الواعي مستغرق في الجمال و الجاهل مستغرق في المقاومة

مواضيع مفضلة

Sunday, March 10, 2019

الواعي مستغرق في الجمال و الجاهل مستغرق في المقاومة

الواعي مستغرق في الجمال و الجاهل مستغرق في المقاومة 

سلاماً و محبة 

أيها المتنور 

أي فعل أو تصرف أو كلمة تنطق بها فهي تعبر عن تميزك و استقلاليتك عن الوعي الجمعي، و تعبر عن فردانيتك و جمالك 
و لا يمكن بأي شكل من الأشكال قمع ذاتك من أجل الآخرين أو من أجل غايات الآخر الأنانية اللاإنسانية،وجودك هنا يعني وجود الجمال 
و الإختلاف و التميز و هو إثراء لزوايا الإدراك المختلفة، و الذي يزعجه هذا الإختلاف الحاصل بين الإنسانية هو إنسان غير متحرر 
و إنسان غارق في الجهل بالذات و الجهل بالجمال و الإختلاف في زوايا الإدراك، و هو يدرك من نفس زاوية الوعي الجمعي أو يعيش من خلال 
التقليد الأعمى و لا يعي ما يفعله 

لذلك التميز و التعبير عن تميزك و استقلاليتك هو شيء طبيعي يعكس ذاتك الطبيعية الكونية، و أنت مختلف و تعبر عن اختلافك و جمالك 
و كل شخص هو إنسان متميز يعبر عن جماله في طريقة كلامه و طريقة تفكيره و نوعية أفعاله و قراراته و سلوكاته و حركاته و لباسه 
و أكله و شرابه،و الذي يقاوم هذه الإستقلالية و التميز يقاوم روحه و جماله و يقاوم ذاته الكونية 

و الذي يقاوم ذاته الكونية هو في نهاية المطاف يقاوم حقل الجمال المتدفق، يقاوم  حركة الطبيعة و حالة التدفق النفسية، و يصنع 
بداخله آلهة يتحكمون بقراراته و أفعاله و كلامه و ردات فعله، يصنع من معتقدات الآخرين آلهة و يتشارك معهم في نفس المعتقد و في نفس حقل الوعي الجمعي 
و أي فعل يحاول القدوم عليه يجد نفسه و بشكل تلقائي في مقاومة مؤلمة و متعبة و مخيفة تحاول عرقلة التدفق و عرقلة حقل الجمال 
و أي كلمة ينطق بها يجد نفسه تقاوم ملايين الأصوات الاخرى من أجل النطق بها و هذا يسبب له الإرتباك و التردد و الشك عوض السريان و الجمال 

و هذا لسبب واحد هو مشاركته للآخرين في معتقداتهم، و مشاركته لهم في حياته الفردية الشخصية و مشاركته لهم في عقله، و في أحاسيسه 
و بهذا هو يفوت على نفسه الحرية و طعمها و يفوت على نفسه الحياة و جمالها،إن الآخر هو الآخر و هو منفصل عني و انني كفرد منفصل عن الجميع 
الجميع ليس أنا و أنا لست الجميع و لست أحداً، أنا هو أنا و هم هم و هناك فرق شاسع بيني و بينهم أنا لست هم و هم ليسوا أنا، 
أنا من أنا و حياتي تخصني و قراراتي تخصني و تعبر عني و لست انتمي لأحد و لا أحد ينتمي إلي، 

أنا اعبر عن حالة الجمال التي تخصني و اعبر عن التميز الذي أوجد فيه و أعي أن كل شخص يولد و هو مميز و مختلف و يحمل بداخله نظرة مختلفة عن الواقع 
و لديه أحاسيس مختلفة ووعي مميز و هو يعبر عن هذا الإختلاف و التميز من خلال عيشه على هذه الحياة، و لا يمكن أن أكون النسخة التي تريد و لا يمكن أن أكون 
الشخصية التي تريد و لا يمكن أن أكون على الطريقة التي تريد، لدي وجهة نظر مختلفة يجب أن اعبر عنها و لدي تميز يجب أن لا أعرقله من أجلك أيها الآخر 

من أنت أيها الآخر ؟ 

الآخر لا نعرف عنه الكثير و لا يمكننا معرفة الجميع، لكن يمكننا معرفة من نكون من خلال التعبير عن أنفسنا و التعبير عن تميزنا و جمالنا 
الآخر يبقى مجرد شخص لديه عقل و قد يرتكب أخطاء كثيرة في حقنا من خلال تصنيفنا أو الحكم علينا 
و لكنه يبقى جاهل حين يتصرف من خلال الأحكام و التصنيفات أو الإستهزاء أو من خلال الإستهجان أو  غيرها من التصرفات التي لا تليق 

و يمكن للجميع التعبير عن تميزهم كيفما شاءوا، و الجهل فقط من يجرؤ على التدخل في حياة الآخرين أو الإستهزاء بحياتهم، بينما الواعي لا يستطيع ذلك 
و هو يحترم الجميع على قدم الوساق.

إن الجميع متميزون و ليسوا ناقصين أبداً ، فذلك النقص الذي يراه احدهم ما هو إلا نتيجة الإختلاف؛ الإختلاف في الوعي و في طريقة العيش 
و ليس في أي شيء آخر، و الواعي لا يهمه هذا الأمر كثيراً لأنه يعيش الجمال و هو ليس منتبهاً لأحد و لا يهمه أمر أحد 
انما هو مستغرق في الجمال الذي يعيشه، و لايعير الإنتباه لأحد و هو بهذا يحقق قفزات مستمرة و يتطور يوماً بعد يوم و يحدث الجمال و السريان 
في حياته بشكل عظيم و بدون معاناة و بدون مقاومة .

أيها المتنور دمت في حرية


Post a Comment

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف