من الإنتباه للأخطاء إلى الإنتباه للذات الكونية
سلاماً و حرية
أيها القاريء الكريم
إن العقل الذي يدرك الأخطاء و المشاكل بكثرة في الواقع، و الذي ينتبه كثيراً بصورة مبالغ فيها للأخطاء سواءاً لأخطاء الناس
أو لأخطاء المجتمع أو لمشاكلهم و مشاكل الأسرة و مشاكل الأبناء و مشاكل العائلة و مشاكل البلد و غيرها من المشاكل
يوجه عقله الإنساني لإدراك الأخطاء و المشاكل فقط .
و هو عقل يدافع عن حقه في أن يكون في ظروف تناسبه و يكون واقعه مناسباً و يكون بلده في احسن حال و أسرته في سعادة
و هذا شيء جميل و رائع ينبع من دافع سليم و صحي .
فمن حقنا جميعاً أن نعيش في ظروف نستحقها و في بلد آمن يعكس الأرض التي ولدنا فيها و في إحترام وود
إلا أن العقل الذي يحاول أن يوفر ظروف آمنة و بلد محترم معاصر و يعيش مع شعب متحضر لا يجب أن ينتبه للأخطاء و المشاكل
ربما تتسائل آه ! إذن كيف يمكننا أن نتطور إذن إذا لم ندرك أخطائنا و سعينا لتصحيحها .
المسألة تبدو غريبة جداً ! لكن الحقيقة هي أنه لا يمكننا تغيير البلد و الشعوب و الأسرة و المجتمع
الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله هو تغيير أنفسنا، و إذا استطعنا تغيير عقليتنا فإنه بشكل لاواعي اؤثر في الآخرين من حولي
و اؤثر في الوعي الجمعي الإنساني بشكل لاواعي .
لذلك العقل الذي ينتبه للأخطاء و المشاكل لا يفعل شيء، سوى أنه يعيد إستهلاك ما تم إنتاجه سالفاً
يمكنني تقديم شيء عظيم للإنسانية حين أغير طريقة إدراكي للواقع و حين اتخلى عن عقليتي القديمة و معتقداتي القديمة
و التخلي عن الإنتباه للمشاكل و الأخطاء هو تخلي عن أكبر عائق أمام ذاتك الطبيعية و الذي يقف حاجزاً أمام إحساسك بالسلام الداخلي
فالإنتباه هو كل المسألة! إلى أين توجه انتباهك ؟ إذا كان انتباهك موجهاً إلى المشاكل فتلقائياً ستجد نفسك تسبح في محيط من المشاكل
و إذا انتبهت للسلام و الحرية ففي أضعف الحالات ستلامس شيئاً من السلام و الحرية
وفي كل مرة تجد نفسك غارقاً في الإنتباه للمشاكل و الأخطاء سواء اخطائك أو مشاكلك الشخصية أو أخطاء الآخرين اتجاهك أو مشاكلك مع الآخرين
فحاول أن تعيد الإنتباه لذاتك الكونية من خلال الإنتباه لجسدك أو نبضات قلبك أو أنفاسك حتى تنسحب بأنتباهك من المشاكل .
و حين تنسحب من المشاكل فوراً تجد نفسك أمام حقل هائل من الطاقة و التدفق الذي يحسن حالتك النفسية و هذه هي الحرية .
عزيزي القاريء الحرية و السلام .
إرسال تعليق