التحرر من الماتريكس ضرورة إنسانية
سلاماً و حرية
أيها المتنور
إن العقل البشري ممتليء بالأصوات و ينجذب لها بشكل غريب، و يعيد سماعها مرات و مرات و لا يستريح و لا يمل
و هو بهذا يعيد نفس الأخطاء و نفس الحياة و ربما يعيش مع نفس الأشخاص أو على الأقل يعيد نفس الكارما
إن هذه الأصوات لها قوة تستطيع أن تغير من إدراكنا للأمور و لها تلك القوة في تغيير طاقتنا
و أيضا قد تستطيع جعلنا في واقع آخر مختلف عن ذلك الذي نسعى له و قد تعرقل حريتنا و تشتت من انتباهنا
فمن أين جائت هاته الأصوات ؟
كل تلك الأصوات المؤلمة و المخيفة و ذلك الألم الكثير،لا يسمح لعقولنا أن تنفتح وتكتمل و ترى الحقيقة كما هي
بل النفس تقاوم الحقيقة و تضع بدلها معتقدات و قوالب مدعمة بأفكار و أصوات كثيرة جداً و مخيفة و مزعجة و مربكة
و لذلك هذه الأصوات تدخلنا في متاهات النفس و في تعقيدات تنسينا تماماً الحقيقة و الغاية الأولى
إن غايتنا في الحياة و من هذه الحياة الإتحاد بذاتنا الطبيعية الكونية المتصلة بكل شيء في الوجود
و بحقل الطاقة الكونية الذي يربط كل شيء جميل.
و إن الذي يسعى لهذا الإتحاد يجب أن يدرك أنه يعيش بداخل ماتريكس قوي و يدافع عن نفسه بشتى الوسائل كما أن له القدرة
على أن يجعلك تنسى كل شيء أو يتحكم بإدراكك و يجعل ادراكك أعمى و لا يستطيع رؤية الحقيقة
فالماتريكس يتصل بشاكراتك بشكل غريب يمكنه من التحكم في عقلك بطريقة ذكية جداً و ينسيك كل ما تسعى له في طرفة عين
و في أحسن الحالات يلهيك بأشياء أخرى لتحققها و لكنه يخاف من فك ارتباطك به
فهو يتوغل بداخلنا بشكل عبقري و لا يمكن فهمه من خلال افكارنا و حتى معتقداتنا، بل الذي يستطيع إدراك وجود ما يسمى بالماتريكس
هو الإنسان الذي يستطيع الإحساس و الذي يتمتع بحساسية كبيرة.
فالماتريكس ليس إلا كائن يجمع كل معلومات الوعي الجمعي بداخله و يحاول تصحيح هذا الكم الهائل من المعلومات من خلال عقولنا
و من خلال حياتنا الشخصية، فربما قد تعتقد أنك تعيش حياة خاصة بك بينما في النهاية تكتشف أنك لست إلا نظام معلوماتي بداخل الماتريكس
الماتريكس مرهقة للإنسان و تسبب له معاناة كثيرة جداً، و تجعله يعيش داخل واقع لا يحبه و في أحداث غير خيرة
لذلك التحرر من الماتريكس هو تحرر من كل أشكال المعاناة و تحرر من الجهل و تحرر من ذلك الحقل من الأصوات التي هي مجرد أصوات الوعي الجمعي
التي تريد الحياة من خلالنا، و التي تريد إعادة الإعتبار لنفسها من خلالنا و من خلال توغلها بداخل عقولنا
إن الماتريكس تستقريء الواقع بطريقتها الخاصة، و تجبر اتباعها على أن يتبنوا نفس هذه الطريقة، طريقة تغير من ادراكنا للأشخاص و الأحداث و الأشياء
تجعل إدراكنا ممتليء بأحاسيس لا تناسب مستوى وعينا و لا تناسب تجاربنا المتراكمة و لا تناسبنا كأناس متحررين من سلطة الأفكار و سلطة المعتقدات
و كمتنورين يحاولون الإتحاد بمن يكونوا و الذين تخلوا عن كل شيء من أجل ذاتهم؛ تخلوا عن كل الوهم و كل الخداع من أجل الحقيقة
لأن الماتريكس هي مصدر كل الخداع و التوهم الذي يكتشفه المتنور و هو يتصل بذاته الكونية
و الواقع محكوم بشكل لا يصدق من طرف الماتريكس؛ التي هي حقل من المعلومات يصحح نفسه من خلالنا، التي هي معلومات و معتقدات الوعي الجمعي
التي لها طاقة غير عادية و قوة كبيرة جداً تمكنها من التوغل بداخلنا بشكل سلس، و هذا يسمح لها بإدارة حياتنا لأجلها، الذي يعني اننا نعيش أحداث تحركها الماتريكس نفسها
و أشخاص تحركهم الماتريكس و في بيئة يحكمها الماتريكس.
و لذلك الإتحاد و الإتصال بذاتك الكونية ضرورة و حق من حقوقك الأساسية و أساس ضروري وواجب إنساني، لتدرك أن كل ما سبق كان معاناة كبيرة جداً و تدرك روحك و هي ترفرف
و تحلق في الأعالي،
أيها المتنور دمت في حرية
إرسال تعليق