مرحباً أيها المتنور(ة)
أن تخترق قيمك الذاتية من أجل رغباتك أو من أجل المتعة هو شيء يفقدك روحك و يفقدك جمال الحياة
و هل بإمكانك إسترجاع روحك بعد ذلك ؟
يمكن أن تجيب عن هذا السؤال، إذا أجبت عن هذه الأسئلة :
هل يمكنك إسترجاع حيوية روحك ؟ أو هل يمكنك تحرير روحك من كل تلك القيود ؟ أو هل تستطيع تكثيف جهودك من أجل ذلك ؟ هل يمكنك تحمل آلام ذلك ؟
الأمر صعب و شاق و ليس بالأمر الهين، و على المرء أن يفكر مراراً و تكراراً قبل أي إختراق لقيمه الذاتية .
عليك أن تعرف ما الذي تفعله و لما تفعل ما تفعله، لأن النية هي أبلغ شيء ممكن و قد تجعلك تعيش في أشياء أو ظروف لم تكن تتوقعها، و على هذا الأساس على نيتك أو نياتك أن تتوافق و قيمك الذاتية
و إلا فإن الظروف التي ستعيشها أو القدر الذي ستعيشه قد يكون لعنة أو كوابيس تلاحقك .
اللامقاومة و اللامعنى و اللا ارتباط عوض المقاومة النفسية المستمرة و البحث عن المعنى المستمر و الإرتباط بالأشياء
تقبل اللامقاومة النفسية كمسلمة و كذلك الكف عن الاستنتاجات المستمرة و توقف عن القابلية للإرتباط و التعلق العاطفي
لأن هذه الأشياء الثلاثة لا تسمح للعقل بأن يتيه و يفقد ذاته و لا أن يخترق قيمه الذاتية، بل تجعله يستجمع حريته و يزكي قيمه الذاتية
المقاومة النفسية للواقع ما هي إلا نتيجة التماهي مع الواقع و كذلك الإرتباط و التعلق العاطفي،
فالإرتباط بالبيئة الخارجية يجعل العقل يتيه فيها معتقداً أن الخلاص موجود من خلالها
و يفقد تماماً ذلك السكون المتين و يفقد الشعور بذاته و يكون هناك تماهي مع البيئة الخارجية و تماهي مع الزمن و الجسد
و إذا حصل هذا التماهي مع البيئة الخارجية و الزمن فإن الفرد يؤجل سلامة الداخلي و سكونه إلى حين حدوث تغيير معين في البيئة الخارجية
أو إلى حين حصوله على شيء معين،
و هكذا شيئاً فشيئاً يفقد توازنه و يرتبط نفسياً بالبيئة التي يعيش فيها فيصبح نفسياً هو و البيئة واحد .
يتعامل الفرد بالزمن كوسيلة للوصول لهذه القيم
فيعتقد بأنه بحلول الشهر القادم سيكون أكثر تنوراً و سكوناً و تحرراً
أو بحلول السنة القادمة يمكنه حينها تحقيق ما يصبو إليه، و غيرها من الشروط التي يضعها العقل معتمداً في ذلك على الزمن و البيئة التي يعيش فيها
و قد يربط تنوره و تحرره بالتجارب الحياتية المختلفة و بالظروف التي يعيشها و بمستواه الإجتماعي و غيرها
في حين أن التنور ليس شيئاً من هذه الأشياء و لا يرتكز على أيٍ منها
البيئة تعمل على تحفيز نوع من التفكير المرهق للنفس و الذي يسبب توتراً نفسياً
هذا التوتر يفقدنا تماماً حالة السكون الداخلي و يجعلنا مندفعين أكثر نحو الواقع
و إنه باستطاعتنا التحرر من هذا التوتر و الرجوع للسكون الداخلي من خلال كسر تلك التوافقات مع البيئة و أن لا نجعل البيئة و عناصر البيئة
تؤثر في سكوننا الداخلي و علينا تنبيه أنفسنا في كل مرة و نتذكر هذه المعلومة بشكل مستمر حتى يتسنى لنا التفكير بشكل صحي واعي لا توتر و لا مقاومة فيه، بل تفكيراً صارماً لا مكان فيه للتردد و الشك
تفكيراً مبنياً على الإيمان بأن جوهر الحياة خير و أن العدل الإلاهي يتولى كل شيء، و أن تصوراتنا و نياتنا و مجهوداتنا تظهر و لو بعد حين .
أيها المتنور دمت في حرية
إرسال تعليق