التماهي في الواقع أصل المعاناة

مواضيع مفضلة

السبت، 25 أبريل 2020

التماهي في الواقع أصل المعاناة


مرحباً أيها المتنور 

لقد تحدثنا كثيراً عن الأنا و العقل، تحدثنا كثيراً عن الفكرة و الزمن النفسي و المعتقدات و تأثيرها على حياة الفرد
و تحدثنا كثيراً عن السلام الداخلي و المحبة و الحرية و ناقشنا مواضيع في الجمال كقيمة داخلية 

و قلنا أنا التنوير نهاية المعاناة و أنه يبنى على أساس السلام الداخلي كأساس مهم و ركيزة ضرورية لا غنًى عنها 
و أن كل التنوير رهين بقيمة السلام الداخلي 
فإذا كان السلام الداخلي كان كل شيء و إذا لم يكن هنالك سلام داخلي ليس هنالك شيء 

 و الذي يسعى للتنوير من خلال المثيرات الخارجية أو البيئة التي عاش و يعيش فيها يبدد طاقاته.






التنوير الذي هو نهاية المعاناة النفسية و الوصول لحالة من السلام الداخلي و السكون التام، في الحقيقة لا يمكن الوصول له من خلال ما يحدث في البيئة الخارجية 
أو من خلال المعلومات التي نسمعها أو من خلال تجارب في الماضي أو من خلال أشخاص معينين و غيره 

إن الإرتباط بالبيئة الخارجية و الإرتباط بالزمن و بالجسد أو كل ما هو مادي ملموس يجعل العقل يتيه فيهم معتقداً أن الخلاص موجود من خلالهم 
و يفقد تماماً ذلك السكون المتين و يفقد الشعور بذاته و يكون هناك تماهي مع البيئة الخارجية و تماهي مع الزمن و الجسد 
و إذا حصل هذا التماهي مع البيئة الخارجية و الزمن و الجسد فإن الفرد يؤجل سلامة الداخلي و سكونه إلى حين حدوث تغيير معين في البيئة الخارجية 
أو إلى حين حصوله على شيء معين،
و هكذا شيئاً فشيئاً يفقد توازنه و يرتبط نفسياً بالبيئة التي يعيش فيها فيصبح نفسياً هو و البيئة  واحد .

و نفس الشيء يحدث مع الزمن،الذي ما أن نتماهى معه حتى نفقد كل القيم الإنسانية فيصبح الفرد يتعامل بالزمن كوسيلة للوصول لهذه القيم 
فيعتقد بأنه بحلول الشهر القادم سيكون أكثر تنوراً و سكوناً و تحرراً 
أو بحلول السنة  القادمة  يمكنه حينها تحقيق ما يصبو إليه، و غيرها من الشروط التي يضعها العقل معتمداً في ذلك على الزمن و البيئة التي يعيش فيها 

و قد يربط تنوره و  تحرره بالتجارب الحياتية  المختلفة و بالظروف التي يعيشها و بمستواه الإجتماعي و غيرها 
في حين أن التنور ليس شيئاً من هذه الأشياء و لا يرتكز على أيٍ منها 

بل من التنور أن ندرك أنه بغز النظر عن جميع الظروف التي يعيشها الفرد يمكنه أن يكون متنوراً إذا أمكنه أن يفكر بطريقة جديدة لا تعتمد على البيئة 
و لا على الزمن كشرط 
بل أن يكسر كل توافقاته مع البيئة لأن التنور أن تكون أكبر نفسياً  من بيئتك،و افصل نفسي عن كل تلك الإرتباطات بالبيئة لأدخل مباشرة في حالة من السكون التي تفقد 
فيها الأشياء الاخرى و المشتتات  و كذا المنبهات كل جاذبيتها و تغيب تلك الكوابح الطاقية حينها 
لأدخل حالة من السكون تجعل كل شيء آخر ساكناً و هادئاً 

أن نفصل أنفسنا عن كل تلك الإرتباطات مع الإرتباطات مع البيئة أو التحرر من سلطة البيئة الخارجية و تأثيرها المباشر على نفسيتنا و كذا على أجسادنا 
فإذا أمكننا مراقبة هذا التأثير الذي تسببه البيئة نلاحظ أن البيئة تعمل على تحفيز نوع من التفكير المرهق للنفس و الذي يسبب توتراً نفسياً 
هذا التوتر يفقدنا تماماً حالة السكون الداخلي و يجعلنا مندفعين أكثر نحو الواقع 
و عليه فإنه باستطاعتنا التحرر من هذا التوتر و الرجوع للسكون الداخلي من خلال كسر تلك التوافقات مع البيئة و أن لا نجعل البيئة و عناصر البيئة 
تؤثر في سكوننا الداخلي و علينا تنبيه أنفسنا في كل مرة و نتذكر في كل مرة هذه المعلومة  


أيها المتنور السلام و الحرية .

إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف