السلام المحبة الحرية
عزيزي المتنور
السلام كلمة تبدو شكليا بدون تشويق و بدون حس الغرابة و المتعة، لكن هذه الكلمة هي بوابة حقيقية على التشويق وعلى التطور.
السلام ليست كلمة عادية، بل هي تخفي بداخلها المعني الحقيقي للحياة، و تعلمنا فن العيش
إذا كان السلام كانت المحبة و إذا كانت المحبة تكون الحرية و إذا كانت هناك حرية يكون الإبداع و التدفق،
و أي إضطراب في السلام الداخلي هو إضطراب في هويتنا الطبيعية الكونية، فالسلام هو طبيعة طبيعية وأي عائق أو حاجز
أو أي بلوك نفسي فهو يدعونا للسلام الداخلي.
السلام الذي يبدأ بمراقبة عقولنا و الإستسلام للحظة الحالية و تقبل كل أنواع المشاعر التي نحس بها و تقبل حياتنا كيفما كانت.
أما الشعور بعدم الأمان و الشعور بالإنزعاج من أشياء أو أشخاص معينين، أو في علاقاتنا الإجتماعية
فهو بسببنا نحن، لذلك يجب أن لا ننزعج كثيرا من الآخرين، ولانبني علاقاتنا الإجتماعية بدافع حماية أنفسنا،
و لا من أجل الإتكاء على الآخر و الإرتباط به.
فالعلاقات المبنية على الإرتباط و المبنية بدافع حماية أنفسنا و بدافع الشعور بالأمان النفسي
و الشعور بالحماية و الشعور بالأمن و الإستقرار النفسي، هي علاقات جميلة لكن ليست فيها حرية حقيقية
فالحرية الحقيقية لا تكون إلا بعد أن يكون هناك سلام بيننا جميعا، السلام الذي يعني أن تعبر
بكل ما تحس به إتجاهك دون خوف بكل صدق و أن أعبر بكل ما احس به إتجاهك دون خوف و بكل صدق،
أن أعبر عن الأحكام المسبقة التي كونها عقلي حولك و أن أعبر لك عن المشاعر التي أحس بها إتجاهك.
سواء المشاعر السلبية أو الإيجابية، و حينها عندما يكون هناك هذا الصدق و التعبير بكل صدق عن مشاعرنا و أفكارنا
و أحاسيسنا يحدث السلام الداخلي بيننا جميعا.
و إذا لم يكن هذا الصدق و السلام الداخلي فإنه لن يكون إلا التذمر و الشكوى و الأحكام ، و يصبح كل شيء بدون حياة.
بينما اذا كان السلام الداخلي بيننا جميعا ننهظ مجددا و تستيقظ المحبة التي تجمعنا،
و نحب الآخر بشكل طبيعي و تتطور علاقاتنا الإجتماعية الإنسانية.
فالسلام و المحبة و التطور مرتبطون جميعا و العلاقات الإجتماعية اذا لم يكن فيها تطور نفسي لن تستمر بشكل طبيعي بل تموت.
السلام المحبة الطبيعية تجعل العلاقة تتطور،
و خلال هذه التطور النفسي لا يجب أن نأخد الأمور بجدية مبالغ فيها و لاننفعل ولا نغضب ولا نخاف و لا ننزعج كثيرا،
و لا نتتدمر و لا نحاول الهرب من علاقاتنا، بل نتقبل علاقاتنا كما هي و نسمح للتطور بأن يكون، نطور أنفسنا فليس هنالك شخص كامل
بل كلنا نتعلم من الآخر. لأن الأخر مميز جدا و هو أيضا إنسان كوني و ذات كونية عظيمة
و لسنا منفصلين في العمق بل فقط نتعلم من بعضنا البعض أشياء بسيطة.
لكن من الرائع و الطبيعي أن نتعلمها دون خوف، و نسمح لأنفسنا بالتطور بشكل طبيعي.
فالتطور إذا لم نكن واعون به فإنه يقلب مزاجنا بسرعة و نخاف منه و تتغير مشاعرنا للسلبية
و أفكارنا تصبح غير بنائة، لذلك من الوعي أن نفهم أن هذا التطور هو شئ مميز ورائع و جميل جدا.
فبدونه ليست هنالك حركة في العلاقات
هذا التطور أو التوسع في الوعي يجعلنا متصلين بجانبنا الكوني أو بذاتنا الكونية.
السلام هو أن لا نقبل أبدا بأن يكون هناك أي إندفاع لأفكار معينة و أحكام معينة و إفتراضات مسبقة، و توقعات كثيرة بل أن يكون هناك صفاء وفراغ طبيعي في علاقاتنا الإنسانية؛ لأنه في هذا الصفاء يحدث الحب و حتى إذا كانت هناك أحكام مسبقة وتوقعات مسبقة، فإننا نعبر عنها بكل صدق من أجل تصحيحها و الرجوع لطبيعتنا المسالمة و للمحبة و نتحرر من كل أشكال العلاقات المبتدلة التي تأكل طاقتنا و ترجعنا للخلف.
السلام المحبة الحرية تطورنا لطبيعتنا الكونية، ترجعنا لطبيعتنا الكونية.
عزيزي المتنور دمت في سلام و محبة.
Post a Comment