مرحباً أيها المتنور
إن البيئة التي يعيش فيها كل فرد فينا لها تأثير نفسي عليه، و طبيعة الأحداث المتكررة أيضاً لها تأثير نفسي على الأفراد
و المجتمع يتغير بتغير ضروفه الإقتصادية و السياسية
فالمشاكل الإقتصادية التي يعاني منها كل بلد معين تؤثر على أفراد ذلك البلد
و كذلك المشاكل و الأزمات السياسية لها تأثير مباشر عليهم
الأفراد الذين يغيرون ظروفهم المادية و الإجتماعية كذلك يتأثرون نفسياً بهذا التغيير
و الأزمات التي تحدث في العالم يكون لها تأثير مباشر على الأفراد سواء بالسلب أو بالإيجاب حسب ظروف الفرد
و الأزمة الإقتصادية التي تحدث اليوم في العالم تنعكس على الأفراد و المجتمع و طريقة تفكير الناس و ثقافاتهم و أكيد تؤثر في عاداتهم اليومية كذلك .
و طبيعة هذا التأثير تحددها ظروف هذا الفرد، فالفرد الذي تأثرت ظروفه المادية و الإجتماعية بهذه الأزمة سلبياً سيعيش تحديات كثيرة من أجل إعادة التوازن لحياته
أما الذي تأثرت ظروفه إيجابياً فهذه علامة إيجابية بالنسبة له
إلا أن الإنسان و بغض النظر هذا التأثير المباشر على حياته و ظروفه يعيش خوفاً من المجهول بشكل مستمر
هذا الخوف من المجهول في أساسه لا علاقة له بهذه الظروف الخارجية
انما هو مشكلة نفسية جعلته يرى المستقبل مجهولاً و يرى أن المجهول مخيف و مؤلم و ممتليء بالسلبية
و كنتيجة لهذا فهو يحاول أن يحاكي أو يقلد شخصاً ما يعتبره ناجحاً أو قدوةً له
أو يحاول أن يكون مثل ما يروج له في وسائل الإعلام أو في المجتمع نفسه على أنه القدوة و المثال الأعلى
إلا أن هذا التقليد و المحاكاة العمياء تزيد المشلة مشاكل أخرى أكبر و تجعل المجهول يكون أكثر تعقيداً و كذلك أكثر تخويفاً
و إذا حاولنا تأمل جذور هذا الخوف من المجهول نرى أنه نتيجة للإرتباط النفسي بالواقع و بالبيئة التي نعيش فيها
أو هو إرتباط بالاحداث التي تتجلى في واقعنا و الأشياء التي نمتلكها و بعلاقاتنا الإجتماعية و بالظروف كذلك التي من ورائها منفعة مادية أو معنوية لنا .
و أي تغيير في هذه الظروف و العلاقات و الأشياء بشكل سلبي يجعلنا نشعر كذلك بالسلبية و بخوف من المجهول الذي ينتظرنا
لذلك على الفرد أن يميز من يكون و لا يجعل نفسه يرتبط بهذه الأحداث و الظروف و الأشياء
فالأحداث و الظروف و الأشياء تبقى مجرد أحداث و ظروف و أشياء
بينما أنت هو أنت ولست تلك الأشياء و الظروف و الأحداث
و أي تأثير في بيئتك الخارجية لا يجب أن تتأثر نفسياً به، بل عليه أن يبقى تأثيراً مادياً فقط دون أن تسمح له بالتأثير نفسياً عليك
فمن تكونه شيء مختلف كلياً و عليك إدراك ذلك بنفسك
أيها المتنور دمت في سلام
إرسال تعليق