عملية الإتحاد متقدمة جداً

مواضيع مفضلة

Friday, March 8, 2019

عملية الإتحاد متقدمة جداً

عملية  الإتحاد متقدمة جداً 

سلاماً و حرية                                                                 
                                                                                   
مرحباً أيها المتنور 

إن الإتحاد  عملية متقدمة جداً يقوم بها العقل البشري،فهي تزاوج من جهة أو إتحاد بين وعيين  و جسدين إثنين 
و في هذا الإتحاد  يكون تزاوج  بين وعيين و جسدين و روحين، و ليس أبداً بين  نفسين (طريقة التفكير)

فالإتحاد لا يكون في الجانب النفسي و إلا سيصبح مجرد كذبة و توهم عقلي،بل الإتحاد عملية مرهقة للنفس 
و النفس الانسانية في الأساس  تندفع من أجل غاية واحدة هي  الإتحاد؛ الإتحاد بالذات الكونية
أو الإتصال بكل شيء أو شخص أو حدث أو بيئة تلامس الكونية و تلامس المحبة و الحرية و السلام  و الجمال أو على أقل تقدير تقود إليه 

لذلك مهما كان ما نعيشه في الواقع، فهو في نهاية المطاف و بالنسبة للإنسان الواعي يقود إلى الإتحاد بالذات الكونية 

و الإنسان المتنور الذي يحاول أن يتحد بذاته الكونية و رغم أنه يعيش في واقع يملؤه الجهل و غير متحضر 
تنعكس ذاته الكونية في أحداث معينة أو في  أشخاص معينين و بيئات معينة أو من خلال أشياء غير متوقعة 
و هو في نفس الوقت  يفقد وجوده بشكل كامل في تلك الأحداث أو مع أولئك الأشخاص و في تلك البيئات
و يحس بنوع من الحيرة و الخوف و يمر بفترات من غياب الوعي خصوصاً إذا كان يعيش  في بيئة غير متحضرة 

و المتنور الذي يحاول الإتحاد وهو  يوجد في  بيئة ما  أو في مجتمع ما 
 يفقد وجوده فعلياً في الآخرين و في الأحداث التي تعاش في تلك البيئة التي يتواجد فيها 

 فالمتنور و حين يسعى للإتحاد بذاته الكونية عليه أن يدرك و يميز البيئة التي يعيش فيها 
هل هي بيئة متحضرة أم بيئة رجعية  ؟ 
فإن كانت بيئة متحضرة فليس هناك أي مشكل بقدر المشاكل الموجودة في البيئة الرجعية التي من الممكن أن تعرقل نفسيتك 
و التي تعمل على فصلك عن هويتك الكونية بأي طريقة ممكنة و الحلول دون اتحادك بمن تكون 

و النفس البشرية تتعاطف بشكل لا يصدق، فهي تعتقد أننا واحد... بينما -نحن كائن واحد- حقيقة و ليست معتقد 
و هناك فرق هائل و مساحة كبيرة جداً جداً  بين الإعتقاد و الحقيقة .
الحقيقة ليست معتقد، و الذي يعتقد  يبحث عن ذاته و يرتبط و يندفع و الأكثر من ذلك يتعاطف 
و هو في هذه العاطفة يمتليء بالآخر أو بالأشياء الخارجية   و يمتليء بروح الآخر أو بروح الأشياء الخارجية   الذي يسد نسبياً حاجته الطبيعية للإتحاد بذاته الكونية 
و الإتحاد بمن يكون  .. و يضل العقل البشري حبيس هذا التعاطف و لا يكاد يستطيع الخروج منه أو التحرر منه و هو عاجز عن ذلك تماماً 

و الحاجة التي تجعله حبيس التعاطف هي الطاقة التي يصرفها في الإعتقاد بينما يمكنه أن يوقف هذا العبث و الفوضوية من خلال تحريره لعملية  الإعتقاد 

 فالوعي بالإعتقاد يجعله ينفصل عن الآلية أو البرمجة القديمة التي كان يعتمدها العقل و بالتالي يحرره من التعاطف الذي هو ليس إلا نتيجة  
جهلنا بأننا منفصلون عن كل شيء خارجي و جهلنا بالقوة الموجودة في المعتقد .

فالمعتقد له طاقة ووجود قوي تستطيع جعل المتنور  ينقلب على نفسه و يمشي عكس تيار التنوير، لذلك صناعة الإعتقاد ضرورة تنويرية 
من أجل إعادة الإتحاد بمن نكون و من أجل تجسيد ذاتنا  الكونية الطبيعية  بداخلنا  و من أجل واقع يدعم التنوير و لا يعرقله 

إلا أن الإعتقاد ليس سهلاً و لا يمكن لأي شخص كيفما كان أن ينتج معتقد، عملية الإعتقاد   شيء مقدس وجب تقديسه 
إن  عملية الإعتقاد صلاة، و ليس صحياً  إنتاج معتقد جمعي من طرف أي شخص، فقط  الشخص المتحرر و الذي يعي تماماً معنى الإعتقاد و عمق الإعتقاد  و تأثير 
المعتقد على نفسية الناس و على روحانيتهم و على طبيعة الواقع الذي يعيشونه و تأثيره على الأجيال الأخرى و  المتشبع بالسلام الداخلي 
و الممتلء بالحب و الحرية من يمكنه ذلك .

فالإنسان يعيش في نهاية المطاف داخل معتقدات، و الكثير لا يدرك ذلك، إلا أن المعتقد يتوغل داخلنا  و نحن نتشارك في مجموعة من المعتقدات بشكل لاواعي 
نتشارك في وعي جمعي له حياة ووجود و طاقة مهمة، و هو أشبه بكائن حي يسكن الجميع و يتفاعل من خلالنا بطريقة غريبة و يدافع عن نفسه من خلالنا 

فإما أن يعيش الجهل من خلالنا أو يتوسع من خلالنا أو نعيش في الوعي و التنوير، إما أن نعيش داخل العنف و الحروب و مع الرجعين و في دراما و قصص الخيال 
و مع أناس متخلفين و متعصبين و مع الإرهاب أو نعيش في السلام و الحب و الحرية 

و اختيارنا للحرية و السلام هو إختيار للتنوير و اختيارنا للتنوير هو إختيار للتحرر من معتقدات الوعي الجمعي التي تؤدي للتخلف و الرجعية و سلوك طريق الحرية هو سلوك 
لطريق الإنسانية، اننا جميعاً واحد وأننا متساوون جميعاً في قيمة الإنسانية و أن الجميع يختبر الحياة من منظوره و أن الخطء شيء صحي، و هذا ليس إعتقاد بل حقيقة 

و هذا ليس كلام نفسي، أو كلمات لسد احتياجنا الطبيعي للتطور و التنوير ، بل هو حقيقة و لذلك علينا جميعاً كمتنورين المساهمة في بناء وعي جمعي جديد قائم على التنوير.




عزيزي المتنور دمت في حرية  

Post a Comment

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف