مرحباً أيها المتنور .
بين الذاتية و الموضوعية تنشأ حالتك النفسية، الذاتية تجر المرء إلى الإعتقاد بالتجارب السابقة و كذا بما نشأت عليه من أفكار، و عادات، و تقاليد، و غيرها.
تأنيب الضمير ، الشك ، التردد ، كلها تطغى على الفرد، حين لا يتوافق ما نشأ عليه مع ما يراه، و بذلك يكون الفرد غير متوازن .
على الفرد أن لا تطغى عليه الذاتية بشكل غير صحي، لأن الذاتية العشوائية لا أساس لها، و تسلب في الغالب حريتك النفسية، لما لها من تأثير على معنوياتك.
غالباً ما نجد أن هناك شيئاً ما يسلب منا معنوياتنا، ليس لأي سبب إلا لأن هناك تمرير أفكار عشوائي و تصديق ساذج،
إن معنوياتنا الحالية لا تبنى على أساس ما نشأنا عليه من عادات و تقاليد، و لا على أساس ما عشناه في السابق، بل معنوياتنا الحالية مصدرها العدل الإلاهي ، و هي متحررة من كل شيء آخر.
إن معنوياتنا الحالية لا تستمد كذلك من الأشياء الخارجية، و لا من الأحداث التي تقع حولنا، و لا من علاقاتنا الإجتماعية، بل ما هو خارجي قائم بذاته و يعبر عن نفسه.
فتحقيق ذاتك لا يجب أن يبنى على تجارب شخصية ماضية و لا على ما هو خارجي موضوعي،
عليك كوعي أن تستوعب أن معنوياتك لا تشترط شيئاً قبلياً لتتحسن و لا تتوقع شيئاً مستقبلياً لتزداد أو تنقص، معنوياتك صحية إذا لم تعتمد على أفكار قبلية و توقعات مستقبلية .
و على هذا الأساس، فمعنوياتك سليمة، و حق لنا أن نقول إذن أننا تحت العناية الإلاهية.
إن معنوياتك الحقيقية لتحقيق ذاتك يجب أن تستمد من إيمانك بأن هناك عدل إلاهي، عدل إلاهي لا يظلم أحداً، و لا شك أو تردد فيه، و الذي تعيشه حالياً هو كل ما تستحقه الآن .
و كل ما عليك فعله هو تقبل قدرك هذا دون مقاومته و دون الدخول في صراع معه، كما لو أنه كائن حي، و أن تستجمع كل طاقاتك الذاتية من المشتتات الأخرى التي تعرقل استيعابك هذا، و تستغلها في بناء شخصية جديدة تستطيع أن تتقبل كل أشكال القدر الممكنة، فأنت تعيش فقط ما تستحقه و ما يناسب خياراتك، و أفكارك و فلسفتك و مجهوداتك في الحياة .
إلى اللقاء .
Post a Comment