الإنفصال عن معتقد القومية و الأمة الواحدة
مرحبا عزيزي القارئ
شمال إفريقيا و الشرق الأوسط هي مناطق في العالم كان لها تاريخ مشترك و هوية مشتركة،
الا أن هذه الهوية ضعفت و إنتهت بشكل رسمي فقط الذي بقي حيا في هده الهوية المشتركة هي اللغة بشكل جزئي
و الدين من جهة أخرى. الا أن اللغة و الدين لا يحرران و لا يقيمان حضارة أو ينشئان إنسانا طبيعيا كونيا إلا اذا كان الخطاب الديني قائما على السلام
و الحرية و المحبة.
وكذلك لن يتحرر العرب ما لم يتخلو عن هويتهم المشتركة و يتحرروا من إرتباطهم المرضي المبالغ فيه بالماضي،
و يتخلى كل إنسان عربي عن فكرة الأمة الواحدة و فكرة القومية العربية، و تكون له الشجاعة في التخلي و الإنسحاب بشكل كامل
من النقاشات السياسية حول المنطقة العربية لأنها نقاشات تلوث العقل العربي،
و تكون لكل بلد من هذه المنطقة الشجاعة الكافية لإحياء هوية جديدة أكثر عمقا من الهوية الحالية،
القائمة على أن شمال إفريقيا و الشرق الأوسط بلد واحد و هوية مشتركة و مصير واحد،
و التركيز على الهويات الأكثر عمقا القائمة على الإختلاف و التي تحترم الإنسان و تقدسه،
و تقدير السلام و المحبة و الحرية و الجمال.
عزيزي المستمع، شمال إفريقيا و الشرق الأوسط يعانيان من مرض نفسي إسمه التوهم، و ما يتم ترويجه لإنسان شمال افريقيا
و الشرق الأوسط هو الوهم، فما يعيشه هؤلاء الناس في عقولهم يختلف بشكل كامل عن واقعهم
و عقولهم تعتقد بأن الماضي سيعود، بينما الواقع يؤكد بأن اليوم مختلف بشكل كامل عن الأمس و أن الغذ أكيد هو يختلف بشكل كامل عن الأمس و اليوم.
فعقل الإنسان العربي مرتبك وفي صراع مستمر.
و هذا يولد ألماً كبيرا و يولد مجتمعا غير سوي، لأن العقل العربي مصر بشكل لا يصدق على الماضي،
بل هو متشبت و مؤمن بشكل جنوني بالأمة الواحدة و المصير الواحد و القضايا المشتركة و مرتبط بهذه التشاركية و الأخوة و القومية،
و هذا مخيف و يؤدي لمزيد من الصراعات و مزيد من الحروب و مزيد من الكراهية.
بينما الحل يبدأ في التخلي عن هذه المفاهيم المغلوطة عن الوحدة و القومية و العروبة و غيرها من المفاهيم التي تتناقظ
و روح الإنسانية القائمة على السلام والحرية و ليس على العروبة و الأخوة.
عزيزي القارئ دمت في حرية و السلام
Post a Comment