هكذا يكون التخلي

مرحباً أيها المتنور   

غالبًا ما يتصور الكثير من الناس  أن التخلي هو تخلي عن الحياة المادية الملموسة و هو دعوة لأن  نكون  رهبانًا  يتأملون على قمم الجبال ،  بعيدًا عن فوضى الحياة واهتمامات الناس العاديين.

يعتقدون   أنها تخلي عن  مسؤولياتهم،أو  الذهاب  و العيش في مكان ما، بعيداً عن الناس .

معظمنا غير مدعو لعيش مثل هذه الحياة ، وبالتأكيد لسنا مضطرين لذلك .

 يمكننا إيجاد طرق لترك الأمور تسير بينما نبقى في حياتنا العادية.

لا نحتاج إلى التبرع بكل أموالنا .

لا نحتاج إلى بيع منزلنا وملابسنا وسيارتنا وممتلكاتنا الأخرى .

 ولا نحتاج إلى إخبار أساتذتنا بأننا نترك الجامعة .

يمكننا الاستمرار في العيش في العالم المادي بعقلية التخلي و عدم  التعلق.

مثلاً في علاقاتك الإجتماعية :

عليك أن لا ترتبط بصور الناس الثابثة، و أن تستطيع اعطائهم الحرية للتصرف بالشكل الذي يناسبهم في حدود المعقول،

 و إذا لم تكن لديك القدرة على التخلي، فإنك تشعر بالقلق من التغيرات المستمرة التي تحدث حول دائرة علاقاتك 

سواء أكان ذلك بوعي أم لا ، فإنك تقاوم الأشياء الجديدة التي تظهر في حياتك ،

 وهذه مشكلة شائعة تتعلق بالارتباط .  ، تكون مرتبطًا بصور ثابتة غير حقيقية و غير قابلة   للتغيير والنمو،

 ترتبط  بنسخ سابقة، أو ربما نسخ مثالية للحياة ، بدلاً من التي تعيشها  الآن.

 يمكنك التخلي عن هذه الصور الجامدة في كل لحظة 

وهذا لا يحتاج لإتخاذ موقف بالإبتعاد الكلي عن الحياة من حولك، و لا بالإنصراف إلى مكان ما ،

بل هو مجرد  تحول طفيف في طريقة التفكير  تساعدك على تقدير واقعك الحالي .

إذا كان بإمكانك التخلي عن الأفكار والصور المثالية التي تحملها بداخلك  ، يمكنك الاستمتاع بشكل كامل بالطريقة التي تسير بها الأشياء،

ومع مرور الوقت ،  تبدأ في تقدير التغييرات والأشياء الجديدة  التي تحدث باستمرار في عالمك،بل  وتتقبل عدم ثبات   شكل  واحد فقط من أشكال الحياة.

دمت في سلام