لا شيء يريد أن يكون كل شيء

مواضيع مفضلة

Monday, May 20, 2019

لا شيء يريد أن يكون كل شيء

 لا شيء يريد أن يكون كل شيء 

سلام و محبة 

الشخصية يكونها المجتمع من خلال علاقاتنا الإجتماعية و الأسرة كمؤثر أساسي و المدرسة . و هذه الأسرة و المجتمع يؤثران في الشخصية بشكل قوي من خلال البرمجة و التحرر النفسي من الأسرة و المجتمع له دور كبير في تحرر شخصيتنا و العيش من خلال علاقات اجتماعية مثمرة و بناءة و كذا المساهمة في بناء أحداث مثمرة و حية


فالانتباه والتركيز هما المحددان الرءيسيان لما نعيشه و ما سنعيشه و لذلك الحرية هي أن نستطيع تحرير انتباهنا و مناقشاتنا من المواضيع غير الحية و غير المثمرة إلى الحية و المثمرة المواضيع الحية هي المواضيع التي تلامس روحانيتنا و هي الموضيع المعنوية المواضيع الحية من أجلها نتحرك من الأساس. فما يحركنا معنوي روحي أكثر منه مادي و نحن نسعى للفهم و الإدراك و هذا هو محركنا الأول إدراك ذاتنا المعنوية أو الروح.
الروح التي هي ليست شيئا ملموسا بقدر ما هي قيم داخلية منظمة و تشعرنا بالاكتفاء و الاستغناء و السلام فالقيمة المعنوية المنظمة للمجتمع أو لعلاقاتنا ماهي إلا قيمة الجمال
الجمال هو القيمة المنظمة للمجتمع والعلاقات الجمال الذي أعني به التعبير عن الاختلاف و عن التميز و إدراك الاختلاف والتميز . و تقدير هذا الاختلاف في النفسيات و الاختلاف في الإدراك و الوعي. لأن هناك قوة في الواقع تحرك الناس والأحداث من أجل إحداث التوازن في الواقع تحرك الجميع من أجل غاية محددة سالفا غاية الإتحاد .
فالعلاقات الاجتماعية وطبيعة الأحداث لها هدف واحد هو تذويب الشخصية ذوبان الشخصية و ضرب الشخصية و فقدان السيطرة
و هي مرهقة تماما للشخصية لأن الشخصية لا تستطيع السيطرة على ما هو خارجي عكس الداخل ولذلك فإنها تعمل على التوقع و طرح فرضيات كثيرة وتعمل على التحليل و البحث المرهق للإجابة عن تساؤلات تتعلق بالآخر و المجتمع وأحداث الخارج . : و بالتالي تكتشف الشخصية أنها عاجزة تماما عن ذلك و لأول مرة تفقد تحكمها و تفقد هبتها و تضل عاجزة عن الفهم والاستيعاب عاجزة عن استيعاب مايحدث و لا توقع ما سيحدث. وهي عالقة بين الجهل و الزمن النفسي المؤدي لتمزق في الشخصية و ما عليها حينئذ سوى التسليم و التواضع و الصمت أمام عظمة الجمال الجمال الذي يحرك كل شيء سالفا من أجل غاية الاتحاد بالذات الحقيقية
لا يمكن استيعاب ما يحدث و ما سيحدث و ما حدث . إلا بالتسليم و التواضع و الاندهاش أمام عظمة الجمال
تسليم يذوب الشخصية و يجعلها تندثر و يبقى فينا فعل المراقبة لوحده بينما كل شيء آخر مايزال مندهشا .

و نعيش نوعاً من الإتحاد الكامل بالذات الذي يسمح لنا بالإنفصال عن أنفسنا و تشتيت نفسيتنا في مقابل الجوهر الذي يتقوى و يصبح أكثر حيوية فينا،
و يحدث نوع من التحرر الكامل من الإعتقاد بأننا الشخص وإرتبطاته اليومية إلى العيش في اللاشخص.

فإذا لم تكن هنالك ارتباطات فهذا يعني اننا متحررين من الشخص ، و إذا كانت هناك ارتباطات و مخاوف فهذا يعني اننا غير متحررين من الشخص
الشخص الذي هو مصطلح للتعبير عن الإرتباط أو الخوف الذي هو مصدر كل الدراما الموجودة في الواقع و هو بوابة السلبية أو الماتريكس
فالشخص هو نشاز يحدث في عقل الإنسان الطبيعي، هذا النشاز لا يسمح بإدراك الجمال، هو فقط يسمح للسلبية بالنشوء بجميع اشكالها إبتداءً بالرغبة في التحكم و السيطرة

فالإنسان الذي يمتلك شخصية هو بشكل لاواعي يعتقد بداخله أن كل شيء من حوله له و ينتمي له، و هو يعبر عن ذلك في الواقع من خلال رغبته في السيطرة و التحكم بمصير حياته و حياة الآخرين
و إمتلاك الحياة بكل عناصرها، بينما الحقيقة اننا لا شيء البتة ! نعم لا شيء . لا شيء يريد أن يكون شيئاً ما أو كل شيء .

أيها المتنور الحرية لك

3 comments:

  1. أشكرك استاذ على مجهودك الرائع الذي انرت به عقولا ضآلة.
    كلماتك تحمل نورا يضرب عمق الوعي.

    ReplyDelete
  2. كلام قابل للنقاش الواعي كيف تقول بأننا لاشىء بالنسبه لما هو حولنا فكيف نسقط انفسنا من حسابات جمال الحياة الذي تكلمت عنه سلفاً .

    ReplyDelete

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف