مرحباً أيها المتنور
إن كل ما نعيشه كامل و هو قصة معدة سالفاً، لذلك لا داعي لإرهاق نفسك بما سيحدث و كيف يحدث و متى يحدث، لأن الذي يحدث هو تجلي لما كنت تؤمن به في الماضي
و لا داعي للخوف؛ الخوف من الذي يحدث، لأن الذي يحدث هو شيء حدث سالفاً بالنسبة لروحك، و لا يمكن تفاديه حالياً
و كذلك الأمر بالنسبة للتفكير المرهق في مشكلة تعيشها في حياتك، أو في إثبات أنك لم تكن مخطئاً في علاقاتك مع الآخرين، أو محاولات إثبات أخطاء الآخرين،
كل هذه المجهودات في الواقع تعرقل حياتك الحالية،و تعمل على التشويش عليك بشكل مستفز، بينما أن تسمح لمثل هذه الأشياء أن تتلاشى و تنتهي يحررك من العيش في الماضي،كما يحرر عقلك من التفكير المستمر الذي يمتص طاقاتك العقلية و يؤثر في طبيعة حياتك، فالناس السلبية تمتص طاقاتك بشكل لاواعي و تترك بداخلك ذلك الإنطباع بأن هناك خلافاً بينكما،و هذا الخلاف يتحول لرغبة في إثبات أنك على صواب و أنه مخطيء، و هذه المحاولة في إثبات أنه مخطيء قد تتحول لشيء قبيح مثل: الغيرة و ربما لحسد و لمقارنة مستمرة في كل مناح الحياة،و هذا كله من أجل إثبات أنك على صواب، و هو مخطيء، و هذا إستنفاذ كثيف للطاقة، إلا أن الفرد الذي يستوعب أن الطاقة الحيوية ليست شيئاً يمكن إثباته أو نفيه،يعرف جيداً أن مناقشة من يمتص طاقته هو خطر، و يجب تفاديه حالاً
الذي يمتص طاقاتك الذاتية هو شخص يعمل على عرقلتك، و يعمل على تغذية عقلك بالسلبية و الإنهزامية بإسم الرضوخ للواقع، كما يجعلك تشعر بالنقص إتجاه نفسك، و عوض الإنفتاح على من حولك و الإنفتاح على الفرص الجديدة في حياتك فإنك تبقى حبيس الأفكار، و تضن أن هنالك نقصاً بداخلك يحتاج للإصلاح، و في الحقيقة أنت لست ناقصاً و لست كذلك أقل من الآخرين، أنت نتيجة لتاريخ حافل من الأحداث السلبية و الإيجابية و أنت نتيجة خياراتك و قراراتك السابقة و نتيجة كل ما كنت تهتم له في السابق و نتيجة ميولاتك و نتيجة تجاربك و مجهوداتك و آمالك و فلسفتك و أحلامك و أنت نتيجة ما تستطيعه و ما تقدر عليه و نتيجة ما آمنت به و ما سعيت من أجله، أنت إذن ثمرة كل هذه المجهودات و أنت الجمال الذي تعبر عنه المشيئة الإلاهية .
و ما يميز المشيئة الإلاهية هي أنها صادقة و لا يمكنها أن تنافقك، ما تعيشه الآن هو كل ما تستحقه حالياً، أ ليس هذا ما كنت تبحث عنه؛ شيئاً صادقاً و حقيقياً ؟
ما تعيشه الآن هو الحقيقة التي تستحقها و هو التدفق الذي لا يمكن تفاديه، لأنه يمثل ما كنت تبحث عنه و ما كنت تريد عيشه في الماضي، و ها هو الآن يتجسد أمامك،
حين تكتشف أنك تعيش ما كنت ترغب به سالفاً ؟ ما الذي يحدث ؟
تخالجك مشاعر الفرحة العارمة و تظهر على وجهك إبتسامة هادئة، و ترسم على محياك البشاشة، و يشرق وجهك بالحياة، أ ليس كذلك ؟
و ما الذي يحدث حين تعرف أن قدرك هو نتيجة خياراتك السابقة و فلسفتك في الحياة و لا يمكنك تفاديه ؟
تعيش بكل بتسليم و قبول و تسمح لكل شيء أن يحدث، و تسمح للحياة بأن تكون بحلوها و مرها، و تعمل في نفس الوقت على تحسين مستوى حياتك و تحسين فلسفتك و إتخاذ الخيارات المناسبة،
كما تستعد نفسياً للتأقلم مع التغييرات الجديدة و كذلك تستعد للتعلم و تقبل النقد البناء، حتى تستطيع مواكبة خياراتك الجديدة و نياتك الجديدة.
تحس أنه لن تكون نفس الشخص الذي أنت عليه الآن، و لا نفس الشخص الذي كنت عليه فيما قبل، بل تكون نسخة جديدة متحررة من كل العراقيل التي تجعل الفرد لا يطور نفسه و لا يجددها، و تميل لتجديد قدرك و تغيير شخصيتك بالكامل، و يكون بداخلك شغف لا يترك مجالاً للرجوع إلى الوراء و إلى الماضي و إلى ما هو قديم، بل يدفعك للتناغم مع نياتك الجديدة و خياراتك الجديدة و يدفعك للتعلم و التأقلم مع التغييرات الجديدة.
إرسال تعليق