحظة الحالية و أنت الذي يختار ما تريده فعلياً و كيف تريد أن تكون عليه لحظاتك القادمة
أن تعيش بمعاناة و من خلال قصة نسجها عقلك أو تضغط على نفسك لتكسب السباق الوهمي الموجود في الخارج، أو تبحث عن شيء لا تعرفه أو تريد الوصول لشيء لا تستوعبه الآن
أو أنك تائه في عالم نسجه عقلك، أو أنك لا تستطيع فهم أي شيء بعد الآن ( عالق في اللامعنى )
أو أنك تحاول تعلم شيء يعرفه أحدهم، أو تحاول تعلم مهارة ما أو طقوساً ما، كل هذا و غيره موجود كإحتمال في هذه اللحظة بالذات و أنت من يختار
المهم أن لا تربط ذاتك الطبيعية بالزمن أو بقصة ما أو بشيء تحاول بلوغه، بل ذاتك الطبيعية هي في هذه اللحظة و عليك أن تستدعيها إلى كل لحظاتك
كيف تستدعيها ؟
لا تفعل شيئاً على المستوى النفسي و لا تقاوم شيئاً، بل دع عقلك في كل لحظة يصحح و يرتب نفسه بنفسه حتى ترى أنه حين يرتب العقل نفسه بنفسه تظهر حالتك الطبيعية المرتبة
فالمهم هو أن تسمح لعقلك بأن يرتب نفسه بنفسه من خلال إحداث حالة من اللامقاومة و اللاتفاعل (أو حالة من نسيان الذات) و ذلك بشكل واعي، حتى تسمح للعقل بأن يرتب نفسه
و ما أن يرتب العقل نفسه بنفسه، إلا و تنتهي الفوضى النفسية و تستطيع أن تكون في حالتك الطبيعية أو تظهر ذاتك الطبيعية .
أيها المتنور دمت في حرية
إرسال تعليق