أن تكون دون وساطة

مواضيع مفضلة

الأحد، 10 أكتوبر 2021

أن تكون دون وساطة

 مرحباً أيها المتنور 


و أنت تشاهد حياةً فوضوية  من حولك، و تشاهد ما يحيط بك من أشياء و أحداث، و مواقف بمشاعر الغضب أو النفور 

و قد  تشاهد نفسك أيضاً كطرف في  هذا

ترى أن كل شيء يدفعك لإدراك أن هناك وعياً  آخر غير وعينا الفردي؛أنه يمكنك رؤية هذه   الأحداث و المواقف بشكل آخر غير الشكل الذي يبدو لك الآن . 


إن الوعي الفردي يقحم دائماً منفعته الخاصة في الذي يجري حوله، و رغباته تطغى عليه و كذا مخاوفه تسيطر عليه 

و هذا الذي يجعله لا يرى شيئاً آخر غير  فردانيته 

فرغبات الأنا تملؤ  الوعي و تشتت الإنتباه ، و المخاوف لا تترك لنا أية حرية و لا منفذ لإدراك وجود وعي آخر غير حالتنا النفسية 


إن رغبات الأنا مجرد فوضى و أخطاء تجعل العقل في حالة من الإرتباك و التردد و الشك و عدم الثقة، لأنها بكل بساطة ليست منفذاً لذاتك الحقيقية بل هي عكس ذلك تماماً .

تنتهي رغبات الأنا في إستيعابك لهذه الحقيقة، تنتهي دوامة النحس و الرفض بهذا الإستيعاب 

 

فدوامة الرفض ليست إلا فكرة لفتت انتباه العقل  و أغرقته فيها، و صار انتباهه  عالقاً فيها 

و لأن الانتباه عالق في الفكرة فلن يدرك شيئاً خارج إطار هذه الفكرة، لأن تلك الفكرة استحوذت على كل الإنتباه و أصبحت  إرادتنا رهينة بتلك الفكرة 

و الفكرة الدخيلة تستطيع أن تنمو و تتوسع أكثر كلما أخذت بإنتباهنا بعيداً  إلى حيث تريد ! 


و الدوامة تستطيع أن تخضعك و تفقدك  طاقاتك  الذاتية و تؤثر في كل لحظة من لحظات حياتك، من خلال الرغبة و الخوف;

الرغبة ليست إلا بوابة لتشتيت انتباهك أكثر عنها و الخوف كذلك وسيلة لكبح فضولك و لتحفيز عدم الثقة بداخلك 


فالرغبة في شيء يثير غريزتك أو في شيء مغري و ممتع ما هي إلا نتيجة العقل الذي يتكيء على الفكرة و يعتقد بها و يبحث عن الحقيقة من خلالها 

الفكرة حين يعتمد عليها العقل يصير في حالة من الإرتباك و الشك و عدم الثقة و بالتالي  غير مطمئن و غير راضي و في حالة من المقاومة المستمرة التي تؤدي به إلى الشكوى و التدمر 


على العقل أن  يكون من خلال نفسه دون الحاجة لتعليمات يتبعها !

على العقل أن يكون من خلال نفسه  دون الحاجة لشيء خارجي و دون الإتكاء على أحد.

علينا  أن نطمئن أنفسنا  دون الحاجة إلى الإعتماد على أي شيء خارجي 


علينا أن نكون، فليس هنالك وساطة بينك و بين من تكون 

و تلك العملية الآلية التي نمارسها باستمرار في إقحام الأشياء و الأحداث و الأشخاص و الأفكار المختلفة بيننا و بين حقيقتنا لهو شيء مزعج و عمل غير ذكي بتاتاً و هو مكمن الخلل 


لا يجب أن تقلد الآخرين و لا يجب أن تتبع تعليمات معينة و لا أن تبحث عن أية حقيقة، و لا يجب أن تسمح بوجود أية سلطة على حريتك النفسية هذه، بل أن تستجمع كل طاقاتك الذاتية لتستوعب و ترى هو كل الحقيقة 

و ليست هنالك حواجز و لا عراقيل طالما لا تقلد فكراً ما أو نسخةً ما، و طالما لا تقحم شروطاً  على نفسك و لا تفرض على نفسك  عادات تقاوم فيها نفسك دون أدنى  مبرر 


عليك أن تكون أولاً  بكل طمأنينة و تسمح لكل شيء آخر بالحدوث,و عليك أن تبقي في ذهنك أن الواقع بكل تفاصيله ليس بيدك أنت بل هو مشيئة الاهية.


أيها المتنور دمت في طمأنينة و سلام  






إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف