الحرية ليست هوية
مرحبا عزيزي المتنور
الهوية و الشخصية تحتم علينا لعب أدوار معينة في المجتمع، أو في الواقع ككل و تجعلنا نحد أنفسنا بنمط عيش محدد، وبمجرد
إعتقادننا أننا شخص من الأشخاص، فإن هذا يؤثر على سير الأحداث في حياتنا و يؤثر على روحانيتنا، فنحن لسنا أشخاصا.
و أنت لست شخصا و لست من تعتقد أنه أنت، ولست هوية.
فإذا كان إسمك أحمد فلست أحمد يا أحمد ، و إذا كنت عمر فلست أنت عمر و إدا كنت مصطفى فلست مصطفى.
و إدا كنت سارة فلست سارة و إذا كنت فاطمة فلست فاطمة، و إن كنت لمياء فلست لمياء
وأياً كنت فلست هو و كل ما تعتقد أنه أنت فلست هو
إنما فقط تلعب تلك الأدوار أو تلعب تلك الشخصية في مسرحية الواقع، و إذا أردت أن تلعب أي دور آخر فيمكنك لعبه
و يمكنك إتقان دوره جيدا إنما أنت لست الدور الذي تلعبه الأن ولن تكون الدور الذي ستلعبه فيما بعد، بل أنت أكبر
من كل تلك الأدوار، أنت و أنا و نحن جميعا جئنا من الفراغ، من المصدر و نحن واحد و الإنسان واحد ولايحدنا أي شيء،
و مجيئنا لهذا الكوكب ربما هو لغرض ما أو لرسالة ما أو هو لتصحيح و تذكير أنفسا بمن نكون
و تحرير أنفسنا من الهويات الزائفة و العقل الآلي
مجيئنا هو من أجل الحرية، و حريتنا هي حرية للإنسانية أجمع وحريتنا هي إتصال بذلك المصدر أو إتصال بطبيعتنا الأولى
و إعادة الإتصال بطبيعتنا الحقيقية وتذكر من نكون.
لأنه برجوعنا لطبيعتنا نسمح للآ خرين أيضا بشكل غير واعي بالرجوع لطبيعتهم و يصحح مسار الوعي الإنساني.
و لهذا الغرض نحن لسنا الهوية التي نلعبها لأنه إذا إعتقدنا أننا هوية معينة أو شخص معين فإنه بشكل أوتوماتيكي نفضل أنفسنا على الآخر،
و نسعى لتوسيع سيطرتنا و نسعى للنفوذ و نحمي أنفسنا و ندافع عنها و نضيع طاقتنا في ذلك و نحاول تبرير كل هذا بالدفاع عن هويتنا بإسم الكرامة،
بإسم العزة و بإسم الشهامة و الشجاعة.
بينما الشجاعة الحقيقية هي الوعي بأن هويتنا و شخصيتنا ليست نحن، هي مجرد دور نلعبه في الواقع و نحن كلنا نلعب أدوارا معينة في الواقع
و هذه الأدوار نختبئ ورائها، و هذه الأدوار تخفي حقيقتنا، حقيقة أننا فراغ و أننا صمت و أننا سراب و أننا محبة و أننا حرية داخلية مطلقة.
حقيقة أننا لاشيئ و كل شيئ، حقيقة أن معرفتنا تنتهي في الصمت و حقيقة أن فضولنا لإكتشاف ذواتنا ينتهي في المحبة،
و حقيقة أن السلام هو الأساس، و حقيقة أننا أحرار، أحرار من سلطة العقل و أحرار من الهويات التي نلعبها،
و أحرار من المجتمع و أحرار من الوعي الجمعي و من المعتقدات و أحرار من المشاعر و من الزمن النفسي، و أحرار من المعرفةو القوالب المسبقة.
و حقيقة أن أجسادنا ليست إلا لباسا خفيفا نرتديه و أنه لا إطار يحددنا، و لا شكل و لا لون يحددنا
و حقيقة أننا محيط مطلق من الصمت، من السلام من الحرية، محيط نابض بالحياة يصحح وعي الإنسانية.
عزيزي المتنور دمت في سلام.
نامستيه .. 🙏 ..
ReplyDelete