هل نسقط بعد نقلة وعي ؟

مواضيع مفضلة

السبت، 25 أبريل 2020

هل نسقط بعد نقلة وعي ؟



مرحبا ايها المتنور

هل يمكن للسائر في ميدان التنوير ان يسقط و ان يتزاجع للوراء ؟

ان السائر في ميدان التنوير هو الذي يبحث عن ذاته الطبيعية او يسعى للوصول الى مرحلة من الوعي تسمى بالاستنارة، حيث يكون فيها ذاته الحقيقية و يكون متحررا من كل اشكال المعاناة النفسية
و انها اشبه برحلة لذلك تسمى رحلة التنوير والسائر فيها نسميه بالمتنور 

و ان هذا المتنور يعيش و هو مدرك على انها رحلة،لذلك فحياته تبدو غريبة عن المالوف 

و يرى المتنور انه يتسلق مراحل وعي مختلفة و يحقق انجازا يحتفل به حين يتطور في وعيه
و هذا الانجاز لا يراه الناس من حوله بل بالكاد يستطيع ان يستوعبه هو، لذلك فحياته غريبة و غير مالوفة للغالبية من الناس .

و المتنور يسمي هذا التطور في الوعي بالنقلة او بالقفزة 
فهل هناك شيء عكس النقلة ؟ هل يسقط المتنور  ؟

رحلة التنوير مستمرة، والاستنارة تحدث بشكل مستمر وليس هناك رجوع للخلف و لا سقوط للاسفل،
انما هناك تحديات و حواجز نواجهها في الطريق،
و هي ليست الا مواجهة ما كنا نعتقد علي انه نحن قبل رحلة التنوير ،انها اشبه بلقاء بين روحك و عقلك 
هو لقاء و في نفس الوقت مواجهة او تحدي من اجل حسم هذا الصراع بين الروح و الغقل او بين الوعي و الماضي 
او بين لوعي و الزمن النفسي ،بين الوعي الصافي و شبح الاحلام  و الامنيات و هو تحدي بين الوعي الصافي و الخوف ،بين الوعي و الانا ،بين التنوير و ماكان قبل التنوير 

فاذا لم يستطع المتنور ان يصمد امام ذلك الكم الهائل من المخاوف و الافكار فانه يتيه لبعض الوقت و يفقد اتصاله بمن يكون .
ويعيش تجربة الانفصال عن المصدر التي تملؤه بالمخاوف و الافكار و الاغراءات الاخرى 
ويتوافق معها بشكل يتناسى فيها من يكون، ان الذي يعيش في الفكرة او يعيش متماثلا مع افكار معينة، يعيش داخل هويات عقلية كونها الانا للوصول لاغراءات خارجية او للوصول لامنيات و احلام و ربما لبرمجيات خاطئة و النجاح الخاطئ المروج له على انه النجاح من خلال الوعي الجمعي السائد ووسائل الاعلام

والتماهي مع الانا يؤدي للتماهي مع هويات خارجية تكون فيها ما تمتلكه، و فجاة تعتقد بان امتلاكك المزيد يزيد من قيمتك، وكلما حصلت على المزيد زاد وعيك بالمخاوف و تحاول حماية ما تمتلكه 

والانا يجعل المرء يبحث عن الانجازات باي شكل و يسعى للوصول لها باي طريقة كانت، حتى و لو ان تلك الانجازات لا تعكس حقيقتك .
كما ان الانا يسعى لامتلاك سمعة بين الناس ،لذلك يتيه في هذه الدوامة من البحث عن الانجازات الخارجية و امتلاك المزيد الى ان يفقد هويته الطبيعية الحقيقية
فهل يمكن للمتنور ان يستيقظ من هذا التيه ؟


يستطيع المتنور ان يستيقظ مجددا، حين يستطيع الخروج من تلك الدوامة  
و لا يمكنه الخروج من الدوامة الا حين يعيها و ينتبه لذلك الالم الطاقي الذي تسببه.
و يعيد النظر و يراجع كل تلك الانجازات التي يسعى لها، هل توافق روحه  ؟
و يعيد ترتيب اولياته ،ويعيد النظر في الواقع الذي يعيشه .



و يعيد التواصل مجددا بذاته الطبيعية من خلال التحرر من الانا التي تريد التحكم في كل شيء،
ويتراجع في سلام و يدع الكون يتعامل مع كل التفاصيل ،
لن يحدث اي خطا على الاطلاق عندما تعيد الاتصال بالمصدر، فالمصدر هو اصل العالم المادي الذي تعيشه و الذي ستعيشه و مصدر كل شيء موجود في حياتك، طالما انت منتبه للمصدر و متناغم معه، فاكيد ان الاشياء تتغير في واقعك و تتغير نظرتك ايضا للاشياء الاخرى .
و كلما اصبحت في تناغم معه ،كلما استطعت القيام بكل ما يستطيع المصدر القيام به؛ جذب الوفرة،ايجاد الاشخاص المناسبين، صنع المعجزة و التشافي .

ايها المتنور دمت في سلام




إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف