مرحبا أيها المتنور
حين تكون لديك أهداف وغايات معينة تريد الوصول لها أو حين تكون ظروفك المادية والاجتماعية وكذلك النفسية غير متوازنة
إلا أنك تسعى للوصول للنجاح ولاستعادة توازنك وبلوغ مستوى أفضل
فهذا يعني أن عاداتك اليومية ومعظم أوقاتك تصب في نفس هذا الهدف
وأن معظم ساعات اليوم تقضيها في العمل المتواصل والجاد
بينما إذا كانت كل أوقاتك تقضيها في الإنتظار والتفكير أو في أنشطة غير مثمرة،فإن هذا يعني أنك تعيش في حالة من عدم الثقة والإرتباك وفي حالة من الفوضى
ولذلك فالفرد الذي يعيش على الإنتظار، انتظار شخص ما لينقذه أو انتظار الظروف لكي تتوازن لوحدها
أو انتظار المعجزة لتحدث يعد ضربا من الخيال والتوهم،
لا يمكن لظروفك الحياتية أن تكون في حالة من التوازن ولا يمكن لظروفك المادية والإجتماعية أن تتغير دون أن تغيرها أنت
وهذا هو الفرق بين إنسان واقعي وآخر يعيش بأفكار غير واقعية.
وإذا كان الإنسان الواقعي يعمل على تغيير ظروفه بنفسه فهو يدرك تماما أن التغيير الوحيد العملي يكون نتيجة واقعيته وخياراته الحالية ولهذا فالإنسان غير الواقعي تجده يميل كثيرا لكل شيء لا يخدمه، فهو يتابع مثلا في وسائل التواصل الاجتماعي الصفحات التي تغذيه بالكلام الفارغ ويتابع كل شخص يغذيه بالشعور بالنقص أو يتابع الكثير من المشاهير دون سبب يذكر أو أنه يستهلك ما يغذيه بالفشل والإنهزامية ويتابع كل ما يتعلق بالسياسة والحوارات الأخرى والنقاشات المسلية حتى يمتلئ بكل أنواع هذه المعلومات الكثيرة التي ليس لها أي هدف سوى التسلية وتشتيت انتباهك،
ولذلك فالفرد الواقعي لا يميل لهذا النوع من المعلومات ونشاطه في وسائل التواصل الاجتماعي قليل جدا ومحدود
لأنه يدرك أن المزيد من السلبية والترفيه والمزيد من النقاشات الحادة والحوارات السياسية والرياضية لا تخدمه بل تعرقل تطوره ونموه النفسي والروحي كذلك وتشتت انتباهه عن غاياته الحقيقية
أيها المتنور دمت سالما
إرسال تعليق