إنتبه! لا مزيد من الأزمات النفسية

مواضيع مفضلة

الأحد، 31 يناير 2021

إنتبه! لا مزيد من الأزمات النفسية

  مرحبا ايها المتنور

يصاب الكثير من الناس بخيبات أمل وبصدمات نفسية قد تكون قوية نتيجة ايجابيتهم  الزائدة عن اللزوم في الاعتقاد بأن العالم خير مطلق

وأن كل تجربة في الحياة هي خير مطلق بالنسبة لنا،  بل على العكس قد يعيش المرء تجربة مرهقة تسبب له صدمة نفسية قوية

و تجعله اضعف واتعس مما كان عليه في السابق وقد تدخله في دوامة من المشاكل النفسية الاخرى و المزيد من المتاعب

على جميع المستويات ولست ادعوك هنا للانغلاق على ذاتك ولا إلى التشاؤم إنما نتحدث بشكل واقعي،

الواقع يحمل فوق ظهره الكثير من المجرمين  وعديمي الرحمة كما أنه يحمل أناسا طيبين و متراحمين

هناك أنواع مختلفة من المجتمعات و أنواع مختلفة من الناس وأنت الذي يحدد مع من تستطيع التأقلم و العيش

وليس كل ما يلمع ذهبا، لا يمكنك تحديد ما هو صالح لتجربتك  الانسانية من خلال حواسك الخمس وما تعتقده من أفكار وما تتبناه من تقاليد

ما نراه بعيوننا لا يعكس الحقيقة التي نحتفظ بها في عقولنا،

غالبا يكون هناك اختلاف بين ما نراه و الواقع، أن تكون إيجابيا لا يعني أن الحياة ستكون كذلك في كل الاحوال

ان افكارنا هي التي تجعل الاشياء و الاشخاص و الظروف تبدو أفضل و أجمل من أخرى بينما في الحقيقة كل شيء في جوهره واحد

وأن الافكار تجعل الاشياء و الاشخاص و الظروف خداعة، أما الجوهر فهو نفسه في جميع الاحوال وهو أن تكون،

كل الناس متساوون وكل الاشياء تبقى مجرد اشياء و كل الاحداث و الظروف تبقى احداثا و ظروفاً، فعلى المستوى الروحي كل شيء ينتمي لمصدر واحد

الذي ينتبه للصراعات الخارجية و الازمات و الاحداث غير الجيدة يتناغم مع هذه الصراعات بظهور افكار تجعله يتعاطف مع هده الازمات و الاحداث غير الجيدة وفي نفس الوقت تغريه اشياء اخرى خارجية تريد لفت انتباهه ايضا، انما لو غيرت ما تنتبه له في الواقع الى الانتباه لما تحبه فقط لما كانت هنالك افكار تجعلك ترتبط وتقاوم الواقع الدي تعيش فيه.

وان تحب واقعك يعني ان تحب ما تعيشه حاليا و تتصالح مع ما تعيشه حاليا وهذا يجعل عقل المتنور في حالة من الاطمئنان و الاستعداد وفي حالة من التدفق النفسي فلم تعد بحاجة لمقاومة نفسك ولا لمقاومة الآخرين، تدع الحياة تكون من حولك وتدرك حينها أن الامس ليس هو الغذ وان كل شيء يتغير باستمرار وكل شيء في حركة وسيران وان لكل بداية نهاية وان ارتباطاتك النفسية لابد لها من نهاية، ومتعك و الامك النفسية لها نهاية ايضا لذلك تنتبه روحك لفراغها وتحاول ان تسترجع توازنها بعيدا عن الكارما السلبية و بعيدا عن الافكار القديمة و المعلومات التي جعلتك تعيش ما عشته  وجعلتك تتيه في حياة غير مناسبة و تعود أدراجك  إلى حالة نفسية متحررة من الكارما السلبية حينها تنتبه  لقولك و نياتك و افعالك جيدا  حتى لا تنجرف الى شيء آخر  غير صحي  وغير متوازن.


  ان لكل نية ولكل قول و فعل قدرة هائلة على استمالة انتباهنا  وتغيير مسار حياتنا بشكل مذهل قد يكلفنا أشياء ثمينة و غالية وعلى هذا الاساس  لابد لنا من اعادة توجيه انتباهنا لما يخدم توازننا النفسي و نضجنا وليس العكس لان نتائج افكارك و افعالك و كلامك ستحصدها عاجلا أم آجلا و ستظهر في حياتك، فعلى المتنور ان ينتبه حتى لا يضيع في افكاره السلبية  ونواياه اللاواعية  الاخرى وحتى لا يعتقد ان العالم من حوله زاخر بالإيجابية و الايجابيين فقط و ان كل تجربة في الحياة يمكن ان يعيشها دون أن تؤثر فيه الا بشكل ايجابي،  المتنور يكون دائما في حالة من التوازن  وهو ليس ايجابي التفكير بشكل مبالغ فيه ولا متشائم بل يكون واقعي ويستحضر قانون الكارما؛ الذي يقول بان لكل فعل و قول  و نية  انعكاسات على  حياتك الشخصية  وعلى من حولك من اصدقاء و زملاء وعلاقاتك الاجتماعية  الاخرى.


أيها المتنور دمت في سلام 




إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف