كابوس إختراق قيمك الذاتية

مواضيع مفضلة

الثلاثاء، 8 فبراير 2022

كابوس إختراق قيمك الذاتية

 


مرحباً أيها المتنور(ة)


أن تخترق   قيمك الذاتية  من أجل رغباتك أو من أجل المتعة هو شيء يفقدك روحك و يفقدك جمال الحياة 


و هل بإمكانك إسترجاع روحك بعد ذلك ؟ 

يمكن أن تجيب عن هذا  السؤال، إذا أجبت عن هذه الأسئلة : 

هل يمكنك إسترجاع حيوية روحك ؟ أو هل يمكنك تحرير روحك  من كل تلك القيود ؟ أو هل تستطيع تكثيف جهودك من أجل ذلك ؟ هل يمكنك تحمل آلام ذلك ؟ 


الأمر صعب و شاق و ليس بالأمر الهين، و على المرء أن يفكر مراراً و تكراراً قبل أي إختراق لقيمه الذاتية .

عليك أن تعرف ما الذي تفعله و لما تفعل ما تفعله، لأن النية هي أبلغ شيء ممكن و قد تجعلك تعيش في أشياء أو ظروف لم تكن تتوقعها، و على هذا الأساس على نيتك أو نياتك أن تتوافق و قيمك الذاتية 

و إلا فإن الظروف التي ستعيشها أو القدر الذي ستعيشه قد يكون لعنة أو كوابيس تلاحقك .


اللامقاومة و اللامعنى و اللا ارتباط  عوض المقاومة النفسية المستمرة و البحث عن المعنى المستمر و الإرتباط بالأشياء 

تقبل اللامقاومة النفسية كمسلمة و كذلك الكف عن الاستنتاجات المستمرة و توقف عن  القابلية للإرتباط و التعلق العاطفي  

 لأن هذه الأشياء الثلاثة لا تسمح للعقل بأن يتيه و يفقد ذاته و لا أن يخترق قيمه الذاتية، بل تجعله يستجمع حريته و يزكي قيمه الذاتية 


 

المقاومة النفسية للواقع ما هي إلا نتيجة التماهي مع الواقع و كذلك الإرتباط و التعلق العاطفي، 

فالإرتباط بالبيئة الخارجية يجعل العقل يتيه فيها معتقداً أن الخلاص موجود من خلالها 
و يفقد تماماً ذلك السكون المتين و يفقد الشعور بذاته و يكون هناك تماهي مع البيئة الخارجية و تماهي مع الزمن و الجسد 
و إذا حصل هذا التماهي مع البيئة الخارجية و الزمن  فإن الفرد يؤجل سلامة الداخلي و سكونه إلى حين حدوث تغيير معين في البيئة الخارجية 
أو إلى حين حصوله على شيء معين،

و هكذا شيئاً فشيئاً يفقد توازنه و يرتبط نفسياً بالبيئة التي يعيش فيها فيصبح نفسياً هو و البيئة  واحد . 


 يتعامل الفرد بالزمن كوسيلة للوصول لهذه القيم 
فيعتقد بأنه بحلول الشهر القادم سيكون أكثر تنوراً و سكوناً و تحرراً 
أو بحلول السنة  القادمة  يمكنه حينها تحقيق ما يصبو إليه، و غيرها من الشروط التي يضعها العقل معتمداً في ذلك على الزمن و البيئة التي يعيش فيها 

و قد يربط تنوره و  تحرره بالتجارب الحياتية  المختلفة و بالظروف التي يعيشها و بمستواه الإجتماعي و غيرها 

في حين أن التنور ليس شيئاً من هذه الأشياء و لا يرتكز على أيٍ منها 


 البيئة تعمل على تحفيز نوع من التفكير المرهق للنفس و الذي يسبب توتراً نفسياً 
هذا التوتر يفقدنا تماماً حالة السكون الداخلي و يجعلنا مندفعين أكثر نحو الواقع 

و إنه باستطاعتنا التحرر من هذا التوتر و الرجوع للسكون الداخلي من خلال كسر تلك التوافقات مع البيئة و أن لا نجعل البيئة و عناصر البيئة 
تؤثر في سكوننا الداخلي و علينا تنبيه أنفسنا في كل مرة و نتذكر  هذه المعلومة بشكل مستمر حتى يتسنى لنا التفكير بشكل صحي واعي  لا توتر و لا مقاومة فيه، بل تفكيراً صارماً لا مكان فيه للتردد و الشك 
تفكيراً مبنياً على الإيمان بأن جوهر الحياة خير و أن العدل الإلاهي يتولى كل شيء، و أن تصوراتنا و نياتنا و مجهوداتنا تظهر و لو بعد حين .

أيها المتنور دمت في حرية 



إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف