الحرية نهاية للأنا
مرحبا أيها المتنور
الحرية نهاية للأنا، نهاية للأنانية، نهاية للرغبة في الإمتلاك و نهاية لتحكم المشاعر فينا نهاية للإرتباط، نهاية للغضب و العنف ، نهاية للخوف و نهاية للمعتقدات غير الواضحة و نهاية لإعتبار الآخر و الإنسانية منفصلين عنا هي نهاية للفردانية و الإنفصال و بداية الذوبان في الإنسانية و بداية إكتشاف الآخرين من يكونوا و بداية الإنتباه للواقع الخارجي.
الحرية هي التجرد الكامل من الأنانية و الإنفصال؛ التجرد الكامل من الصورة الذاتية التي يكونها العقل عنا و هي التخلي عن التقييم و الحكم على الآخر و هي التخلي عن تقسيم الأخر و هي التخلي عن معتقدات الوعي الجمعي فنحن لا ننتمي لبلد معين أو لثقافة بلد معين ولسنا مرتبطين و محدودين بثقافة واحدة ولسنا أشخاص تنتمي لبلدان منفصلة عن بعضها البعض و منغلقة على نفسها و لانهتم لجنسية الآخر ولا لبلده ولا للغته ولا لثقافته بل الذي يهم هنا هو الإنسانية، الإنسانية التي تجمعنا سواء كنا من بلدان مختلفة أو ثقافاتنا مختلفة أو عاداتنا مختلفة أو لغاتنا مختلفة.
ففي النهاية نحن إنسان، إنسان يؤثر في إنسان، نحن في النهاية إنسانية تستفيد من أخطائها و تجاربها وتتطور يوما بعد يوم، تتطور من وهم الحروب، من وهم الإنقسامات و من وهم الحدود الجغرافية و من وهم الإستعمار و من وهم الخوف، الخوف من المسيحيين، الخوف من اليهود، الخوف من المسلمين، الخوف من الأروبيين، الخوف من الأمريكيين، الخوف من العرب، الخوف من الأسيويين، الخوف من الثقافات الأخرى و المعتقدات الأخرى المختلفة، الخوف من الإختلاف، الخوف من الأجناس المختلفة، الخوف من الحاجة و الفقر
الحرية هي التحرر من كل هذا و بداية الإنفتاح على الآخر و محاولة معرفة الآخر معرفة حيادية دون خوف، دون غضب ودون أنانية. الحرية هي نهاية لكل تلك المعرفة المسبقة التي تبرمجنا عليها سالفا و هي بداية جديدة لتكوين معرفة جديدة حقيقية محايدة عن الآخر و عن الثقافات الأخرى، فالحرية حرية داخلية أولا قبل أن تكون خارجية فلا يمكن أن نعيش المعنى الحقيقي للحرية دون أن نتحرر من معرفتنا المسبقة و المغلوطة و دون أن نتحرر من الأحكام المسبقة و التصنيفات المسبقة والتوقعات الخاطئة المبنية على الخوف.
إن المتحرر حرية داخلية حقيقية من الأنا، لايمكنه أن ينشر العنف و لا يمكنه أن يفني عمره و جسده في حماية شيء من الأشياء أو ثقافة من الثقافات أو معتقد من المعتقدات بحجة أنها تجمعنا او بحجة القدسية او بحجة أنها رمز خاص له قيمة عالية.
المتحرر يعرف أن الإنسانية هي التي تجمعنا و لا يجمعنا أي شيء آخر ولا اي رمز و لا أي توجه و لا اية فلسفة و لا أية علوم، الذي يجمعنا هو الإنسانية، الإنسانية التي تعني القيم المشتركة التي تساهم في التطور الروحي المعرفي المادي بين جميع البشر إبتداء من السلام و المحبة و الحرية و التنوير.
فإذا كانت الإنسانية هي التي تجمعنا فيوما بعد يوم ينتشر السلام و المحبة و الحرية و التنوير و إذا كانت تجمعنا أشياء اخرى فإننا ننقسم عن الإنسانية و نساهم في نشر الإنقسام و الخوف و ربما العنف.
دمت في سلام
كلام هائل وعميق وانساني شكرا
ReplyDeleteالمحبة و الحرية أيها المتنور
Deleteهل تقيم بدورة تكونية في مجال الطاقة أريد أن أحضر دوراتك إذاكان ممكن
ReplyDelete