التحرر من الماتريكس ضرورة إنسانية

مواضيع مفضلة

السبت، 9 مارس 2019

التحرر من الماتريكس ضرورة إنسانية

التحرر من الماتريكس ضرورة إنسانية 

سلاماً و حرية 

أيها المتنور 

إن العقل البشري ممتليء بالأصوات و ينجذب لها بشكل غريب، و يعيد سماعها مرات و مرات و لا يستريح و لا يمل 
و هو بهذا يعيد نفس الأخطاء و نفس الحياة و ربما يعيش مع نفس الأشخاص أو على الأقل يعيد نفس الكارما 

إن هذه الأصوات لها قوة تستطيع أن تغير من إدراكنا للأمور و لها تلك القوة في تغيير طاقتنا 
و أيضا قد تستطيع جعلنا في واقع آخر مختلف عن ذلك الذي نسعى له و قد تعرقل حريتنا و تشتت من انتباهنا 
فمن أين جائت هاته الأصوات ؟ 

كل تلك الأصوات المؤلمة و المخيفة و ذلك الألم الكثير،لا يسمح لعقولنا أن تنفتح وتكتمل و ترى الحقيقة كما هي 
بل النفس تقاوم الحقيقة و تضع بدلها معتقدات و قوالب مدعمة بأفكار و أصوات كثيرة جداً و مخيفة و مزعجة و مربكة 
و لذلك هذه الأصوات تدخلنا في متاهات النفس و في تعقيدات تنسينا تماماً الحقيقة و الغاية الأولى 

إن غايتنا في الحياة و من هذه الحياة  الإتحاد بذاتنا الطبيعية الكونية المتصلة بكل شيء في الوجود 
و بحقل الطاقة الكونية الذي يربط كل شيء جميل. 
و إن الذي يسعى لهذا الإتحاد يجب أن يدرك أنه يعيش بداخل ماتريكس قوي و يدافع عن نفسه بشتى الوسائل  كما أن له القدرة 
على أن يجعلك تنسى كل شيء أو يتحكم بإدراكك و يجعل ادراكك أعمى و لا يستطيع رؤية  الحقيقة 

فالماتريكس يتصل بشاكراتك بشكل غريب يمكنه من التحكم في عقلك بطريقة ذكية جداً  و ينسيك كل ما تسعى له في طرفة عين 
و في أحسن الحالات يلهيك بأشياء أخرى لتحققها و لكنه يخاف من فك ارتباطك به 
فهو يتوغل بداخلنا بشكل عبقري و لا يمكن فهمه من خلال افكارنا و حتى معتقداتنا، بل الذي يستطيع إدراك وجود ما يسمى بالماتريكس 
هو الإنسان الذي يستطيع الإحساس و الذي يتمتع بحساسية كبيرة.

فالماتريكس ليس إلا كائن يجمع كل معلومات الوعي الجمعي بداخله و  يحاول تصحيح هذا الكم الهائل من المعلومات من خلال عقولنا 
و من خلال حياتنا الشخصية، فربما قد تعتقد أنك تعيش حياة خاصة بك بينما في النهاية تكتشف أنك لست إلا نظام  معلوماتي بداخل الماتريكس 

الماتريكس مرهقة للإنسان و تسبب له معاناة كثيرة جداً، و تجعله يعيش داخل واقع لا يحبه و في أحداث غير خيرة 

لذلك التحرر من الماتريكس هو تحرر من كل أشكال  المعاناة و تحرر من الجهل و تحرر من ذلك الحقل من الأصوات التي هي مجرد أصوات الوعي الجمعي 
التي تريد الحياة من خلالنا، و التي تريد إعادة الإعتبار  لنفسها من خلالنا و من خلال توغلها بداخل عقولنا 

إن الماتريكس تستقريء الواقع بطريقتها الخاصة، و تجبر اتباعها على أن يتبنوا نفس هذه الطريقة، طريقة تغير من ادراكنا للأشخاص و الأحداث و الأشياء 
تجعل إدراكنا ممتليء بأحاسيس لا تناسب مستوى وعينا و لا تناسب تجاربنا المتراكمة و لا تناسبنا كأناس متحررين من سلطة الأفكار و سلطة المعتقدات 
و كمتنورين يحاولون الإتحاد بمن يكونوا و الذين  تخلوا عن كل شيء من أجل ذاتهم؛ تخلوا عن كل الوهم و كل الخداع من أجل الحقيقة 
لأن الماتريكس هي مصدر كل الخداع و التوهم الذي يكتشفه المتنور و هو يتصل بذاته الكونية 

و الواقع محكوم بشكل لا يصدق من طرف الماتريكس؛ التي هي حقل من المعلومات يصحح نفسه من خلالنا، التي هي معلومات و معتقدات الوعي الجمعي 
التي لها طاقة غير عادية و قوة كبيرة جداً تمكنها من التوغل بداخلنا بشكل سلس، و هذا يسمح لها بإدارة حياتنا لأجلها، الذي يعني اننا نعيش أحداث تحركها الماتريكس نفسها 
و أشخاص تحركهم الماتريكس و في بيئة يحكمها الماتريكس. 

و لذلك الإتحاد و الإتصال بذاتك الكونية ضرورة و حق من حقوقك الأساسية  و أساس ضروري وواجب إنساني، لتدرك أن كل ما سبق كان معاناة كبيرة جداً و تدرك روحك و هي ترفرف 
و تحلق في الأعالي، 



أيها المتنور دمت في حرية 




إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف