إلى أين أوصلك التطوير الذاتي ؟

مواضيع مفضلة

الخميس، 21 يناير 2021

إلى أين أوصلك التطوير الذاتي ؟

 سلاماً أيها المتنور 


كم من شخص أصبح مهتماً بالتطوير الذاتي في يومنا هذا بالمقارنة مع السنوات السابقة و كم من مادة 

استهلكت في ميدان التنمية الذاتية   غيرت  الوعي الجمعي السائد في  المنطقة التي تتحدث العربية

لقد   اهتم الناس بمواضيع عن تطوير الذات و تطوير جودة  الحياة، و إعادة توجيه مسار حياتهم  إلى الطريق الصحيح 


و النتيجة هي إنعكاس ذلك على منطقتنا العربية؛ إنعكس ذلك بشكل واضح و علني و غير أشياء لم نكن نتوقعها من قبيل:

الإنفتاح على الثقافات الأخرى و تقبل الآخر، و نبذ الإنغلاق و التحريم الذي كان يطال كل شيء ثقافي في بعض البلدان العربية،و أصبحت سياسة بعض البلدان أكثر واقعية في هذا الإنفتاح 

كما أن السلام في الشرق الأوسط أصبح وشيكاً و الحياة بدأت تأخذ مجرى أفضل من الأمس

 

تتطور حالة البلدان يوماً بعد يوم، كما أن الأفراد بدأت تتقبل هذا التغيير و التطور و تندمج معه شيئاً فشيئاً 

كما أن الإختلاف بدأ يشق لنفسه مكاناً في عالمنا اليوم،حيث أن الأفراد تحررت من التقليد الأعمى و من عقلية القطيع   و أصبح  كل فرد  يؤمن بما بات  يسمى في يومنا هذا برحلة الحياة  

و أن كل شخص له توجهات  مختلفة و ميزات أخرى تجعل إدراكه مختلفاً 

و أن ما يؤثر إيجابياً  على  شخص ما لا يعني أنه سيؤثر على  الجميع بشكل جيد 


تحرر العقل العربي نسبياً  من الإندفاع و العجرفة و إقتحام خصوصيات الأفراد في ما يتعلق بتوجهاتهم و أفكارهم و بدأ يشهد طفرة نوعية لطالما انتظرتها الأجيال السابقة 

و فجأةً تمرد على أفكارٍ كثيرة لطالما ارهقته و افقدته الشعور بذاته، كما بدأ يتسائل و يناقش الأفكار بعقله بعيداً عن العاطفة 

و أصبح يتحمل مسؤولية ما يقع في حياته، و يدرك أن لديه الخيار في عيش ما يريد و الإنتباه لما يريد، و أن القوة بيده.


أكيد هناك صنف آخر من الناس اختارت البقاء في نفس عالمها السابق أو أسوأ منه، إلا أن الواعي سيختار دائماً أن يكون في عالم أكثر حرية و أكثر سلاماً و إزدهاراً 

و ما تعتقد به هو الذي سيتجلى في واقعك و هو الذي يحدد طبيعة تجربتك، فكما تفكر تكون


و الفرد الذي يتعايش مع واقع لا يناسبه و مع تجارب سلبية و خبرات مؤلمة كما لو أنها جزء من هويته، هو شخص تماهى مع ذلك الواقع و نسي تماماً أن بإمكانه توجيه إنتباهه لما يريده 

فما تنتبه له ينجذب إلى حياتك و يصبح جزءاً من حياتك، و إذا فهمت هذه اللعبة تتحرر بشكل فوري من كل ما يرهقك نفسياً و مادياً و إجتماعياً 


لا تعتقد بشكل جازم بأن الواقع هو حقيقتك النهائية، و هو القدر المحتم عليك إلى النهاية 

فالعقل البشري مصمم على محاكاة ما ندركه بحواسنا بشكل حرفي، و النتيجة أننا نصبح مثل الناس الذين يعيشون من حولنا 

أو نصبح ما نغذي به أنفسنا من خلال وسائل الإعلام و وسائل التواصل الإجتماعي 


وإذا استطعت تغذية عقلك بما تريد أن تكون عليه أو على الأقل الإنتباه و لو بصعوبة  لنقطة النور الموجودة في حياتك 

فإن الكثير من الأشياء تتغير و إن عقلك  سيستجيب و لو مستقبلاً  ليغير مسار حياتك بالكامل 

فنية واحدة قد تغير أشياء كثيرة في واقعك، و إذا استطعت أن  تستجمع كل قواك العقلية الضائعة في المشتتات الأخرى فلن تصبح حياتك كما كانت عليه في السابق 


و إذا كانت نواياك و أفكارك التي تحتفظ بها في عقلك سيئة و تملؤك بالعواطف السلبية فلم تحتفظ بها ؟ 

أليس هذا نوعاً من التدمير الذاتي ؟ 

لم تريد تدمير ذاتك بنفسك ؟ 


دعك من كل ما يملؤك بالحواجز النفسية و العراقيل التي تحجب عنك الرؤية، و إتصل بما يخدمك و يملء حياتك بالنور مجدداً، فمقاومة التغيير الذي ينعكس في عالمنا اليوم 

ليس إلا بسبب أفكار قديمة ما زلت تحتفظ بها، و انفتاحك على عالم جديد كلياً هو نتيجة حريتك من هذه الأفكار التي تحجب عنك الحرية 

و الحرية من الفكرة ليست  عملية قسرية بل هي نتيجة إستعادة توازنك و إستعادة طاقاتك العقلية  من  أشياء كانت تستغلك و تقتات منك، سواء كان معتقداً متماسكاً أو فلسفة  أو عادة  أو طريقة تفكير تناقلتها أجيال متعاقبة 

و أن تتحرر منها ليس بالسهل بل هو مكلف كثيراً ! و عليك توجيه انتباهك لأفكار أخرى و أحداث و أشخاص جديدة  تحل محلها 


طبيعة الحياة التي تختبرها رهينة بطبيعة الصور و الأفكار و النوايا التي تخزنها في عقلك اللاواعي و التي بدورها تؤثر في مشاعرك و أحاسيسك 

و بالتالي عليك أن لا تهتم لتلك الأفكار السوداية و التجارب السيئة و العلاقات السامة التي أنهكتك و اجعلها صغيرةً في عقلك حتى يطالها النسيان  و تذبل، فعقلك مجرد شيء يستجيب بشكل آلي  و لا يميز القبيح عن الجميل، فأنت فقط من يستطيع توجيه تفكيرك  لما تريده 

كما يقول ويليام شكسبير لا شيء يتصف بالحسن و السوء بل تفكيرنا من يجعله كذلك 


و عليه فأنت من يقرر أين تكون و إلى أين أنت ذاهب، و كيف هي حياتك 

و أنت من يقرر أين تضع تجاربك القاسية و أفكارك الماضية هل في المكان التي تذبل فيه للأبد أم تريد تكرارها مجدداً في حياتك 



أيها المتنور دمت في سلام 








إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف