مرحباً أيها المتنور
إن السؤال المناسب الذي يجب أن نهتم له و نعطيه من طاقاتنا ليس هو ما الذي تحس به، بل السؤال المناسب هو ما الذي تنتبه له ؟
فالسؤال ما الذي تحسه ؟ يجعل المرء تلقائياً منتبهاً لأحاسيسه و يبحث عن أحاسيس عالية في كل مرة يفقد فيها تلك المشاعر
و هذا يجعل المرء يكون حالة عقلية مشتتة للإنتباه، تجعله دائم التشتت و غير متوازن و غير ناضج بما فيه الكفاية .
فيحكم مسبقاً على الأشياء و الأشخاص من حوله، و الأحداث التي تقع في حياته و يدلي بآرائه و استنتاجاته بشكل استباقي، كما أنه دائم الشعور بالحزن و القلق، و يشعر بالشفقة على نفسه بشكل مستمر
و هذا يدل على أن هذه الحالة العقلية دائمة الإحتياج للمشاعر و الأحاسيس بشكل مبالغ و ادماني .
و التحرر من هذه الحالة العقلية يكون بسؤال واحد، تعطيه من كل اهتمامك و طاقاتك الذاتية و هو :
ما الذي تنتبه له ؟
هل تنتبه كثيراً لأحاسيسك على حساب اهتماماتك الأخرى ؟ و هل تنتبه للمشاعر التي يعطيها الآخرون لك ؟
أم هل تنتبه للحياة التي تصنعونها ؟
هل تنتبه لطبيعة الأحاسيس التي تمدها لك الأحداث ؟ أم هل تنتبه لرد فعلك إتجاه هذه الأحاسيس ؟
إن انتباهك لوحده دون إصدار أي أحكام و دون الإهتمام بالمشاعر و الأحاسيس التي تطغى عليك، و دون استنتاجات و دون الإدلاء برأي شخصي
انتباهك هذا لوحده كافي و يسمح لمساحة جديدة من الوعي بالظهور؛ بحر من الوعي يسمح لك تلقائياً بمحبة قدرك و محبة الظروف من حولك، كما لو أنك تكتشف شيئاً جديداً لم تكن لتتوقعه بنفس الحالة العقلية المشتتة للإنتباه
إن انتباهك فقط دون الحاجة لأية مشتتات أخرى و دون البحث المبالغ عن المشاعر و الأحاسيس الخارجية كافي لجعلك تكتشف هذه المحبة .
أيها المتنور دمت في حرية
إرسال تعليق