في نهاية الألم هناك شغف

مواضيع مفضلة

Sunday, December 29, 2019

في نهاية الألم هناك شغف

سلاماً أيها المتنور
الشغف موجود في نهاية الألم و المعاناة،
والذي يتقبل نفسيا  الألم و المعاناة حتى النهاية، يشعر بحركة  الشغف بداخله،
بينما الذي يخاف من مواجهة الألم و المعاناة يتهرب من واقعه، فتجده غير مستقر في حياته و غير متوازن نفسيا  و كثير الحركة.

نفسيا يضع الكثير من الخطط للهروب من واقعه هذا و من معاناته، و يحمل بداخل عقله كم هائل من الرغبات و التصورات و الافتراضات فيعيش في واقع وهمي بداخل عقله و هو بهذا يزيد من معاناته النفسية و يشعر بالنقص أكثر

التذمر و الشكوى يصبح في  واقعه، وقلقه يزداد يوما بعد يوم،
وهذا نتيجة بحثه المستمر عن #الكمال كما صوره في عقله،
فما هو هذا الكمال؟ هل هناك فعلا شيء كامل؟ هل يمكن أن نصل إلى تلك النقطة التي نصبح كاملين؟ أم أن الكمال صفة يستحيل ان يصل لها الإنسان؟ هل الكمال مجرد وهم؟ ما هو الوهم؟

حين نتحدث عن الكمال، فمن الذي يتحدث؟
أكيد الذي ينتظر أن يكتمل يعني أنه في حركة؛و بالظبط هذه الحركة هي حركة الفكر
انتقال الفكر من هنا الى هناك، انتقال الفكر من منطقة لأخرى، من مساحة لأخرى
لا اقصد من مساحة جغرافية لأخرى بل اقصد مساحة في داخل عقولنا، مساحة تحمل معلومات مخزنة تشكل ذاكرتنا.
عبر استعراض هذه الذكريات في العقل، ينتقل تفكيرنا من ذكرى لأخرى،
هذه الحركة والذكريات(الماضي) في ترابط.
الحركة التي تنتظر الكمال هي حركة الذكريات، ذكريات الماضي.
هل يمكن أن تكتمل الذكريات؟
الفكر حين ينتقل أو يتردد على ذكرى معينة يجد نفسه تلقائيا يسبح في مشاعر و أحاسيس تلك الذكرى، و إن كان يرفض تلك الذكرى فهو يبحث عن النهاية؛ نهاية و حد لتلك الأحاسيس والمشاعر و الذكريات،
نهاية الذكرى هي نهاية للمشاعر المرافقة لتلك الذكرى،فكيف ظهرت هذه المشاعر؟


حين نستذكر ذكرى معينة في الماضي ونحن نعيش في الحاضر، ننفصل نفسيا عن الحاضر لتظهر أحاسيس مختلفة تعرقل سلامنا الداخلي،
فلماذا يتجول انتباهنا في الذكريات الماضية؟

العقل بشكل آلي يميل للانتقال عبر الذكريات من أجل المعرفة، و هذا ما يفعله بشكل مستمر دون ملل، وهو بذلك في حركة مستمرة و في تفكير مستمر.
دافع العقل هو المعرفة، معرفة كل شئ وهو بذلك يستند على الذكريات والتجارب و المعلومات الأخرى التي يستطيع ادراكها.
فهل يمكن للعقل ان يستوعب انه في حركة مستمرة من التفكير؟
فهل يمكن للعقل ان يستوعب ان حدوده هي حدود التفكير ؟
التفكير مغري جدا وايضا متنفس للجميع،إلا أن حدوده لا تتجاوز الدماغ فهل يمكن للعقل ان يستوعب ذلك ؟
هل يمكن للعقل ان لا تثيره حركة التفكير و جاذبيته؟

و هل يمكن أن ننظر👁️ بدون آثار لحركة التفكير؟
هل يمكن أن نراقب حركة التفكير وهي تحاول استدعاء الذكريات إلى عقولنا والمشاعر الأخرى؟
و إذا كان ممكنا مراقبة حركة التفكير، هل هذه المراقبة لها تأثير في حركة التفكير؟

دعونا نكون أكثر صرامة و جدية، هل يمكن لعقولنا أن تعتمد على الذكريات و حركة التفكير المستمرة من ذكرى لأخرى في الاستيعاب أو الخروج بمعرفة جديدة؟؟

أكيد لا يمكن، لأن الاعتماد على نفس الأسباب يؤدي لنفس النتائج، و كذا الاعتماد على نفس الذكريات يؤدي لنفس الشخص، وبالتالي تدور عقولنا في نفس الحلقة إذا اعتمدت على حركة التفكير المستمرة من ذكرى لأخرى.

فما الذي تسعى عقولنا لمعرفته ؟ و ما الدافع الذي يحرك هذه المعرفة؟

أن نكون واعين باحتياجاتنا البيولوجية الضرورية، وتأثيرها على حالتنا النفسية
وكذا ان نعي حاجياتنا النفسية من المساواة والاحترام وتأثيره المباشر علينا

إن الإنسان الذي لا يلبي حاجياته البيولوجية الأساسية يؤثر ذلك على توازنه النفسي و كذا على مزاجه، اما الذي يلبي حاجياته الأساسية فيكون مستعدا للعيش و للحركة.


وكذا الإنسان الذي يعيش في مجتمع لا يحترمه ولا يقدره ولا يعتبره كإنسان أو يعيش تمييزا عنصريا ضده فإنه يكون في حالة من الخوف و عدم الثقة و لاتوازن

بينما الذي يعيش في مجتمع يحترم فيه كإنسان و يعيش بمساواة وتقدير فإنه يمتلئ بالثقة و التوازن وهذا يؤثر عليه إيجابيا.

وهذا التوازن هو حالة الإنسان الطبيعية،
حالة يكون فيها الإمتلاء و كذا الغنى الداخلي
و يكون فيها الإنسان قادرا على خوض الحياة.
أيها المتنور الحرية لك

Post a Comment

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف